مقدرة ومفهومة في سياقها تلك الحالة الهسيترية التي انتابت الجذوع الخاوية لسلطة أبي مازن جراء اهتزاز موازين القوى وخارطة التموقع السياسي تحت القصف الصهيوني وصمود المقاومة الإسلامية.
ومعذورة طغمة دايتون إن خرجت عن حدود الأدب واللياقة بعد أن خرجت عن إجماع الشعب الفسلطيني في تصريحاتها وأحاديثها ووشاياتها ودسائسها التي أسست عليها سلطة وحكومة وسفارات وسفراء أقيم كل ذلك على كراسي من جوع المساكين وبساط من دماء الشعب الفلسطيني وأكوام من ركام المنازل التي يأوي إليها الفقراء المأمنون في فلسطين الحبيبة بينما تأووب طغمة معمري دايتون إلى أبراجها العاجية في دبي .. أو الاحتماء بعائدات أطنان الأسمنت التي يزود بها قريع أصدقائه في تل آبيب حتى لايتوقف بناء جدار الفصل العنصري .. أو على الأقل .. الاستمتاع بنغمات آلاف الهواتف المحمولة التي جلبها’’روحي فتوح ’’ ذات مرة وهي عائد من إحدى غزواته المظفرة..
كل ذلك مفهوم في سياقه..فأن يغضب ياسر عبد جيبه من تجميد موريتانيا لعلاقتها مع الكيان الغاصب ويستنقص ذلك .. ويثور في غضبة غير مضرية .. فهو أمر مستغرب ومفهوم .. وأن يثور عريقات وعزام الأحمر .. ونمر الورق العادي جدا المعروف بنمر حماد ... وأبو رغال المعروف اختصارا بمحمود عباس أبي مازن الرئيس السابق للسلطة الفلسطيينة.. لأن عرب الدوحة اجتمعوا .. فاتخذوا قرارا لايرضي ’’عرب ليفني وباراك ’’ فذلك أمر مفهوم في سياقه .. ولايحتمل كسابق أفعالهم غير تفسير واحد ..هو الذات التفسير الذي يتبادر إلى الذهن عندما يستفسر أحدهم لماذا يرفض أبو مازن توقيع شكوى قضائية ضد مجرمي الكيان الصهيوني .. إنه العمالة في أحط صورها للكيان البغيض.
وأن تصل تلك الهيستيريا إلى سفارة أبي مازن في نواكشوط فتوزع شتائمها على مقاومي التطبيع ومناهضيه في البلد،فهو أمر مفهوم هو الآخر في سياقه الذي هو سعي السفارة الدايتونية إلى كسر طوق الرفض الذي يضربه الشعب الموريتاني على سلطة أبي مازن وعصافير السلام الصهيونية التي ترفرف في ليفني وباراك
وغيرهما من ’’شركاء السلام وأصدقاء السلطة الفلسطينية’’
وأن تغضب السفارة لأن قوى وطنية عبرت عن امتعاضها من الدور السيئ الذي يقوم به أبو مازن وشلته في دعم الخطوط الخلفية للعدوان الصهيوني وتوفير إسناد سياسي ودبلوماسي للكيان الغاصب،وتوفير المعلومات والخدمات الاستخباراتية عن قادة المقاومة ..وعن قدراتها.. فليس ذلك حبا في أبي مازن .من دون شك ولكن لأن تلك المعلومات التي سارت بها الركبان ستؤثر في حجم التبرعات التي ستصل إلى حساب السفارة وستصرفها تلك السفارة لحسابها أو لحساب أبي مازن .. وليس لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني.
نصيحتي للإخوة في سفارة أبي مازن أن يستتروا بستر الله.. ويدعو الدسائس والحديث النميم المخفي .. وليجاهروا الناس إن قدروا على ذلك .. ولو عبر إلصاق صورة أبي مازن على جدار السفارة الفلسطينية في نواكشوط .. إلى جانب صورة الشهيد أبو عمار .. وأبو إياد .. والشاعر الكبير محمود درويش ..
ومادام هؤلاء يستحون حتى من تعليق صورة رئيسهم المنتهي الصلاحية ..فعليهم أيضا أن يستحوا من مغالبة ما لاقبل لهم... فمن كان بيته من زجاج كمواقف أبي مازن وطغمة دايتون فليس من الحكمة أن يرمي الناس بالحجر.
مشكلة سفارة عباس وسفيرها المتخصص في الدس والاغتياب من قادة المقاومة وتسفيه خيار الشعب الفلسطيني ..أنها ضلت الطريق وفقدت البوصلة كما هو حال أبي مازن فبدل الانحياز إلى صف المقاومة والشعب الفلسطيني.. اختارت الاصطفاف في تيار ’’عرب ليفني ’’ومصادمة تيار الممانعة ورفض التطبيع..
ليكن في كريم علم السفارة والسفير .. أنها تمثل نظاما منتهي الصلاحية...كتب على وجنات قادته ’’صنع في إسرائيل’’ ،وبالتالي لزم سحبه من الأسواق وإبعاده عن الحياة العامة لأنه خطير .. وضار بالصحة العامة..ضار بالوطن والمبادئء ..ضار بالأرض والتاريخ والمستقبل..
وهو في الأخير نظام لم يعد – دستوريا – يمثل الشعب الفلسطيني .. كما لم يكن يمثله من قبله لكن سلطته الزمنية والقانونية أصبحت في خبر كان .. ولتختر سفارة أبي مازن أي جهة تتكأ عليها .. ولن تصعب عملية الاختيار .. فهما طريقان لاثالث لهما ... اللاشرعية والعمالة لإسرائيل وسلطة أبي مازن .. والشرعية والمقاومة والشرف .. وقوى المقاومة والممانعة..فعلى أي جانبيها تميل السفارة.