قراصنة النصر/ سيدي عيـلال

ما إن حدَّثت صناديق الإقتراع أخبارها حتى طفق فرسانها يتباهون بنصرها فكل واحد منهم هو فارسها المغوار وهو من حسم النصر لها وطَمْأن الخائفين من شر الهزيمة وضمن الفوز بجده وجهده فلقد انفق وأغدق وتصدق ولقد صنع النصر المبين ولم يفكر في الثمن ففي سبيل الفوز كل ثمن يهون
هذه الصورة السلبية تعود لسنين خلت تم إدخالها قهرا في المشهد

 

 الأخيرووُظِفت بسرف وصُدِّرت بترف ولم يدري من روجها أنها عطاء حزين وتجربة ناقصة مشينة ومهينة لقادة الرأي ومشاعل النضال وان محاولة إحيائها والتمسك بها خيانة لجهود التغيير ودعم لجهود التزييف المرفوض وتكريس لِعار الإحتكار والمصادرة وأن ذكر الحق خير من ترويج الإفك وسرقة جهود الآخرين فالفريق قوي بصدق نضاله راسخ بئيثاره ضعيف بتنافسه علي أقتسام جهود غيره وقرصنة النصر الذي شارك في صناعته إلى جانب جنود الحق الذين صنعوه والذين لم يحدثوا ضجة عند تحقيقه ولم يشاركو في تقسيم غنائمه وعادوا كما دخلوا أول مرة بحياء وأنتظام إكتفوا بتحقيق النصر وتركوا للفريق مهمة تقاسم غنائمه ،فالتوقفوا سيل لعابكم فالحقيقة تم نشرها بعد تأمينها وحفظها ومن حاول أختطافها فاجأته قوة تأمينها فالراشدون إلتحقوا بجنود الحق وحجزوا مواقعهم بينهم وأما القاسطون فكانوا لجنهم حطبا وعَرَوْا زيفهم وخرافة نضالهم وسيلفظهم الشعب والوطن إن هم تمسكوا بخوار عجلهم المزيف والمحطم والمنسوف في اليم نسفا
لم يعد بالإمكان حجب الحقائق فلقد إكتظت المُقل بمشاهدة وسائل التواصل وبقلاع رصد الحقائق وبثها فلا حاجة لوسيط بين الفعل والفاعل والمفعول لأجله ولا حصانة لمتطوع إن هو حاول إستغلال جهده لتضليل غيره فلقد أسقط النضج والتكنلوجيا كل أساطير الحصانة وفضحوا خيانة الأمانة وحموا الجهد وحقوق ملكيته لأهله ولِمَن وَقَع بإسمه ووسمه عفوية نضاله وصِدق مشاركته في تأمين وطنه وتحديث آليات حكمه وضمان شموليته وأستهدافه بالخيرلكل أبنائه.فاللحظة تتمسك بالتحديث الإيجابي في الضوء وبفعل هِمَم أهل الخير وترفض اللحظات المظلمة وترفض جهود سدنتها فالتقهقر مرفوض وحث الخطى إلى الأمام مطلوب والإرث المصان هو ما يدفع بالوطن وأهله الى النماء والإزدهار وترسيخ قيم الديمقراطية وتكريس مبدء حق الجميع في المشاركة وصياغة القرار وصيانة المشروع وحماية المكتسبات وتأكيد كل ذالك بالوجود الفعلي الملموس والمحسوس وبدعم المشروع الوطني
أما مصادرة الجهد وسرقة المجهود والتمظهر الكاذب فهي صفات سماسرة الشعارات الجوفاء وأعلام  قراصنة أزمنة الظلام والظلم ولكنها أيضا نذرتعيد المشهد الشاذ والمخزي والمذل لزبناء أكلة جهود الآخرين وعلى الجميع التصدي بحزم لهذه الظاهرة وفضح ابطالها فالنصر  نتاج جهد جماعي واع ومدروس لايحق لأي كان الإستئثار به ولا يجوز إحتكاره ولن ينتصر مُرتزقته  في طمر الحقيقة الناصعة الثابتة التي سعت الأمة رغم تضارب رؤاها إلى تكريسها وحمايتها وتمثلها والعمل بمقتضاها

 

23. سبتمبر 2018 - 10:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا