سأحاول خلال أيام الحملة أن أبرق برسائل مختصرة جدا إلى الناخب الموريتاني، وستكون هذه هي الرسالة الثامنة التي سأضعها في صندوق بريد الناخب خلال موسمنا الانتخابي هذا.
في هذه الرسالة الثامنة سأذكرك ـ أخي الناخب ـ بأنه لا يليق بك أن تصوت للاتحاد من أجل الجمهورية إذا كنتَ من بين هؤلاء:
1 ـ إذا كنتَ شابا فإنه لا يليق بك أن تصوت لهذا النظام الذي ارتفعت البطالة في عهده حتى أصبحت بلادنا من أكثر بلدان العالم بطالة بنسبة تفوق 30%. اللافت هنا أن بعض مرشحي النظام في العام 2018 قد وعدوا بتهجير الشباب إلى الخارج بدلا من أن يعدوا بتوفير فرص عمل جديدة داخل البلاد!
ثم إنه عليك أن تتذكر بأنه خلال كل هذه الحملة فإن الرئيس لم يتحدث ولو لمرة واحدة ـ حسب علمي ـ عن "تجديد الطبقة السياسية"، فتجديد الطبقة السياسية كان مجرد شعار خُدع به بعض الشباب خلال المأمورية الأولى، ويمكن أن تلاحظ بأن الشباب الذي كان يناضل في صفوف المعارضة، والذي التحق بالنظام، تم إقصاؤه بشكل كامل من ترشيحات الحزب لانتخابات 1 سبتمبر.
2 ـ إذا كنتَ طالبا فتذكر تراجع المنح، وتذكر تراجع جودة التعليم التي وصل مؤشرها في العام الماضي إلى الرتبة 137 من قبل أن تخرج بلادنا نهائيا من هذا التصنيف في هذا العام، وتذكر سخرية الرئيس من الشعراء ومن التخصصات في العلوم الإنسانية، وتذكر تعامل شرطته القاسي مع أصحاب الشهادات العلمية، ومع "كواس حامل شهادة"، و"أنا علمي".
3 ـ إذا كنت من سكان العاصمة، فتذكر بأنه بعد عشر سنوات من حكم النظام الحالي، فإن عاصمتك ما زالت بلا صرف صحي، وبأن شوارعها مليئة بالقمامة، وأنها تعيش انفلاتا أمنيا غير مسبوق.
4 ـ إذا لم تكن من أهل العاصمة، وكنت من سكان الداخل، وكنت تسافر إلى ولايتك عبر الطرق الحيوية، كطريق"الأمل" وطريق "روصو ـ نواكشوط" فتذكر المجازر اليومية التي تحدث على هذه الطرق، والتي قد يكون سببها في بعض الأحيان مجرد حفر لم تجد من يرممها.
5 ـ إذا كنتَ منميا أو تعيش من عائدات الثروة الحيوانية فتذكر كيف تعامل النظام مع الجفاف، وتذكر كيف بخل هذا النظام بتوفير العلف للمنمين في أصعب الأيام.
6 ـ إذا كنتَ من ضحايا الفساد، وصدقت يوما بأن الرئيس قد جاء لمحاربة الفساد، فلابد وأنه قد تبين لك الآن بأن شعار محاربة الفساد كان مجرد شعار مخادع من أجل التغطية على ممارسة فساد أشد وأقسى.
7 ـ إذا كنتَ فقيرا قد خًدعت في المأمورية الأولى بشعار "رئيس الفقراء"، فتذكر ما جاء في الحديث الصحيح :" لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".
8 ـ إذا كنتَ رجل أعمال فتذكر ما حلَّ برجال الأعمال الذين دعموا الرئيس، وعندما وصل إلى السلطة ظهر لهم بأنهم دعموا رجل أعمال جاء لينافسهم بشراسة في أنشطتهم التجارية.
9 ـ إذا كانت لا تهمك مصلحة وطنك، ولا يهمك إلا مصلحتك الخاصة، فتذكر أيضا بأن هذا النظام أشد بطشا بمن خدمه.
ولك أن تأخذ من هذه الجملة التي جاءت في نداء محمد ولد بوعماتو عبرة :"الطاغية لا عهد له. إن لم تتحملوا مسؤولياتكم وواصلتم دعم آخر "يحي جامي" في المنطقة فستندمون على ذلك يوما ما بنفس الطريقة التي أندم أنا بها الآن".
وفقنا الله جميعا للتصويت للأكفأ وللأفضل..
حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين ولد الفاضل