أظهر اقتراع سبتمبر أن كثيرا من الأحزاب التي تملأ فضاء الإعلام اليوم إنما هي جسيمات مجهرية لا يمكن أن تعيش خارج الحقائب اليدوية المحمولة .
الأدهى أن هذه المخلوقات السياسية الضئيلة تنسب نفسها في الغالب إلى الأغلبية ! ،
فكيف تكون من الأغلبية وهي لا تساوي وزن نملة على صفحة ميزان انتخابي حساس دقيق .. “وما يوم حليمة بسِر” .
أتضح أن مثل هذه الكائنات تعتاش فقط على موائد السلطة و تستقي من ينابيعها و تستظل تحت أجنحتها ، فتتخفى في زحام جماهيرها حتى لا يُعرف حجمها الحقيقي …، لكن في أوقات خاصة جدا و خلال لحظات مفصلية دقيقة قد تنكشف الحقائق و تسقط ورقات التوت ، وقد رآهم الرأي العام يساقون تحت عجاج الهزيمة يوم موقعة سبتمبر الكبيرة (عدد الأصوات صفر) .
إن كان لهذه الإستحقاقات من حسنات فسيكون من أجَلًِها و أكبرها مزية أن كشفت طينة “أحزاب وزن الريشة ” التي عمت بها البلوى .
لقد شتت هؤلاء جهد الأغلبية و بددوا طاقاتها و مرغوا أنفها في الرغام إذ نسبوا أنفسهم لها و منحوا الفرصة لغول التطرف و الشر المستطير في الإستقواء و الزحف إلى مناطق لم يكن ليحلم بها في السابق .
اليوم وبعد فرز النتائج يَفهم الكل لكن بعد فوات الأوان و وقوع الفأس في الرأس..، يَفهم ماذهب إليه فخامة الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الأغلبية هي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية فقط و الآخرون منافسون و طامحون إلى المناصب و أعينهم على الكعكة بكل ألوانها ، و لا علاقة لهم بالمشروع السياسي (موريتانيا الجديدة) .. ، و هنا يتضح أن تبديد القِداح يعني وجود برلمان الفيسبوك و الأيديولوجيات المتطرفة و التنظيمات العالمية و المتسللين المتنطعين و العنصريين الحاقدين و شذاذ الآفاق الجاهلين .
لقد كان فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز محقا حين حذر من برلمان يختلط فيه حابل المُصْلِح بنابل المفسد المفلس و يلتبس فيه منطق الناصح الأمين بزخرف الأدعياء الماكرين … ، لكن عند اقتسام الغنيمة لابد من أن يتحرك الشيطان فيجري من الطامحين و الطامعين مجرى الدم و عندها يكون الوطن في قلب عاصفة هوجاء نرجوا أن تنجلي عن خير عميم لموريتانيا الأبية التي لا نملك وطنا سواها و لا نصبر على تعثرها لحظة واحدة .
حفظ الله موريتانيا .