يعجب كثيرون كيف ذهب مرشح حزب الإتحاد من أجل الجمهورية رئيس رابطة عمد موريتانيا و نائب رئيس رابطة المدن و الحكومات المحلية الإفريقية عقيد البحرية الموريتانية المتقاعد الشيخ ولد بايه إلى الشوط الثاني في نيابيات مقاطعة أزويرات و يرون ربما ذالك ضعفا في أداء الرجل أو نكوصا جماهيريا عن حياضه أو حتى نهاية لمشواره السياسي ، لكن قراءة الحدث من زاوية مختلفة قد تقود المتتبع إلى فضاءات أخرى .
صديق الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمضي إلى الشوط الثاني و يُسَلًِم بذالك بكل بساطة و هو الرجل المقرب جدا من دوائر الحكم و الثري المتنفذ و السياسي المجرًِب و المفاوض المخضرم ، ذو الباع الطويل في حماية الثروة السمكية الوطنية ( المندوبية البحرية) ، و هو أيضا من أنفقَ عصارة فكره و جهده و ماله من أجل تطور أزويرات و إكراما لسواد عيون سكان مسقط رأسه ! .
و مع استحضار خصوصية ازويرات العمالية و استدعاء تاريخها السياسي و النقابي الكبير ، الحافل و العصي أيضا على الإنحناء أمام الهزات .. ، يبدو الحدث مقبولا بل و حتميا (جولة الإعادة خلال بلديات عام 2013) و أيضا إنطلاقا من تفاصيل كل تلك المعطيات التاريخية المعروفة .
و قد تجاهل الناعقون اليوم و أدعياء (الخروقات و التزوير) في أكثر من دائرة انتخابية على حد دعواهم ، تجاهلوا ما حصل في ازويرات باعتباره وجها مُشِعا من أوجه المصداقية الواضحة و مَلْمَحا شاخصا من ملامح الشفافية الناصعة في المواسم الإنتخابية في موريتانيا و لونا آخر من ألوان الحرية في اختيار العُرَفاء (النواب) دون تدخل من يد السلطة الطويلة و الواصلة إذا أرادت في كثير من الأحيان في دول العالم الثالث .
الطريق و الحال هذه إلى مقعد ازويرات في البرلمان الموريتاني يكون حصريا عبر أصوات سكانها لا غير .. ، و هؤلاء بين أيديهم اليوم رجل ثقِف ذو حزم و خبرة و تجربة عميقة جعل شعاره منذ أول يوم :
(إمنحني خمس دقائق من وقتك ، أمنحك خمس سنوات من الإنجازات ).. شعار جميل ومقنع و قابل للتحقيق ، خصوصا إذا امتزج بتاريخ متْرَع بالعطاء لا ينكره إلا مكابر حسب كثيرين .