وما بكت عليهم السماء / سيدي محمد ولد ابه

altاختتموا دورتهم.. افتتحوها.. ما في الأمر ما يفيد، وما فيه الشيئ الجديد.. النواب البرلمانيون، في موريتانيا، يبدأون دورتهم دون أن نشعر، ويختتمونها دون أن نشعر.. والسبب أنها لا تحمل جديدا، لا للوطن الذي لا يعرف أغلبهم مدلوله، ولا للشعب الذي يتسابقون باسمه، لأكل ما تبقى من ثرواته الضائعة.

قبل أكثر عامين وأثناء ثورة الجياع التي شبت نارها في أنحاء الوطن المختلفة، انشغل النواب والشيوخ في غرفتي البرلمان بالصراع من أجل الرفع من امتيازاتهم المالية، وكان الموقف مخجلا حينها، ومثيرا للشفقة إلى أبعد الحدود.
واليوم وبعد مضي أربع سنوات عجاف على انتخاب السادة البرلمانيين، يجدر بنا التساؤل عن الإضافة التنموية والثقافية والحضارية وحتى السياسية التي أضافها انتخاب هؤلاء إلى البلاد.. لاشيئ تحقق، ولاشيئ سيتحقق. مادامت هذه الوجوه النكرة في معظمها، تحتل هذا الحيز الجغرافي داخل هذه المباني، كمومياءات محنطة في قاعة عرض متحف كبير بانتظار الزائرين.
النواب عندنا- مع استثناءات قليلة- لاعلاقة لهم بنا، لايعودون إلينا في أمر، ولايستشيروننا في قضية، بالنسبة لهم الكرسي النيابي وظيفة قد تدر على صاحبها المال الوفير، إن هو تقمص دور أكثر من شخصية، ولبس أكثر من قناع، واستدر جيوب الوزراء، وعطايا أهل السياسة، من معارضة وموالاة.. وتلك لعمري صنعة يعرفونها حق المعرفة.
خلال أربع سنوات مرت على انتخابات البرلمان الأخيرة، لم يعترض نائب واحد على مشروع قانون واحد بدافع الوطنية، والانتصار للطبقات المسحوقة، كما لم يصوت لهذا المشروع القانوني بنفس الدافع أيضا.. لم ينتظموا في قوافل لزيارة أحياء الصفيح، لم يعيدوا نزلاء المستشفيات والسجون.. لم يواسوا مريضا.. لم يثأروا لكرامة.. لم يغيظوا عدوا.. لم يؤازروا وحدات الجيش المنتشرة في مهامه الصحراء الموحشة، فريسة للحر والضياع والعدو المتربص بها دائما.
ختاما.. ما نرجوه من وسائل الإعلام المحلية رسمية كانت أو خاصة أن تعفينا -لبعض الوقت- من التعرض للدورات البرلمانية، سواء أغلقت أو افتتحت.. فلن تبكي السماء ولا الأرض على هؤلاء.. ظعنوا أم أقاموا.. الأمر بالنسبة لنا سيان، والأفضل أن نريح أسماعنا من هذا الطنين الذي يملأ الآذان تحت قبة أريد لها أن تكون للبرلمان فلم تكن.

10. يوليو 2010 - 15:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا