للإصلاح كلمة تؤكد أن سبب تمزيق الدول العربية هو إدخال موريتانيا للإسلام في اسمها! / محمدو ولد البار

كلمة الاصلاح هذه هي أول من تعترف أن هذا العنوان واضح أن فيه سخرية إلا أنها تؤكد في نفس الوقت أن سبب ذلك هو استعمال السخرية في هذه الأيام على شكل واسع فالمستعمل منها في هذه الأيام في المؤتمرات الصحفية يضحك الجماد في يوم عبوس قمطرير.

فما دام رئيس الدولة يستدعي الصحافة عقب استحقاقات فيها من التزوير ما يضحك الثكلى ومنه حمل الرجال لصورة النساء للتصويت بها والعكس صحيح كان ذلك يكفي الرئيس من تصدير السخرية المضحكة للخارج.
فقول الرئيس أن حزب تواصل الذي عمره إحدى عشر سنة فقط والناشط فيه أشخاص معدودون على الأصابع : الرئيس ونوابه فجميع المنتسبين الآخرين للحزب هم ممتثلون لما يقول الاسلام عن الامام : إنما جعل الإمام ليؤتم به. ورئيس كل قوم هو إمامهم فقول السيد الرئيس أن هؤلاء مشاركون في تدمير عراق صدام احسين وسوريا الأسد ومصر السيسي وليبيا القذافي لو تمكن منتجو المسرحيات العالمية  من سماع هذا لذكروه بآخر السخرية وذكروا أيضا أن تواصل موريتانيا هو السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية والثانية ، والاعتداء الثلاثي على مصر واحتلال صدام للكويت وما ترتب على ذلك وكذلك فيضانات شرق آسيا إلى أحداث ما بعد ظهور الاسلام.
فإذا كان العدم أصبح هو مصدر الأشياء فلا سخرية في خرجات السيد الرئيس هذه لأن عدم وجود هذا الحزب في هذه الأزمنة التي منها ما هو قبل ميلادهم هو مثال فالقول بوجوده يشبه نفخ الروح في العدم طلبا لتحرك روح الفعل فيه والعاقل يدرك أن ذلك من المستحيل.
إلا أنني أسجل للسيد الرئيس خصلة نادرة في مثله  الآن  من رؤساء العرب وهو محاولة الرئيس تجنبه للكذب الصريح نظرا للبذرة الاسلامية التي جعل الله في قلبه وصعب على الرئاسة إزالتها ، فلو علم بها رؤساء العرب الطغاة بأنها ثابتة فيه لأصدروا بيانهم بأنهم الارهابي الخطير والمتطرف الأول ، فهذا الرئيس لم يذكر فعلا واحدا سيئا قام به هذا الحزب مع أنه من لداته تماما فالحزب أكبر من رئاسة بسنة واحدة بمعنى أن جميع أفعاله السياسية موجودة مسجلة في سجلات هذه الرئاسة الحاضرة.
فالرئيس امتثل تحري الصدق في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينسب إلى هذا الحزب أي تصرف مادي سيئ قام به ولكنه أراد أن يذهب بأذهان السامعين في الحين لكلامه إلى ما تسمعه الآذان كل يوم وهو تدمير الدول العربية من قتل للنساء والأطفال تارة بقنابل ذرية في الأسواق من طرف شباب خطفتهم الشياطين وزينت لهم ما بين أيديهم وما خلفهم من فحشاء قتل الأبرياء وتارة يكون هذا القتل من طرف الطغاة الحكام الذين يرسلون إما طائراتهم هم أنفسهم أو  طائرات أعداء الله الذين مكنوا لهم في الأرض فتقتل المرضى في المستشفيات والطلاب في المدارس.
ومن المؤسف أن الرئيس لم يذكر عمل هؤلاء الطغاة الحكام في عمل هذه الإبادة لشعوبهم بأيديهم وأيدي الكفرة الفجرة مع ذكره لفعل شبابهم المختطف ولكن الله ذكرهم معهم [ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون]
ومن تجنب الرئيس للكذب أيضا هو التورية فيقول : هؤلاء إشارة لتواصل ،أصحابهم هم الذين دمروا دولا عربية فهو هنا لم يقل أن تواصليا واحدا ذهب إلى القتال لا في المشرق العربي ولا في المغرب العربي فهو لم يوضح كلمة : أصحابهم دمروا الدول العربية هل أصحابهم هم : داعش؟ أم جبهة النصرة ، أو القاعدة أو أو ...
ولم يتذكر الرئيس أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن أمته ستتفرق إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فهل تواصل هم من جميع هذه الواحد والسبعين أم هم الداخلون في الفرقة الواحدة الباقية فهذا يحتاج إلى التفصيل من السيد الرئيس.
