البشر من آدم وآدم من تراب و التراب معادن و خير المعادن الذهب , فالبشر ليسوا سواء , والتفاضل والتفاوت و الاختلاف سنة الله في خلقه , فثمة شرفاء و نبلاء و ثمة من هم دون ذلك و ثمة ناس أراذل لا يستحقون قيادة الأمم .
والتفاضل بين الناس ليس بسبب اللون أو القبيلة أو العنصر, إنما بسبب عرق يجري في الدم ,
فهناك عرق " نبيل " قد يكون صاحبه أسود أو أبيض أو أصفر أو أحمر , هنديا , آمريكيا , إفريقيا , عربيا , إسرائيليا , صينيا , الكل بنو آدم , لكن فيهم نبلاء " سلالات نبيلة " عروقهم نقية وهم وحدهم المخولون لقيادة الأمم المستحقون لها.
فدعوة المساواة دعوة باطلة وهي رفض و اعتراض علي قانون السماء " سنة التفاوت و التفاضل و الاختلاف " وهي تنكر للواقع , خدعة وقع فيها الكل مدفوعين من جهات معينة لأجل إتاحة الفرصة أمام أراذل الناس ليحكموا العالم .
الإخوان المسلمون ,وقعوا في الفخ فصدقوا ديمقراطية الغرب , وتغاضوا عن سنة الاختلاف و التفاوت والتفاضل طريقا للوصول للحكم وشاركوا في المهزلة فحصدوا الثمار, سجون , حظر , حرمان , نسوا أو تناسوا موقف الدين و أن الناس منازل , وانه ثمة أشخاص تزكيتهم "رأيهم وتصويتهم " يعتمد و ثمة أشخاص لا يعتمد رأيهم و لا تصويتهم إلا بوجود سند و شهود.
فديمقراطية الغرب ظلم للعلماء و المفكرين و الخبراء والحرفيين وهي دعوة صريحة " لإسناد الأمر لغير أهله " و إتاحة الفرصة أمام أراذل الناس ليقودوا العالم , وهو الأمر الذي حذر منه الصادق المصدق صلي الله عليه و سلم , فالقاعدة الأصح انه لا تزال البشرية بخير ما تولى خيارها زمام الأمور , أما أن يتولي أراذل الناس الأمور فعندئذ تكون الساعة و الدمار و الخراب , وهكذا , فقيادة الشعوب ليست مهزلة حتى يجعل منها لعبة تصويت و صناديق يتساوى فيها , الرقاص و المفكر والعالم , والخباز والطبيب و المهندس و اللص وقاطع الطريق .
وقد يصف البعض ديمقراطية الغرب بأنها نجحت في بلدانهم , فالسبب هو أن دولهم دول مؤسسات , أما دولنا فهي دول أشخاص وأسر و بالتالي فلا غرابة أن تفشل الديمقراطية في بلداننا , محاكاة غير موفقة , عمليات نسخ و لصق لكنها فاشلة , مآت المرشحين واللوائح و الأحزاب , ظاهرة صحية تعكس وعي المجتمع ومدى استيعابه للديمقراطية,هكذا يقولون ,هل الأمر كذلك أم هي الفوضى و الديمقراطية المهزلة.
ثقافة المأموريات ,العمد يريدون مأمورية ثانية , النواب , كل نائب يسعي لمأمورية ثالثة ورابعة , الوزراء كذلك يركضون كل من جهته ليجد مأمورية إضافية , حمى أصابت الكل , تنافس علي المناصب والمأموريات , تنافس علي إقصاء الآخر و رفض البديل , و الحجة هي مصلحة البلاد , دفعت هذا و ذاك ليترشح عدة مرات , هكذا يروجون في الحملات , فهل الأمر كذلك ؟ لأجل الوطن و المواطن أم لحاجة في نفس يعقوب ؟ , حجة " لا بديل " وأنه لا يظهر في الأفق بديل , و أين البديل ؟ وأين الرجال ؟ , عدموا في هذه البلاد , هكذا يزعمون , مائة حزب أو يزيدون - رقم قياسي عالمي - وكل يدعي أنه سيقلب البلاد جنة خضراء , تنافس منقطع النظير, جرأة قوية علي تولي الحقوق , هل هو الورع والخوف من الله الذي جعل كل هؤلاء يتنافسون لتولي مصالح العباد ؟ فقراء , مساكين , معظم ساكنة أهل البلد , بسطاء ,أبرياء " البراءة الغبية " يصدقون و يندفعون وراء أي كان ألفوا في هذا ديوان شعر , و في ذاك دواوين , قالوا عن ذاك أنه مؤمن آل فرعون , و قالوا عن هذا أنه المهدي المنتظر , لا يهمهم من يدير , يفتشون فقط عن اللحاق بركب الحضارة و لكن لا يعرفون كيف ولا بمن يتعلقون ؟ .....
بقارب النجاة " النخبة الصالحة " ديمقراطية الإسلام " الشورى " , ديمقراطية لكنها متميزة , لأنها تعتمد في انطلاقتها علي " اللبنة الأولى " سكان الحي أو القرية , تبدأ من الحي , ففي كل حي أو قرية أشخاص ثقة لا يحتاج اختيارهم إلي تصويت بل يختارهم أهل الحي تلقائيا بالتراضي و يوكلونهم أمورهم , نخبة من هذا الحي وذاك و من ثم اقتراع وتصويت و انتقاء من نخبة القوم , لا من : " من هب و دب " النتيجة : تشكيل مجلس شورى الولاية , ومن ثم مجلس شورى الأمة و من ثم اختيار حاكم للبلاد , " و كفى الله المؤمنين القتال "