وأخيرا أيها المجاهد الشهيد قضيت نحبك وأنت تصدق ما عاهدت عليه ربك صابرا مصابرا رابطا في وهج الوغى..لم تنحرف عن الوعد قيد أنملة ولم تنزو عن العهد شروى نقير .. ولم تبدل – علم الله- تبديلا .ولم تؤت الثغور المقاومة من قبلك ...
لم ترعبك النار المحرقة التي أوقدها العدو المغرور في كل زاوية من زوايا غزة الطاهرة الصامدة المقاومة... وشعارك الثابت كلما اشتد الوطيس ودثارك الأبدي كلما اتقد أوار الحرب وأورى القوم زندها قولا وفعلا مع إخوتك وعشيرتك "الغزاويين:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ** ولكن على أقدامنا يقطر الدم
أبيت أيها الشهيد أن تترك ربع غزة يحترق وأن تدير ظهرك لها و للجهاد والمقاومة مهما تكن العواقب والنتائج .. فأنت كامل اليقين بإحدى الحسنيين ..وهنيئا لك أخراهما وأجلهما عند الصادقين المخلصين وإن شاء الله سيحقق إخوتك وأبناؤك "الحسنى" المتبقية فيفوز الغزاويون بالحسنيين وسيكون دمك الطاهر النقي ثورة تنطلق من كل بيت في غزة وصيحة على العدو ومؤازريه قاتلهم أنى يؤفكون .
لقد علمت الأنظمة الخانعة على عروشها الخاوية ومن رضوا بالمسكنة والهوان و تغنوا أنشودة السلام الكسيحة وراء الجدر وفوق ألأرائك والأسرة أن القائد الحق لايخلي سبيل شعبه ولا يخلد للراحة أيان اشتداد الكرب ..ولا يقوم في آخر صفوف الحرب "الكيول" ..
ستزفك-أيها الشهيد القائد - إلى مثواك الأخير كل الأفئدة المؤمنة الصادقة على وجه المعمورة وستحوم حول الجدث ضارعة إلى ربها أن يسكنك- وكل الشهداء الفردوس الأعلى وأن يكون أبناؤك وإخوتك خير خلف لخير سلف ...وإنهم إن شاء الله كذلك...
ترجل معك إخوك وشبل رضع الصمود والإباء من ثدي ستزغرد فور وصول الخبر كما هو دأب نساء غزة اللواتي علمن أبناءهن كيف تكون الرجولة وكيف يكون الذود عن الحمى .
لست أول من غدر به أصحاب"السبت " إخوة القردة والخنازير ...ولست أول من أريق دمه على أيديهم المغلولة من الكرام البررة ...فقد ألفوا تلك الشنشنة وأورثها الأجداد أحفادهم كما أورثك أجدادك حب الكرامة والشوق للشهادة ..فهنيئا لك الرضى الذي لا سخط بعده بإذن الله.
واهم –ياصيام - من يظن أنه باصطيادك ذات مساء غادر قد أوشك على الانتصار ..صحيح أن دمك الطاهر المسكوب غال وعزيز على كل القلوب التي تتمنى أن لو أتيح لها ما أتيح لك من نصر وفخر ومجد ..وهي تردد ملء حناجرها لمثل هذا فليعمل العاملون ...وفي هذا الدرب السليم فليتنافس المتنافسون..ولكن هيهات أن يكون هذا الدم المراق بداية للنيل من أسود المقاومة وهيهات أن يفت في أعضاد أشاوس غزة الصادمين ..بل على العكس من ذلك سيتسلمون الراية من يديك قبل أن تسقط على الأرض وستظل خفاقة في سماء النصر والمقاومة حتى يحقق الله وعده الذي لا يخلف بنصر عباده المؤمنين
فهنئا لك درب الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي وكل هزبر قضى على درب الشهادة والدفاع عن الأرض والعرض والأقصى المستباح وشرف المسلمين .....
فاركض برجلك ياشهيد فإنما ** بدماك مغتسل الفدا وشراب
إلا ك لاغضب يثور ولا منى ** تغزو ولا خيل تغار غضاب