سيناريو ما بعد المؤتمر الصحفي المثير / عبد الفتاح ولد اعبيدن

أقدم الرئيس محمد ولدعبد العزيز على تصريحات مثيرة إبان المؤتمر الصحفي الأخير .مهد فيها للمأمورية الثالثة عبر استسهال تحريف و تغيير الدستور، دون تحفظ على الإطلاق ،كما هدد الإسلاميين جملة و أهانهم و اتهمهم بأن إسرائيل أكثر إنسانية منهم ،متجاهلا بأن موقف الإسلاميين فى أغلب تشكيلاتهم أكثر رفضا للعنف و التطرف من أي كان .

و هم أكثر استعدادا للتعايش و المسالمة و الصبر من  ولد محم و الكنتي و سائر محرضى ولد عبد العزيز على هذا النهج الغريب ،غير المعهود عند ولد عبد العزيز المسالم نسبيا ،لكنها حصيلة التلقين و التحريض . باختصار السيد الرئيس موريتانيا ليست مصر الواقعة على الحدود مع اسرائيل و يتعامل معها الغرب الكافر ،صاحب المعايير المزدوجة ،على ضوء منطق و هدف أمن أسرائيل المركزي ،عند حلف الصليبيين و الصهاينة الملاعين ،أما نحن معشر الاسلاميين فحريصون على الاستقرار و لا نقبل الظلم إطلاقا، و بحكمة ،مهما جاملت التكتل و غازلت إسرائيل من بعيد، و تحاملت و غالطت ،و بالغت فى خطب ود كل الحركات الأيديولجية الأخرى ،حشدا لهذه الحملة الظالمة المحتملة ،التى إن وقعت ستطيح بك فى وقت قياسي .لأن الجيش الموريتاني الذكي الوطني لن يقبل الانغماس طويلا فيها .ثم من وجه الاتعاظ ،أما كان لك فى الرئيس السابق معاوية عبرة فى هذا الصدد، من التحامل و الهروب إلى الأمام  ؟!.أما المأمورية الثالثة ،فمسألة فيها نظر ،لأن هذا النظام القائم رغب رأسه شخصيا فى الانتفاع المشبوه أحيانا من الثروة العمومية و منح من شاء من أقاربه و أشياعه الفرصة المافيوية ،فى جو من المحسوبية و الأنانية و الانتهازية ، أضرت بالسواد الاعظم من الشعب الموريتاني المقهور المحتقر المغلوب على أمره ،للأسف البالغ .نظام هذا بعض طابعه من الحرمان و  التوظيف الضيق للشأن العام لا يرغب فى المزيد من توطينه إلا صاحب نظرة نفعية ضيقة . و لا يعنى هذا البتة مساندتى للترحيل عنوة أو عبر التسخين الزائد للرأي العام و الشارع العام . و كان بين ذلك قواما ، بإذن الله . و إذا كان إضراب الأطباء فحسب قد أثار ما أثار ،فكيف بالتهديد بحل حزب وطني مسالم ،ذى شأن سياسي محلي معتبر ؟!، وكيف باقحام مغالطات غريبة مثيرة ،بشأن موضوع الحركة الإسلامية عموما ؟! ، و كيف بمحاولة فرض مأمورية ثالثة متعسفة بامتياز ؟!.

24. سبتمبر 2018 - 14:19

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا