لاحظت في الآونة الأخيرة تقييما شاملا لأداء المجلس الأعلى لشباب قبل أيام من إنتهاء مأموريته من طرف بعض الأصدقاء المهتمين بالقضايا والشأن الشبابي الذي كان قد أولى له رئيس الجمهورية إهتماما خاصا وكان سرح المجلس الأعلى لشباب بوابة لذالك الإهتمام.
أولا لا ينكر أحد دور الشباب عموما في بناء المجتمعات والأوطان إذ يمثلون العمود الفقري لأي نهضة شاملة كتب الله لها ضوء الشروق وبذالك فرضت هذه الفئة نفسها يإستحقاق في كل عملية نهوض ولعل ذالك من ما شهدناه في الفترات الماضية حيث كانت بداية ميلاد المجلس الأعلى لشباب تحت توصيات من فخامته ومتابعة يومية لإجراءات النشأة وميلاد المجلس. كتب إذا للمجلس التوفيق ومن قبله لنا كشباب إذا رأينا في الأفق و لأول مرة تجربة يمكن من خلالها ترجمة ما نطمح له من مشاريع وأهداف وأفكار جديدة تجتمع كلها وتشترك في تنمية المجتمع والبلد عموما, وقد كان الجميع متحفزا حتى ممن لا يحسبون على الفئة التي كتب لها ضوء النور والتنوير من ذوي خبرة ورجال أعمال من مختلف المجالات والقطاعات, كل من جانبه مستعد لتقديم الخدمات اللازمة والملزمة لنجاح التجربة الأولى من نوعها في تاريخ البلد وطبعا يعود السبب وراء كل هذا إلى كواليس وأحداث اللقاء الشهير والكبير لفخامة رئيس الجمهورية مع كافة الشباب الموريتاني من مختلف أنحاء العالم في جو طبعته الصراحة والوضوح الذاتيين مع قليل من المزاح والتواضع وحسن الإستقبال والترحيب بالمشاركين الذين لم أوفق وقتها في أن كون بينهم بسبب لا أنكره وهو ما أستنتجته وقتها أنها لن تكون إلا كمِثْلَ وأخواتها اللاتي سبقنها ولم يكتب لهم النجاح خارج من كتب لهم السيناريو والتمثيل وتوقف الدوران عندهم ككل مرة, ولكن عندما تابعت مجريات اللقاء مع بعض ممن شاركوني ووافقوني الإستنتاج السابق وظنوا فشلا بدأت أتأمل وأنبههم أن هناك شيئا يدعوا للمتابعة والتركيز والأخذ به وفعلا وافقني بعض البعض مرة أخرى, حتى لا أطيل عليكم كانت تلك بداية الإقتناع المجردة من طبيعة الأدخن التي اعتدناها كانت بداية اقتناع بمشروع التغيير البناء عموماً وبالفكرة خصوصا وبدأت بعض الأحلام والرؤى المستقبلية بمد حبل التيسير والتوفيق. لم أوفق مرة أخرى في المشاركة في مسابقة إختيار المكتب وممثلي المجلس بسبب متابعتي لدراستي خارج الوطن ولكن ظننت حسنا بمن تم إختيارهم بمعرفتي من ناحية باللجنة التي أشرفت على انتقاء الملفات وشفافيتة إنتقائها بحكم ما جمعني ببعضها ومن ناحية أخرى بمعرفتي أيضا بمن تم إختيارهم بحكم معرفتي ببعضهم ومعرفة إمكانياتهم وخلفياتهم العلمية والعملية التي تخدم الفكرة وترد الجميل لصاحبها والمستبشرين بها.
إذا دارت الأيام و عاد كل إلى مهامه وحياته منهم من تخلى وإستخف بالفكرة عند بدايتها الجدية والفعلية وطبعا سيرفض التعاون بأي شكل من الأشكال بحكم مبدأه "أنا لا أحمل المشعل ٱذا انا لست موجوداً ولست متاحا" وبدأ الرسول في مهمة تبليغ رسالته وأمانته وكافح هو ومن آمنوا معه بالفكرة والرسالة في سبيل توصيلها وتبليغها تحت رعاية السامية والمتواصلة لفخامة رئيس الجمهورية رغم غياب من كان عليهم وجوبا وإيمانا المتابعة في الطريق حتى النهاية والنهاية هنا هو التبيلغ الذي يعتبر هو المهمة الأسمى لأي رسول فإن عمل عليها فقد أدى أمانته وليس من الشرط في التبيلغ أخذ الجواب والنتيجة المرجوة انما الشرط الأصغر هو التوجيه والإرشاد وتوعية والتحسيس والشرط الأكبر هو ما وجب على الموجه له والمقصود من الرسالة إذ عليه مواصلة الجهود وتكميلها فضلاً لا أمراً ومواصلة زرعها كإنصاف لرسولٍ أدى أمانته وبلغ رسالته.
#خاتمة: قيل سابقاً حتى تكون واقعيا في قراراتك وتقييمك كن واقعيا مع واقعك وواقع بيئتك ولا تقيم دائما حسب النتيجة والمردود فالتلميذ تارة يبدأ بدايةً جيدة في حل المسألة الحسابية وفي الأخير بسبب عدم توفره على حاسبة من جهة وعامل الوقت الكافي لإجرائها باطنيا من جهة أخرى يقع الخطأ في الحسبة ولكن هذا لا يجعل منه فاشلا ولا من من طريقته ومهمته الأسمى ولا يحكم عليه ب "لاَ" العبور الى المرحلة الموالية بل العكس فالواقع هو ذكائه الذي قاده إلى تلك النقطة والبيئة هي التي انعطفت به ذالك المنعطف كذالك صانع ألعاب الفريق في كرة القدم عندما يبدأ مشروع هدف ويبلغ الكرة (رسالته) إلى المهاجم هنا وجب على المهاجم مواصلة توصيل الرسالة الأسمى وهي الهدف فإذاً قد إشترك اللاعبان البيئة وتحملى مسؤولية الرسالة, القصد من الأمثلة البسيطة أن الحامل الأصلي لرسالةٍ ما ينجح مع من حوله ويرفع بيئة مجتمعه في حالة تحمل الجميع مسؤوليته وينجح وحده في حالة غير ذالك.
لست عضوا ولا حتى مساعدا في المجلس الأعلى لشباب من قريب أو بعيد ولا تجمعني أي معرفة مقربة بأحد أعضائه فعلا هناك معرفة شخصية مع أقليتهم وربما معرفة سطحية بأغلبيتهم ولكن رأيت رأياً قانع به وحفزوني من شاركوا قناعاتهم في هذه القضية فشاركت وكتبت وليس كذالك بغرض الدفاع عنه في وجه من ينتقدونه فهم أو أي إدارة أخرى عمومية أو خاصة لن تكون جديدة أو الأخيرة عليهما فمن وضع نفسه موضعاً يدير شأنا عاماً فهو أهلُ لنقد مادام في حدود اللباقة والإحترام فالقصد هو الإصلاح.
تحياتي