كلمة الإصلاح ما دامت مقتنعة أشد الاقتناع بأن لكل شخص بمفرده مقابلة خاصة مع الله بعد هذا الموت المحقق فإنها لن تتأخر أن تكتب كلمتها المناسبة في الدنيا عن كل ما يحتاج في نظرها لكتابة سوف تنتظرها في ذلك اللقاء مع الله : يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.
فأنا لا أكتم أني تأسفت كثيرا عندما سمعت في ذلك المؤتمر الصحفي
وذلك الخطاب الختامي للكلام الصادر من سيد الرئيس وهو حي وقد مكن الله له في الأرض بحيث أصبح العمل والقول في المسلمين طبقا لما جاء في القرءان رهين اشارته لا يحجزه عنه إلا هداية الله له لتنفيذه ، وتلك تنال بطلبها بالقلب من مالكها والاستعانة علي ذلك بمن يعرف مكانها وتفاصيلها ويطلب منه العون بالدعاء علي تلك الهداية التي لا يمكن له الدخول في الجماعة التي سوف تخاطبها الملائكة ساعة موتها وساعة حشرها بقولهم "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون " إلا بحصولها وهذا الخطاب قطعا ستقوله الملائكة لكثير من المسلمين كانوا يتابعون أعمالهم في الدنيا وتيقنوا أنهم من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وهنا يرد هذا السؤال : ربنا الله معروفة لدي الجميع ولكن استقاموا علي ماذا ؟ فمن الضروري أن المسلم بسيط المعرفة يدرك أن استقاموا أي استقاموا علي سلوك الطريق المستقيم ومعلوم كذلك أن هذا الصراط هو ما جاء في القرءان من ألفه إلي يائه ومع أن هذا القرءان موضح فيه كيفية الايمان وهو عدم أي إشراك مع الله في قضية النفع والضر والإحسان في القول والفعل ابتداء مع الأقربين وجميع المسلمين ومع كل ذي روح فيها كبد يحتاج للمساعدة ، فالعمل خارج هذه المذكورات بالنية والقول والفعل هو الذي خاطب فيه المولي عز وجل رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم بقوله : ولا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقي وقوله تعالي مخاطبا الرسول أيضا : قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا .
السيد الرئيس بعد هذه المقدمة التي ليس عندي ما أؤكدها به في الدنيا إلا قول مؤمن ءال فرعون : "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله " فإني أدخل مباشرة في أول ملاحظة في خطابكم الصحفي وهو قولكم : -ان الاسلامي السياسي لا فرق بينه وبين الاسلامي المسلح فالأول إذا لم يجد ما يريده يتحول إلي السلاح ، هذه الجملة بهذه العبارة :قطعا أن من حلف أنكم استوردتموها من الخارج دون أصل لها في موريتانيا فبإذن الله سوف لا يجد نفسه يوم القيامة حانثا وإذا زاد في يمينه أنكم استوردتموها من السيسي خاصة أو من دول الخليج العربي التي يخرج الإيمان من قلوبهم ساعة غضبهم على من يخالفهم فكذلك.