كما أن مما يلفت النظر أن الرئيس تجاوز بهذا الإيهام الذي يود من الشعب الموريتاني أن يتبناه بشأن تواصل تجاوز به المغرب وفيه حزب سمى نفسه حزب العدالة وصنفته الناس بالإخوان المسلمين كما فعلت موريتانيا بتواصل ودون المشرق العربي تونس والجزائر وكلهم في حزب مصنف هذا التصنيف فكل هذه الدول العربية حمل الرئيس على جناحيه تواصل وتجاوزها إلى دول المشرق العربي بدون أن يذكر دور تواصل في هذه القريبة منا ويشملنا معها الدين والجغرافيا والجوار لماذا لا يدمرها تواصل أو أصحابهم ؟.
فبأي أنواع الطائرات ركب التواصليون وطاروا بها لتدمير دول المشرق الذي عاش من بعد نزول الاسلام والسلطة تتعاقب فيه بسبب التقاتل والغدر وخلق الطوائف التي لا دين لها إلا بما يدين به المتغلب عليها.
السيد الرئيس أنتم أشرتم إلى أن حزب تواصل شارك في تدمير الدول العربية التي تدمرت وتلك الدول لاشك أنها تدمرت وفوقها  رؤساؤها وقد شاركوا في القتل والتدمير فهل يكون تواصل إذا شبهكم أنتم بقيادة أي رئيس من تلك الدول وأنتم الذين تفتخرون بإطلاقكم لحرية التعبير وأنه لا وجود لسجين رأي فكذلك التواصليون يفتخرون أن منذ الاذن لهم في الحزب لم يجرح أي مواطن في أي تظاهرة  لا من المواطنين ولا من أعوان الدولة .
فمثلا هل يرضاكم أن تتشبهوا بصدام أحسين إلا إذا كان بنطق الشهادة التي سمعها العالم كله ولكن بغير الكيفية التي نال بها الشهادة أو بالسيسي الي سوف يأتي يوم القيامة محملا بأرواح "رابعة" والنهضة وما يموت في السجون أو ببشار الذي أصبحت روسيا هي التي تتصرف في شعبه بعد أن أصبح البنات السوريات يبتعن أو يبعن أنفسهن في المواني الدولية إلخ
من شبهكم بهؤلاء فقد ظلمكم جدا .
السيد الرئيس لقد اتهمت حزب تواصل بالتطرف دون أن تعرف فعل التطرف ليقاس عليه لأنه دون التعريف لا تعرف ماهية الأشياء ولذا لم يتبعكم في هذا الوصل وفي هذه التسمية الناعقون عند سماع كلامكم بما لا يفعلون ، فقيادة تواصل معروفة فردا فردا فهل سمعتم أو سمع الناعقون عند كلامكم أحدهم يحرض على العنف أو يوصي بتحدي السلطة ويبدأ أي مظاهرة دون إذن مسبق أو يردد عبارة لا يسمح بقولها قانونيا إلخ.
فمن السخرية بالكتابة الصادرة من صاحبها وعدم الاعتبار لألفاظها وانتزاع للنخوة والرجولة من أصحابها أن يقوم شخص بوصف حزب أو شخص بأوصاف لا يملك دليلا عليها.
السيد الرئيس : إن بعض كتابكم حان أن تضعوا لهم مصنعا يحفظون فيه أكلتهم المفضلة "صاندويش" ذات الأبعاد الأربعة التملق والنفاق والطمع والحقد المفتعل لمن لا تضروا أنتم عنه ساعة عدم ذلك الرضى فما إن فرغتم من كلامكم حتى أصبح الكتاب وبعضهم لم يكتب من قبل ولكنهم في وظائف سامية أصبحوا يكتبون في تواصل وينعتوه بالتطرف وبعضهم يزيد بالإرهاب إلى آخره ، ولم يستطع أي واحد منهم أن يؤكد بضاعته "صاندويش" بحادثة واحدة لا في المقاطعات المزدحمة في انواكشوط ولا في الولايات ولمدة احدى عشر سنة هي عمر تواصل ليشير في هذه الحادثة بفعل تطرف أو خروج عن مألوف كلام أو فعل المعارض الذي يقيده الاسلام في قوله وفعله في نفسه وفي المسؤول عنهم في الدنيا والآخرة.
