الأصوات الطائرة..!! / حبيب الله ولد أحمد

altيكثر الحديث في العالم المتقدم- حيث لا يلقى الناس بالا للأساطير والخرافات- عن ظاهرة غريبة يسمونها "الأطباق الطائرة", وهي عبارة عن أطباق هوائية غامضة الشكل والهيئة والمنشأ,’ تهبط فجأة لتنزل منها مخلوقات غريبة الهوية والجنس واللون لقضاء دقائق على الأرض قبل الطيران مرة أخرى على تلك الأطباق نحو اتجاه غامض.

ورغم تشكيك البعض في صحة وجود ظاهرة بهذه الشكل الغريب, إلا أن أشخاصا عديدين -وفي مناطق متعددة من العالم- تحدثوا عن رؤية تلك الأطباق وركابها خاصة في ضواحي المدن الكبيرة وغالبا في أوقات الفجر أو عند مغيب الشمس.
في موريتانيا- والحمد لله- لم يحدث أن صادفنا هذه الظاهرة, ليس لأنها غير موجودة ,ولكن لأن كل ما نراه من الظواهر غير المعتادة نربطه مباشرة ب"الجن" عموما وبالأخص "الجن المؤمنين"!!
إن لدينا إيمانا خرافيا قويا بالجن وقدرتهم على تحريك العالم وتغيير خرائطه وأنماط حياة سكانه وربما دفعنا ذلك الإيمان إلى الاعتقاد بأن الانتخابات الأخيرة لم تكن مزورة فكم من "ولي كامل" و"صالح لا يشق له غبار" تعهد لولد عبد العزيز بالنجاح في الشوط الأول..
ولذلك لم تتفاجا عامة الناس بنتائج الانتخابات بل اعتقدت- ربما- أن ولد عبد العزيز كان ينبغي أن يتجاوز نسبة تفوق 80% -على أقل تقدير- لولا أن بعض" الجن" و"الأرواح الشريرة" و"الشياطين الخفية"و"المخدمين" رفض التصويت له وتمرد على ملاك "القماقم" و"الطلاسم" و"الاسرار" فصوت لبقية المرشحين الذين كان ينبغي سحقهم انتخابيا حتى لا يعودوا للواجهة مرة أخرى.
الأمر هنا يتعلق ب"قوى غيبية" خارقة اعترفت المعارضة -عبر مرشحيها -بعجزها عن مواجهتها فجاءت نظرية "الأصوات الطائرة" وخلاصتها أن بطاقة الناخب تحوي مادة "ممغنطة" تحمل شفرة سرية لها دوران بارزان أولهما محو جميع الإشارات التي توضع في الخانات المخصصة لكل المرشحين باستثناء ولد عبد العزيز بعد خمس دقائق من طي البطاقة وإيداعها في الصندوق, وثانيهما إظهار إشارة أصلية في البطاقة مقابل خانة ولد عبد العزيز وبمجرد محو إحدى الإشارات في الخانات المخصصة لبقية المرشحين تظهر تلقائيا وبالتزامن إشارة التصويت المطبوعة أصلا في البطاقة مقابل خانة المرشح ولد عبد العزيز!! 
أحد الأصدقاء قال لي إنه متأكد من حصول التزوير بهذه الطريقة فهو كان يمثل أحد المرشحين وصوت له في احد مكاتب العاصمة وقال إن مرشحه لم يحصل على أي صوت في ذلك المكتب وقال إنه صرخ بحدة في وجه أعضاء المكتب لكنه لم يجد آذانا صاغية, وعندما سألته عن الأدلة التي بحوزته لإثبات فرضية التزوير "الممغنط" قدم لي محاضرة طويلة عريضة استشهد فيها بالانتخابات الإيرانية التي قال إنها زورت بنفس هذه التقنية العالية, ثم تحدث عن الكتابة المشفرة قائلا انه جربها بنفسه عندما أخذ مصباحا شمعيا "سندل" وأذابه ثم كتب به حروفا على ورقة بيضاء ثم صب فوقها مسحوق فحم خشبي فبدت له الأحرف- كما قال- واضحة وضوح الشمس, ثم استدل أيضا بالأوراق النقدية التي قال إنها تحوي كتابة خلفية لا تظهر إلا بتعريضها لأشعة الشمس وبوضعيات متعددة 
نحن العامة لا تهمنا هذه الترهات فليس لدينا مستوى من العلم والفهم لنتمكن من حل هذه الألغاز المعقدة تقنيا وأعتقد أن "المجلس الدستوري" يتقاسم معنا "القصور التقني" عن معاينة مثل هذه الأمور والبت فيها 
كل ذلك لا يهمنا فسواء" طارت" أصواتنا أم" نزلت"( بالمناسبة أنا شخصيا لا أعرف هل طار صوتي أم نزل) فقد ربحنا من هذه الانتخابات "رئيسا وليا" تنبأ بفوزه بالنسبة التي فاز بها ساعات قبل الإعلان عن النتائج, ولأن "الجنرال المنتخب" عبارة متنافرة فمن الأفضل تسميته- ومن الآن- "الرئيس الولي", فهو وحده الذي "استولى" على أصواتنا بطريقة لعبت فيها "القوى الغيبية"- كما يخيل لنا نحن الدهماء على الأقل- دورا بارزا.
هنيئا للرئيس الولي على انتخابه بأغلبية "الأصوات الطائرة" وحتى "النازلة"!!

28. يوليو 2009 - 12:36

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا