أفرجت اللجنة المستقلّة للإنتخابات عن ممن أصطفتهم لقيادة مكاتب التصويت يوم الإقتراع المقبل بمقاطعة كيفه.
و أوّل ما يفاجئك في هذه اللائحة الطريقة التي تمّ بها أختيار رؤساءها وأعضاء المكاتب فيها و المعايير التي اعتمدت في ذالك.
ففيها ممن لا ينتمي لأيّ وظيفة مهما كانت في الدولة ؛ و فيها المراهقين الذين
لا خبرة لهم و لا تجربة على رآسة مكتب؛ و فيها المتقاعدون من الجيش و الدرك و حتى من المدنيين ؛ الذين أقعدهم الزمن.
زد على كلّ هذا كثرة العنصر النسوي في اللائحة المفرج عنها.
لا أريد أحدا أن يتّهم فريق اللجنة المستقلّة للإنتخابات بكيفه بالأنحياز لحزب معيّن ؛ لكن لا مانع أن نضمّ أصواتنا مع أولائك الذين قرأوا اللائحة ؛ وصارت الوساس توسوس إليهم بأنّ فريق اللجنة تمّ إستغلاله من طرف وجهاء و نافذين في مقاطعة كيفه.
بعضهم همّه ليس في تزوير صناديق الأقتراع ؛ و إنّما يريد فقط أن يستفيد ابنه أو قريبه أو زوجه من المبلغ المعوض
و بعضهم يبحث عن أعضاء مكتب يكونون ضعفاء يستسلمون للترغيب و الأبتزاز و يستجيبون لما يوحى إليهم يوم الأقتراع
إنّ مقاطعة كيفه تشهد في هذه السنة سباقا أنتخابيا استثنائيا ؛ تتعدد فيه اللوائح الإنتخابية ؛ و تطغى فيه العاطفة القبلية ؛ و تتنافس فيه القوى التقليدية فيما بينهما ؛ تحت مظلّة أحزاب المخزن ؛ و أحتواء خطإ بسيط فيها ؛ و معالجة غبن خفيف بها؛ أو ظلم طفيف في تزوير محضرضائع لها ؛ لن يكون في هذه المقاطعة بتلك السهولة التي تكون عادة فيها المنافسة بين المعارضة و الحزب الحاكم .
ولذا فإنّ أختيار طاقم يشرف علي مكاتب التصويت في هذه الأنتخابات لا يتمتع بالكفاءة و الخبرة و النزاهة و القدرة البدنية و المعنوية فيه لعب بالنار و نذير شؤم على أهل المقاطعة
نظنّ أنّ اللجنة المستقلّة للانتخابات بكيفه هي من صفوة المجتمع و حكماءه؛لأنّ المسؤولية المنوطة بها جسيمة و ثقيلة كثقل الأمانة التي أنيطت بها أو هكذا نظنّ
وعليه لا نتوقع منها إلّا أخذ الأمانة بقوّة ؛ و أن يكون طاقمها المشرف على المكاتب يضاهيها في تحمّل المسؤولية؛ و أن تعالج الخلل قبل فوات الأوان.