يوما بعد يوم تزيح خيوط شمس موريتانيا الدافئة الظلام الذي خيم على تدليس وافتراء نشطاء المعارضة في العالم الافتراضي, والذين آثروا الاحتفال بالنصر الزائف في ظلام الليل وأمام لوحات التحكم, قبل أن تفرج اللجنة المستقلة للانتخابات, بشكل بطئ ولكن بخطى ثابتة, عن بعض نتائج اقتراع فاتح سبتمبر, ليرى المراقبون والرأي العام لوائح حزب الاتحاد
من أجل الجمهورية الحاكم وقد تصدرت غالبية الدوائر التي تم فرزها حتى الآن, إما بالفوز في الشوط الأول أو بالذهاب إلى شوط ثان محسوم النتيجة لصالحها, مهما تعالت صيحات نشطاء الغرف المظلمة.
إن كسب الرهان الانتخابي لا يتم بالتمني, ولا بإطلاق الشائعات, ولا باستخدام أساليب الترهيب والضغط الممارسين من قبل بعض الشباب المعارض المتحمس.. بل يكسب الرهان بإعلان الفوز من طرف لجنة مستقلة للانتخابات يرأسها ناشط معروف في وسائل التواصل الاجتماعي, وقيادي في منتدى المعارضة, ووزير وسفير سابق هو الإطار المعروف محمد فال ولد بلال.
وما عدا النتائج التي تصدرها الجهة الوحيدة المخولة قانونا وعرفا, يبقى حملة انتخابية في غير محلها, ومحاولة لتعليق الفشل على شماعة التزوير.
إن تأخر إعلان نتائج الجولة الأولى من اقتراع سبتمبر مفهوم ومستساغ, بالنظر إلى عدد الأحزاب واللوائح والدوائر والمكاتب والصناديق, وكذلك طبيعة الفرز اليدوي التي لا تزال الطريقة المعتمدة في البلاد.
وقبل أن تكتمل النتائج ويعلن فوز الحزب الحاكم بأغلبية مريحة في البرلمان, ونصيب الأسد من المجالس الجهوية والمحلية, فلا ضير في مواصلة نشطاء المعارضة الاحتفال بالوهم في انتخابات رفعت أحزابا ووضعت أخرى, ولا شك أنه سيكون لها ما بعدها.