ليس من الانصاف عدم تفهم حماس رئيس الجمهورية فى حملة حزبه ، فهو من أسس الحزب ليحكم به ، وعدملحصول هذا الحزب على أغلبية برلمانية يعنى اللجوء لتشكيل " حكومة تعايش" ، وعمليا يعنى إعلان نهاية مبكرة للمأمورية الثانية. وفى ذلك نعي للمأمورية الثالثة بحرمان السلطة القائمة ليس من الاستمرارية ، فحسب ، بل من مجرد المشاركة فى رسم مايصار إليه من تحولات .
إن حكومات التعايش مرهقة حتى فى الديمقراطيات العتيدة ، لكنها فى الدول التى تتهجى الديمقراطية مفنية . إنها احتمال مبوب عليه نظريا ، لكن لا مستوى النضج الديمقراطي ولا الظرف السياسي يسمحان بمجرد التفكير فى احتمال قيامها ، لأن "حكومة تعايش" تمثل ما يفوق حتى أكثر مطالب المعارضة استفزازا ؛ حيث توفر حكومة ذات أغلبية برلمانية بإرادة الشعب وليس بتنازل من السلطة . السلطة التى رفضت سابقا ودائما ،مجرد نقاش فكرة حكومة وحدة وطنية ، تأسيسا على حقها فى ممارسة ماخولها الدستور واعتبارا بمحدودية
المستفاد من تجربة " حكومة اتفاق داكار" التى لم تسهم فى تحقيق تحول فى طبيعة العلاقة بين السلطة ومعارضيها.