ومعلوم أن هذه الكلمة العامة موجهة الأن إلى كل مسلم لأن الإسلام الآن أصبح غريبا كما بدأ فمن نسب قوله وفعله إلي الإسلام سوف ينعت بنعت السيد الرئيس المستورد ممن حمل السلاح علي المسلمين عندما لم يستطع الوصول إليه بغيره ، ومن لم ينتسب إليه كذلك ولكنه يحاول العمل بمقتضي نصوصه التي لا تعطي الامتياز إلا لأهل التقي وتعمل بمقتضي أن جميع الإنسانية سواسية في الماء والكلأ وأن اتقاهم من يؤثر علي نفسه ولو كان به خصاصة إلي آخر ما جاء مبينا أنه هو الصراط المستقيم ، فهذه الصفات سوف ينسبه الغير بالقوة كما يقول المناطقة إلي الإٍسلام لأن كلمة (إٍسلامي) أصبحت مرادفة لكلمة ارهابي عند الجميع بفعل أعداء الإسلام ليوجه إليه ما يوجه إلي من أضلهم الله علي علم وختم علي قلوبهم وجعل علي بصرهم غشاوة ممن يدعون الإسلام وعملهم خلافه ، فإضافة الإسلامي الوسطي إلى هؤلاء هو جمع بين الضدين ، وان اكبر دليل علي هذه الحقيقة السائدة الآن في العالم بهذا الفهم هو ما جاء في خطاب الرئيس عن ما سماهم الاسلاميين مع نعته لهم بهذا النفاق ، ففي توزيعه للمعارضة ميز أن هناك اسلاميين وحذر من دخولهم للبرلمان وأن علي المواطنين أن يمنعوهم من ذلك وهنا قصد بالإسلاميين تواصل وجميع الموريتانيين والعالم يدرك أن حزب تواصل ولد على أرض موريتانيا قبل رئاسة هذا الرئيس وولد بلا سلاح والجميع كذلك يدرك أيهم لجأ إلي السلاح لتحقيق ما يريد : فهل الإسلاميون هنا لا يريدون أي شيء في عشر سنين الماضية ام تحقق ما يريدون ؟ فلماذا لم يحملوا السلاح ؟ والجواب هنا واضح فالإسلام يندد بحمل السلاح علي المسلمين وسوف يعذبه في الاخرة علي حمل هذا السلاح لمقاتلة المسلمين مهما كانوا بل الرسول صلي الله عليه وسلم ندد بحمل النصال لمن يسير في أسواق المسلمين وأمر بأن يجعل علي حدها حائل لئلا تجرح أي مسلم في الطريق ، هذا هو الفكر الإسلامي الصحيح فينبغي للمسلم قبل أن يتكلم أن يفتش عن الحقيقة في جميع مواطنيه سواء منهم المسلم بالتقليد أو المطلقة عليه بقوة المحاكاة فليفتش أيهما حمل السلاح أو ينوي حمل السلاح أو يوجد من بين أعضائه من يفكر في ذلك ، وهناك سؤال آخر نقدمه للسيد الرئيس : أي الحزبين اكثر لكم خدمة : حزب الاتحاد من اجل الجمهورية أو حزب تواصل ؟ فنحن الموريتانيين لقلتنا وتنوعنا نمثل أسرة واحدة تقريبا لا يخفي قول ولا فعل صادر من أينا علي أحد منا فحزب الاتحاد لئلا أقول الحزب الحاكم لأنه لا حاكم فينا الا شخص واحد وهو الرئيس ولا أعتبر هذا منقصة لأن الإسلام لا حاكم فيه إلا شخص واحد ، أما الجماعة الأخري فهي مرشدة فقط بشرط أن تكون من المستشارين الرشداء فالله يقول للرسول صلي الله عليه وسلم "فإذا عزمت (بعد مشارة أهل الرشد) فتوكل علي الله " بمعني نفذ ولم يقل فإذا عزمتم فتوكل علي الله ، فأعضاء الاتحاد من أجل الجمهورية : من اخذ قلمه لتسجيل إفادته لكم فلم يسجل إلا اذا مدح أحدهم فعلكم في تدخل أو كتابة تدوينة أو مقال أنتم في غني عنه لذم الإفراط في المدح من طرف الإسلام أصلا ، فالإسلام تقال للنصوص الاسلامية والمسلمين تقال لمعتنقيها المطبقين لها أما ما بين ذلك فعسي الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ، أما حزب تواصل فمن دخل منه النواب فقد مثل ما تريدونه من اصباغ الديمقراطية النزيهة علي حكمكم بدون أي شغب أكثر من كلام النواب الاخرين في البرلمان ، وإذا كان في علم الله أن بعضهم يستجلب المواد الخيرية للمواطنين كما قلتم فهذا يرجع مردوده لبعض شعبكم الذي كان المرحوم ابنكم يقوم بذلك لصالح المواطنين ، أما أنا فيعلم الله أن لا علم لي بمن يقوم بذلك من الحزب لأنه عمل خيري من الأعمال التي يتفضل بها الله علي بعض عباده "ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
