يعتبر الوقود الأحفوري الطاقة الأساسية التي تعتمدها البشرية لعدة عقود، بدأت بالفحم الحجري إلى النفط الخام الذي أصبح الأكثر استخداما، المصدر الرئيسي في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث للهواء وبالتالي الاحتباس الحراري السبب الرئيسي للتغيرات المناخية
التي تعاني ساكنة الكرة الأرضية من تأثيراتها: ارتفاع درجة الحرارة، الجفاف والتصحر. مما أظهر منذ زمن النتائج السلبية لهذه الطاقة.
تلتئم قمة قادة دول العالم في قمة للمناخ من كل سنة للاطلاع على الوضعية الراهنة والحث على التدابير اللازمة لاتخاذ إجراءات يمكن أن تساهم بشكل سريع إذا أريد للعالم أن يتجنب أسوء تأثيرات التغيرات المناخية، كان آخرها اتفاق باريس. أحد بنود ذلك الاتفاق تسهيل الدول الصناعية نقل التكنلوجيا لدول العالم الأخرى واتباع سياسات الاقتصاد الأخضر عالميا، لكن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا سيكون له تأثيره.
منذ زمن بدأت الطاقة المتجددة تدخل حيز الاستخدام كونها رافعة اقتصادية ساعدت الكثير من الدول على النهوض وبديلا للطاقة الأحفورية هذا فضلا عن صداقتها للبيئة، فالطاقة الشمسية والرياح والمياه كلها مصادر للطاقة متجددة.
كوستاريكا إحدى دول العالم التي تعتمد كليا على الطاقة المتجددة.
في موريتانيا ومنذ 2009 وجهت الحكومة سياساتها نحو الطاقة المتجددة وأصبحت تخصص لها نسبة من الناتج المحلي الإجمالي وتطور ذلك التوجه سريعا حيث استثمرت في عدة مشاريع منتجة لهذه الطاقة بعد التقييم الشامل لمواردها من الطاقة المتجددة. في السنوات الأولى كانت البلاد تملك 30 ميغاوات كحصة رسمية من سد مانانتالي (Barrage de Manentali) الذي ينتج الطاقة الكهربائية مقسمة بين موريتانيا %15، السنغال %33 ومالي %52 مساهما في تلبية حاجيات الدول الثلاث من الطاقة حيث كانت توسعة السد فاعلة في تغذية القرى النائية بالكهرباء في البلاد.
في العام 2016 كان ثلث الاستهلاك من الطاقة مصدره الطاقة المتجددة، وستكون محطة بولنوار التي تولد الطاقة من الرياح إضافة نوعية ستبدأ العمل في 2019. توجد عند مدخل العاصمة انواكشوط عدة عنفات هوائية تستقبل الرياح الاطلسية لإنتاج الطاقة منها.
سياسة الحكومة في الاعتماد على الطاقة المتجددة والتي حولت البلد من العجز إلى الفائض جسدتها في مدينة الشامي الجديدة حيث تعتمد المدينة في كامل حاجيتها على الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إنارة بعض شوارع المدن الكبيرة مثل انواكشوط بالطاقة الشمسية. مما قدم ترتيب البلاد مرات في تقارير دولية حول الطاقة المتجددة.
وينتظر من الحكومة في موريتانيا كدولة تطمح أن تتقدم على طريق التنمية المستدامة وتساهم في الجهود الدولية للحد من تأثير التغيرات المناخية وأن تلبي جميع احتياجاتها من الطاقة المتجددة خاصة داخل البلاد إن هي استطاعت تدريجيا رفع الدعم عن الوقود الأحفوري والانتقال إلى نموذج للطاقة المتجددة في المنطقة باستغلال أرض الوطن الشاسعة والمساهمة في خفض تكاليف الطاقة الشمسية المستخدمة في الريف. بالإضافة إلى تكثيف حملات التحسيس بأهمية الطاقة المتجددة وتشجيع الاستثمار فيها.