انخفضت أسعار خامات الحديد اليوم الإثنين فى مستهل تعاملات الأسبوع، لتصل إلى 69.4 دولارا للطن حسب مؤشر بلاتس ، مستأنفة خسائرها بعد مكاسب بحر الأسبوع الماضي بفعل ارتفاع أسعار النفط الخام مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري، وبالتلي ارتفاع الأسعار، و يأتي هذا التراجع الطفيف في ظل استقرار الأسعار في حدود 69 دولارا للطن منذ أكثر من شهر، كما يأتي هذا التراجع تحت ضغط استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي خلال الفترة القادمة خاصة الطلب الصيني.
وقد توقعت مؤسسة مورغان ستانلي الأمريكية (Morgan Stanley) في تقرير لها صدر مؤخرا أن الطلب الصيني على خامات الحديد سيبلغ ذروته هذا العام، حيث توقعت أن يصل الطلب الصيني خلال السنة الجارة إلى 1.28 مليار طن، على أن يتراجع تدريجيا إلى 1.1 مليار طن بحلول عام 2023. وذكرت مورغان ستانلي أن انخفاض الطلب الصيني يعود بشكل رئيسي إلى انخفاض إنتاجها من الصلب الخام، وزيادة استخدامها للخردة، وتوقعت أيضا أن يظل حجم امدادات الصين من ناتجها الداخلي من المادة الخام يشغل حوالي 16% من إجمالي طلبها العام ، كما توقعت أن ينخفض هذا الإمداد الداخلي بواقع 3 ٪ سنويا حتى نهاية 2023 م، وهذا ما يعني أن انخفاض الطلب الصيني العام أكبر بكثير من انخفاض المعروض من الخامات الصينية المحلية، وبالتالي ستحتاج الكميات الهائلة المنقولة عبر البحار للمادة الخام إلى أسواق جديدة غير السوق الصيني أو كبح الأسعار وتخفيضها بضغط من حجم المعروض، وهذا ما حدى با مورجان ستانلي أن تتوقع أن يصل معدل أسعار خامات الحديد سنة 2019 إلى 61 دولارا للطن.
من جهتها توقعت وزارة الصناعة والعلوم والبحوث والابتكار الأسترالية أن ينخفض متوسط أسعار خام الحديد لسنة 2019 إلى معدل 51.9 دولارا للطن، و 50.7 دولارا للطن لسنة 2020، كما توقعت أن يصل إنتاج الصين من الصلب إلى ذروته خلال هذه السنة بحجم إنتاج يصل إلى 886 مليون طن، على أن ينخفض حجم هذا الإنتاج إلى 861 مليون طن، و 842 مليون طن في عام 2019 و 2020 على التوالي.
توقعات مؤسسة مورغان ستانلي، و الوزارة الأسترالية لا تختلف كثيرا عن تصريحات سابقة للسيد ليوتشنجيانغ (Liu zhenjiang) الأمين العام لرابطة صناعة الحديد والصلب الصينية ذكر فيها أن الطلب الصيني على خامات الحديد يعتمد على حجم إنتاجها من الصلب، وأن إنتاجها من الصلب قد بلغ ذروته (حوالي 800 مليون طن)، وهذا يعني أن طلبها على خامات الحديد سيكون مستقر نسبيا مستقبلا، وبالتالي فإن حالة عدم الإستقرار التي ميزت السوق الصيني في السنوات الماضية، حيث ارتفعت الأسعار إلى ما فوق 180 دولارا للطن وإنخفضت إلى ما دون 40 دولارا للطن لن تكرر في المستقبل القريب.
إن الوضعية الحالية للسوق العالمي لخامات الحديد و إن غلب عليها الاستقرار، إلا أن الأسعار منذ عدة أشهر تتأرجح تحت عتبة 70 دولارا للطن في ظل توقعات عامة تشير إلى المزيد من الانخفاض المرجح، مما قد يحتم على شركات المناجم اتباع سياسات وخطط جديدة تستهدف خفض التكلفة، ورفع الجودة، ونوعية الخامات المصدرة، ومع ذلك يبقى باب سلوك الأسعار لمسار تصاعدي مفتوحا خاصة مع سعي الهند الحثيث إلى رفع إنتاجها من الصلب إلى معدلات قياسية، مما قد يحولها من دولة مصدرة للمادة الخام إلى دولة مستوردة، وسوق جديد من أسواق خامات الحديد.