هذا عنوان لفيلم مصري بطولة كوكبة مميزة من نجوم الكوميديا يتقدمهم الزعيم عادل إمام و أحمد راتب و المرحوم علاء و النجمة يسرا بالأصافة إلى العديد من الممثلين و الممثلات فكرة الفيلم تبدأ عندما يراجع مواطن مصلحة عمومية لأستصدار وثائق فيجد صعوبة في الحصول عليها فالبروقراطية و الرشوة و المحسوبية و الوساطة من أهم العراقيل يتمرد المواطن على الوضع المزري
لتنتقل شرارة التمرد و العصيان إلى بعض المراجعين و الزوار و بشكل عفوي يجد المواطن نفسه أمام ثورة و أحتجاز رهائن و أغلاق البناية الحكومية و محاصرة قوات الأمن للمكان تتطور الأحداث بشكل متسارع و يتدخل وزير الداخلية شخصيا بأمر مباشر من (الريس ) للإشراف على التفاوض و تحرير الرهائن من ( الإرهابيين) وسائل الإعلام هي إيضا تحاصر المكان و في تغطية مباشرة لتطورات الأحداث
بعد جهد جهيد يتم الأتصال عبر وسيط بين ( الإرهابيين) الخاطفين و وزير الداخلية حول المطالب و كان الطلب الأول هو وجبة (كباب) للخاطفين و المخطوفين اشرف الوزير على الصفقة بعدها طلبت السلطات الإفراج عن الرهائن لكن تتطور الأمور بعد محاولة قوات الأمن أقتحام المبنى التي باءت بالفشل الذريع و مقاومة شديدة من الخاطفين (اﻹرهابيين)
وبعد معارك كر و فر و محاولات متكررة فاشلة لقوات الأمن نفذ صبر (الريس) و أعطى الأوامر بأقتحام المبنى و تحرير الرهائن و القضاء على ( لإرهابيين)
أننهت المعركة و أقتحمت مختلف التشكلات و التعزيزات الأمنية البناية و حررت جميع (الرهائن) و الخاطفين و المخطوفين لكن لم يعثر على أي إرهابي
الإرهاب مصطلح تروج له وسائل الإعلام لأعراض سياسية و أمنية و في الواقع لا وجود لمعنى حسي تعريفي لهذه الكلمة المطاطية و التهمة الجاهزة لأي مخالف او معارض للفكر أو السياسة أو المنهجية
تذكرني أحداث الفلم بسيل الأتهامات و موجه التهم التي يوجهها النظام و أتباعه لحزب تواصل و رغم الفارق الزمني و المكاني بين الأثنين إلا القاسم المشترك هو الكوميديا و الوهم و التهكم و وجه الغرابة ان من ضمن قيادات الحزب الحاكم من كان في الصفوف الخلفية لتواصل أو الطوابير المتأخرة للأنظمة
فالنظام الذي يواجه صعوبات جمة على مستويات القمة و القاعدة و الذي خرج للتو من عنق الزجاجة بعد عملية قصيرية عسيرة للأنتخابات حيث نافس حزب تواصل دولة بكل مستواياتها الأمتية و العسكرية و الإدارية و المالية اسفرت عن نتائج (مريحة) للأتحاد رغم ما شاب العملية من شبهات اقلها التهجير و التوطين على سبيل المثال لا الحصر انشيري (دمان) و الغايرة و بعض مقاطعات نواكشوط و ازويرات (50،64%) و قرار المحكمة العليا بإعادة فرز بعض المكاتب
لا يختلف اثنان في الأداء الهزيل للحكومة و التي اخترعت مصطلحات تاريخية كالأنجازات التي لا ترى بالعين المجردة و الأسس غير المرئية قد يكون الوزير محقا في رؤيته المجردة فمن يمتلك أمتيازات و رواتب بعشرات الملايين و صناديق سوداء تحت الطلب و يتعالج على حساب الدولة و يستجم في الخارج و يتمتع بأسفار مكوكية مسبقة الدفع على حساب الخزينة العامة و من أموال دافعي الضرائب و يستمتع بمتابعة الأخبار بالصور الملونة على التلفزيون الرسمي و بمعالجة عالية من حيث الإضاءة و الظل و زوايا الألنقاط لا شك ان رؤيته تختلف عن المواطن البسيط الذي يبذل جهدا مضاعفا من اجل الوصول إلى مكان العمل إن وجد أصلا و يكافح للبقاء حيا بين نيران الأسعار و غلاء الروشتات و الفحوصات الطبية و فواتير الكهرباء و الماء أما الأفتتاح المدرسي فهي رحلة عذاب تبدأ من البحث عن كتب المناهج المدرسية و لا تنتهي إلا في بداية العام الدراسي القادم
و نهاية الفلم أو خلاصة القول أن حزب تواصل ليس حزبا سياسا بالمفهوم الورقي او الحقائبي فهو ليس باليسار السلبي و لا باليمين التبعي و ليس حزبا تقليديا شعبيا بأختصار شديد هو حصاد تجربة ناجحة ناصجة لمفهوم الحزب الأفقي فتواصل يعتمد على الإقناع و القناعة و العمل الميداني لخدمة الفرد و المجتمع و بالتالي أي تعامل مع تواصل هو أتصال مباشر بالقاعدة ﻷن كل تواصلي هو قمة و قاعدة و هذا ما حققته النتائج الملموسة قولا و فعلا و أداءا و فكرا و دينا و دنيا
خابت الآمال في المؤتمر الصحفي الأخير للرئيس الذي ساده جو من الإضحاك الهستيري و التصفيق و عبارات مكررة تدور حول نفسها أن المتتبع لأحداث و تطورات الساحة السياسية الموريتانية يدرك جيدا أن الإرهاب الحقيقي هو نتاج خارجي فالحرب بالوكالة و زج الجنود في قوة الساحل التي تحاول فرنسا الخروج من بؤرة الحرب و التوتر و رمي جيوش الدول الأعضاء بدلا منها مع السيطرة و الحفاظ على مناطق الثروات الطبيعية و مع نواتر معلومات عن وصول قوات عسكرية موريتانية الى كيدال منطقةأدرار الأفوغاسي و المنطقة تسيطر عليها قوات أزوادية ضف إلى ذلك العلاقات المغربية الموريتانية التي تراوح مكانها خطوة إلى الأمام و أخرى للخلف فزيارة وزير الخارجية الموريتاني للرباط و التي استمرت ليومين ربما تثير حفيظة البوليساريو التي تخطط لإعمار المنطقة المحررة و مشاركة بعض الصحراويين في الأنتخابات الأخيرة في المناطق الشمالية و نجاح صديق الصحراويين الباهر الذي ينافس الحزب الحاكم لا شك أن الوضع متوتر و مرحلة حرجة و لا بد لها من الحكمة و التريث و التعاون وحسر آمان للجميع و بدون أدنى ريبة تواصل من أهم جسور التواصل بين الأطياف السياسية و الاجتماعية