السيد الرئيس إذا كنا مؤمنين حقا فعلينا أن نستمع إلي قول الله عز وجل : " ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونون كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم " الخ الاية ، فقولكم أنكم لن تقفوا بمسافة واحدة من الأحزاب يمثل جواب امتناع عن ما طلبه الله منكم في قوله تعالي : "ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين " الخ الاية إي امتناع بغير قوة ذاتية ومحدودة: وخطورة هذا القول تقرأ في قوله تعالي : "إن ربك لبالمرصاد " ، فنحن المسلمين جميعا لم ننفذ في حياتنا من الطريق الصحيحة إلي الآخرة بكامله إلا ما نحن مجبورين علي سلوكه بالرغم منا وهو قوله تعالي : "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا " الخ الاية وقوله تعالي : "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت " ، فكان عليكم السيد الرئيس عندما مكن الله لكم في الأرض مدة قليلة جدا ستحاسبون علي قطميرها أن تغتنموا الفرصة طلبا لما قال الله تعالي : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مومن فلنحيينه حياة طبية ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " فتكونون بعد استلامكم للحكم علي مسافة واحدة من جميع المواطنين والأحزاب ، فالأحزاب مشكلة من أفراد المواطنين فمن توفرت فيه الكفاءة في أي شيء تستدعيه لأخذه لصالح المسلمين ومن كان ضعيفا فلتساعده أيا كان حزبه ومن كان فاسقا بأي جارحة فلترشده ومن كان متكبرا فلتكبته إلخ ، أما التفرقة في المعاملة في الدنيا وانتم لا تستطيعون دفع ضرر ذلك عنكم يوم القيامة فهذا هو الخسران المبين ، فعندما ينتهي هذا الانتخاب: عليكم سيادة الرئيس أن تستدعوا الخيرين من جميع النواب أمانة وعلما وكفاء وورعا وعدالة من أي حزب ، وتشكل منهم مجلسا أعلي للمشورة لتتفقوا علي ما هو في صالح موريتانيا كلها في الدنيا وما يستجلب الجزاء والمغفرة لكم أنتم ومعاونيكم في الآخرة ، وما سوي ذلك المجلس المشكل من كل من تتوفر فيه الأوصاف الآنفة الذكر من أي حزب كان ، فتتركونه ، اما الآخر فليشكل أحزابه للإستهلاك مرة أخري .
وقبل ختام هذه الكلمة أؤكد أنني لست مواليا إلا بقدر ما أمرني الإسلام به في ذلك ولست معارضا كذلك إلا بقدر ما امرني به الإسلام وهو معروف في نصوصه وأصرح أني عضو في حزب ولست عضوا في معارضة لفصلي عنهم يوم الحساب " يوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " ، وتطبيقا لما أمرني الله به من النصح لأولي الأمر فإني أنصحكم السيد الرئيس بالبعد بعيدا عن صحبة أهل السوء في الدنيا ولا سيما بعضا من قادة المسلمين العرب الآن ، الذين يوالون الصهاينة وأعداء الله ويحرفون الكلم عن مواضعه أولئك أمرك الله أن تعظهم وتقول لهم في أنفسهم قولا بليغا ، ولا أزكي على الله أحدا فالتزكية المطلقة يختص بها المعصوم ولا معصوم بعد الأنبياء ، ولكن الله جعل للمسلم نورا يميز به بين أهل الطاعة وأهل المعصية ، كما جعل الله لكل من الطائع والعاصي نورا وظلمة على وجههما يتميزكل واحد بها عن الآخر ومعرفة السيرة الذاتية لكل مسلم تعين على ذلك : فقول الله تعالي : "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " وقوله تعالي : " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " وقوله تعالي"وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا" هو الذي جعلني اكتب لكم هذه النصيحة وأكملها بقوله تعالي : "ولا تركنوا إلي الذين ظلموا فتمسكم النار