السيد الرئيس : إن كثيرا من الموريتانيين لا يعرف معنى التطرف ولله الحمد لأنه مادام الموريتاني مطالبا بامتثال أوامر الاسلام فإن الموريتانيين سوف لا يميزونه لأنهم جميعا ولله الحمد مسلمون وما زال كثير منهم يستتر بالمعصية ويجهر بالطاعة ويتمنى أن تنسب إليه كل فضيلة في الاسلام ويكره أن ينعت بالرذيلة في الاسلام بمعنى أنه حان أن لا يكون الانتساب إلى الاسلام بالمعرفة أو الحكم أو الاتباع ولو دون الاسم مدعاة لوصف الانسان أو الحزب بالتطرف ولا أن تجلب له المعارضة النعت بالإسلام السياسي لأننا إذا طبقنا هذه القاعدة فإن قيادة الأغلبية بما فيها الحزب الحاكم الجميع يقوده حزب الفضيلة وذلك يقوده مفتيان عند الشعب الموريتاني وكل واحد منهم يظل هاتفه على أذنه بالاستشارة عن أمور الآخرة وليس على شيء من أمور الدنيا ولكن المفتيين يزاولان من أمور الدنيا في حزبهما ما يزاوله إداريوا الحزبين الرئيسيين في آمريكا الديمقراطي والجمهوري .فلماذا لا ينسب هؤلاء للتطرف والإرهاب ماداما يعرفان الاسلام على حقيقته ويحاولان تنفيذ ما أمرهم الله به في شأن المسلمين جميعا سياسيا أو مدنيا ألخ ، وهل رئاسة هذا الحزب للأغلبية لا يحتم تسمية جميع الأغلبية بالإسلام السياسي.
أما قول السيد الرئيس أن إسرائيل أكثر إنسانية للشعب العربي من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين فقول هذا ليس بجديد ولكنه كان ينسب إلى قادة العرب فالعربي المصري كان يختار أن تعتقله إسرائيل من أن يعتقله جنود أو شرطة مصر جمال _السادات مبارك_ السيسي وهذا عام في جميع قادة العرب المشرقيين لأن اسرائيل لم تكن لتجبر أي معتقل ولو فلسطينيا على أن يفعل الفاحشة بأمه وأخته أو أن تفعل بهم أمام المعتقلين كما يفعل في جميع دول قادة المشرق العربي ناهيك عن صنوف وأنواع العذاب للشخص الذي تستحي منها اسرائيل وهذا يعرفه كل مواطن عربي على البسيطة ولكن السيد الرئيس يظهر أن لم يعلم به إلا أخيرا فنسبه للإسلاميين المنحرفين في المشرق العربي دون أن ينسبه إلى أصله الأول قادة طغاة العرب في المشرق العربي والآن أطرح على الرئيس سؤالا واحدا : هل الشعب السوري الآن أرأف به أطفالا ونساء أو عجزة إسرائيل أول الأسد ؟؟.
وفي الأخير فإذا كان سبب هذه التصريحات الجديدة والطوارئ من دون أي طارئ يسببها إلا إذا كان قرب انتهاء المأمورية المباحة في الدستور فبما أنني لا أدين به إلا لإسلام ولا أحرم إلا ما حرمه الإسلام فأي فعل لا يسجل في كفة الشر فمعناه أن صاحبه فعله بنية الخير مهما كان نوعه إذا كان الخير يدخل في الخيرات التي نص عليها الاسلام.
وهذا يعني أنك إذا وجدت في نفسك أنك تستطيع أن تفعل للشعب الموريتاني ما يجعله في أرغد عيش وأكبر أمن وطمأنينة فعليك بأقرب طريقة موصلة إليه بشرط أن لا يكون فيها إلا زيادة للأمن والاستقرار أ ن تختار أقرب صديق لك بلا نفاق ولا تملق ولا طمع وتقدمه للانتخابات حتى ولو كان بعيدا من التفكير فيها وعندئذ تطبقون ما يقاد الشعب الموريتاني في الانتخاب ولا يكون هذا الترشح  عن طريق أي حزب حتى ولو أدى ذلك إلى حل حزب الاتحاد الذي تنخرط فيه الناس من غير انتساب إليه ضمنيا وبعد نجاح هذا المحلل وهذه عبارة تقريبية فقط وليست عبارته في الشرع فهذا الشخص بعد سنة واحدة يستقيل وتفتح الانتخابات وتترشحون أنتم وستنجحون بإذن الله .
وفي هذا كله السيد الرئيس ليكون في علمكم أن الدنيا إذا كان فيها الشخص ذاهب إلى العذاب فلا يغير أن يعمر ألف سنة في الرئاسة [وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر] وإذا كان ذاهبا إلى الجنة فإن رئاسة الدنيا لأكبر شعب تعد سجنا له فقول أهل الجنة [ الحمد لله أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور] الحزن هنا هو الخوف من دخول النار ، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز .

29. سبتمبر 2018 - 10:25

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا