حان الوقت للإهتمام اساسا بالتعليم لأنه هو حجر الزازية في العملبة التنموية للوطن، فلا يمكن لبلادنا ان تتقددم وتزدهر إلا إذا اهتمينا بالتعليم، والإهتمام بالتعليم يمر اساسا بالعناية القصوى بالطاقم التدريسي والإدارات ذات الصلة. وبكلمة واحدة بالكوادر البشرية في الأسرة التعليمية، وذلك من خلال الإعتناء بهم معنويا وماديا، فمن الضروري إعادة الأعتبار للملعم، والاستاذ، والمراقب، والمدير، والمفتش، والمؤطر عموما، وكل من يعمل في الحقل التربوي لسبب بسيط وهو ان أية امة لا تهتم بالتعليم محكوم عليها بالزوال.
وهنا أتساءل عن اسباب تردي واقع التعليم وعلى من تقع المسؤولية ؟ وكيف السبيل للخروج من هذا الواقع؟
بكل اختصار وحسب رايي الخاص فإن المسؤولية هي مسؤولية الجميع من مدرسين، وطاقم مشرف من مدرين ومفتشين وغيرهم، وكما تقع المسؤولية كذلك على المجتمع عموما بكل تكويناته المجتمعية المدنية المختلفة، وفي مقدمتها مكاتب اباء التلاميذ.
إلا انني اعتبر على ان المسؤولية الكبرى تقع اولا وأخيرا على الدولة بمفهوما الواسع او النظام المشرف بشكل أخص. ولكن بتوفر الإرادة القوية من أعلى سلطة في البلد ممثلة في شخص رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والهادفة إلى إصلاح التعليم من خلال عديد الإصلاحات فإن ما ينقص ليس سوى وضع بعض اللمسات الأخيرة لتطبيق تلك الإرادة وتنفيذها على ارض الواقع من خلال تحسين ظروف الطاقم التربوي ماديا ومعنويا والقيام بالتكوينات المستمرة للمصادر البشرية، كما أنه يجب تفعيل مبدأ المكافأة بالتكريم المادي أو المعنوي والإشراك في التوشيحات السنوية المخلدة لعيد الإستقلال الوطني وبالعقوبة لمن يستحق.
وفي هذا الصدد فنرى أنه من بين التحسينات الضرورية والمهمة لقطاع التعليم هي ضرورة توزيع القطع الأرضية على المدرسين إيجاد صيغة مالية تساهم في تشييد المباني، وحبذا لو اتحد الشكل المعماري للبنايات، بحيث يجعلها مميزة ومتميزة على غرار ما تم تشييده مؤخرا من المباني الحكومية والمدرسية .
وحبذا لو تقرر منح مدرسي كل ولاية على حدة عددا من مقاعد الحج سنويا، على سبيل المثال تذكرتي حج لكل ولاية ولو عن طريق القرعة. هذا بالاضافة إلى ضرورة تنقية الحقل التربوي من الغرباء والدخلاء على المهنة لأن مهنة التعليم هي مهنة نبيلة وشريفة، ولايمكن السماح لكل من هب ودب بممارستها، وإن كان البعض يصفها بمهنة المتاعب الكثيرة والمردودية القليلة، وكما يرى في ممارسيها ازدراء وقلة إعتبار، وهذا لعمري هو المضحك المبكي، فمن ذا الذي وصل إلى ما وصل اليه من غير معلم.
ومن ذا الذي لايحفظ:
قم للمعلم وفيه التبجيلا@كاد المعلم أن يكون رسولا
لقد كان الأولى أن لا يكون الأمر كذلك بل كان ولازال يجب تقدير واحترام صاحب العلم عموما. ويجب ان لا ننسى بأن أول ما نزل على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم هو اقرأ.
وبذلك نحن نوصف بأننا أمة اقرأ، ولكن أين نحن من ذلك؟
ولكن لا يكفى أن نقوم بكل شيء لصالح المدرس بل على الجهات المسؤولة عن اصلاح التعليم أن تقوم بما يجب القيام به من رقابة ومتابعة على جميع جوانب العملية التربوية من ألفها الى يائها، وان تشرك في ذلك كل الجهات المعنية والفاعلة، وان تقوم بتطبيق توصيات المنديات العامة للتعليم.
ومما لا شك فيه أن إعادة الإعتبار المعنوي لتعليمنا بشكل عام ينبغى أن يكون من أولى الأولويات، وللأسرة التربوية على وجه الخصوص، وهو أحد أهم السبل في إصلاح التعليم .
ويبدو من خلال معطيات كثيرة ان ذلك التألق والتقدير والاحترام الذي كان يتلقاه المدرس من قبل المجتمع عموما والطلبة بشكل خاص لم يعد موجودا، ولن يعود كلية أو يتأتى إلا بقرارات صارمة، ورادعة جدا لكل من سولت او تسول له نفسه التطاول على أي من ينتمي للأسرة التربوية، ومن المهم جدا رد الإعتبار والهيبة للاسرة التعليمية، ولن تعود تلك الهيبة إلا إذا صدرت أوامر عليا بإحترام المدرسين وأهل العلم من اعلى سلطة في البلد ممثلة في شخص رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وتكليف جميع الجهات الإدارية والأمنية بالسهر على تطبيقها على عموم التراب الوطني.
وساعتها تكون بلادنا فعلا قد وضعت تعليمنا على المسار الصحيح بغية تخريج أجيال في الحاضر والمستقبل قادرة على رفع التحدي والمساهمة في العملية التنموية الشاملة للبلاد من اجل بناء موريتانيا جديدة مهتمة بالعلم والعلماء وسائرة في طريق النماء والتقدم.