الإمام البنا لم يهزم في معركة انتخابية / محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
ذكر الدكتور الكنتي في مقاله الحل في الحل معلومة غير صحيحة وغير منطقية وهي أن البنا ترشح للنيابيات وهزم 

 

وهو أمر غير صحيح   وإنما الواقع هو أن المؤتمر السادس للإخوان المسلمين قرر أن تتقدم الجماعة في الوقت المناسب بمرشحين للانتخابات .  وقد أعلن الشيخ حسن البنا ترشيح نفسه عن دائرة الإسماعيلية مسقط رأس حركته ولما علم الإنجليز بالأمر تحركوا لمنع هذا الترشح فهم يعرفون أن كلمة حسن البنا في البرلمان ستكون هي الغالبة وطلبوا من النحاس باشا منع البنا من الترشح  وجرى بينهم الحوار التالي الذي رواه  صالح أبو رقيق عضو مكتب الإرشاد  ا:
: النحاس باشا : يا أستاذ حسن لم أكن أعلم عنك شيئا ولكن فوجئت بالإنجليز يطلبون مني بإصرار منعك من دخول البرلمان ودُولْ في حالة يأس وأقل شيء يثيرهم علينا ، ويعرضنا لغدرهم . وحرصا على مصلحة الوطن أطلب منك التنازل عن الترشيح وأنا أكلمك بصراحة . الأستاذ البنا : يا رفعة الباشا أنت عشت حياتك مكافحا ومناضلا من أجل الدستور ، وحق الترشيح من أبسط الحقوق التي كفلها الدستور لكل مواطن .
النحاس باشا :السياسة شيء والأمر الواقع الذي نحن فيه شيء آخر . وأنت عمرك كم ؟
الأستاذ البنا : سبع وثلاثون سنة .
النحاس باشا : يا بني ألا تقبل أن تضع يدك في يدي من أجل مصلحة بلدنا وتتنازل عن الترشيح ؟ ونحن  نعطيك الفرصة الكاملة  من أجل نشر دعوتك .
وتغليبا للمصلحة العامة  وابتعادا عن الصدام وقد وافق المرشد العام حسن البنا على عدم الترشح في مقابل أمور من بينها  :.
أن تعد الحكومة باتخاذ الإجراآت اللازمة لحظر المشروبات الكحولية ، والدعارة  .
وقد وافق النحاس وخطا خطوات في تنفيذ هذا الاتفاق .

وغير  منطقي أن يهزم الإمام  البنا في مدينة الإسماعيلية فسمعة الرجل ومكانته ومكانة الإخوان المسلمين لا تسمح بأن يهزم الرجل 
أما المرة الثانية فقد ترشح البنا ولكن الإنجليز تولوا تدبير الأمر بالتعاون مع النظام فكانت هناك جولة إعادة بين البنا ومرشح آخر
وقد وصف محمود عبد الحليم وهو شاهد عيان ما حصل فقال
كان أمام كل لجنة سيارة ضخمة من سيارات نقل الجيش البريطاني تمنع الناخبين من دخول اللجنة ثم لما أراد الناخبون الاقتحام اعترضتهم قوة من البوليس وبعد لحظات طردتهم وطوقتهم ثم جاءت ناقلات الجيش البريطاني تحمل عمال الجيش البريطاني ليقترعوا !! وقد أراد الإخوان أن يواجهوا هذا العنف الأحمق بمثله لكن الإمام البنا   قال لهم : " إن دماء الإخوان أعز من أن تسفك في سبيل معركة مهما  بالغنا في أهميتها فإنها لا تعدو أن تكون معركة جانبية . "
فلم تكن هناك انتخابات أصلا حتى يقول الكنتي إن البنا هزم إنما كان هناك الجيش البريطاني يدير مسرحية ويعلم الجهل والأحمق  أن الإمام البنا في الأربعينات في مصر لا يمكن أن يهزم في معركة انتخابية ( وقد خاب من افترى)
اقرأكتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/365-366)
واقرأ  كتاب حسن البنا من الميلاد إلى الاستشهاد (ص: 183) وجريدة الأهرام 13/5/1984

10. سبتمبر 2018 - 15:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا