من رسائل عرفات / عبد الفتاح ولد اعبيدن

عرفات عندنا معشر الحجاج المسلمين ،الخارج منها يغفر ذنبه كله بإذن الله . أما الناخب فى عرفات اليوم ،فإما أن يسرق صوته أو يزور، أو يرتهن لمشروع حزبي واعد على ذوق أنصاره، مثير بحق على رأي مناوئيه .لقد بات الشوط الثالث بعرفات ،مرجل صراع انتخابي ساخن ،بين الحزب الحاكم و أكبر حزب معارض فى الوقت الراهن .و النتيجة المرتقبة بين رفضين حساسين .فنجاح مرشح حزب الاتحاد سيصعد من رفض الصيغة الديمقراطية المحلية ، و إن نجح مرشح تواصل فيسصب ذلك فى تيار رفض ناخبى عرفات ،كالمعتاد ، للنظام القائم و خياراته الانتخابية بوجه أخص . أجل رفض الصيغة الديمقراطية المحلية ،لأنها تعسفت دورا ثالثا ، دعا له القضاء ، المعروف رضوخه لتأثير السلطة التنفيذية المركزية فى جميع توجهاتها تقريبا، منذو بزوع مشروع الدولة المورياتنية و إلى اليوم .كان حريا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز أن لا يقبل الدخول فى مهزلة الشوط الثالث ،و التى بغض النظر عن نتيجتها ،ستظل تلاحقه أصداءها السلبية و ارتدادتها المتنوعة ،الظاهرة و المستترة، إلى ما لا نهاية . فإن تغلب حزب الإتحاد ،فسيقال زور له و دفع الحال دفعا ليتمكن تعسفا و ظلما من بلدية عرفات ، و إن غلب و هزم "المخزن" فسيقال نصر مدوى له ما بعده ربما !. لقد كان ول بلال رئيس اللجنة محقا حين استهجن اللجوء لهذا الدور الثالث، الورطة المهزلة و الفضيحة الكاشفة، لعيوب و هشاشة التجربة الديمقراطية تحت إشراف أحد المنحدرين من مؤسسة الجيش !. "إزين هالك إل ما ينفعك فيها ".ول محم يريد كرسي الحكم إن تعذر تمرير المأمورية الثالثة المثيرة بحق ،فهو يدفع بالنظام "العزيزي "نحو الفرصة "المحمية" المستبعدة على رأي الكثيرين !. و ولد جاي،فارس عرفات المثير، متحايل بذيئ سيئ السمعة ،على رأي البعض، إن لم يبحث له النظام عن بديل سريعا، فربما يسبب اضطرابات غير محسوبة ،ضد النظام الحالي . لأنه فقر و حاصر أغلب التجار و احتقر بعض رموز المؤسسة العسكرية، المسالمين الوسطيين ،ذوى السمعة الطيبة ،على رأي البعض ،و رفض الانصياع لأوامرهم و توجهاتهم أحيانا ،من أمثال قائد أركان الجيوش محمد ولد غزوانى و المدير العام للأمن ،الفريق محمد ولد مكت،كما احتقر ول إجاي الشرفاء فى كل مكان تقريبا ،من هذا البلد العزيز ،و خصوصا فى مقاطعة مقطع لحجار الصابرة ،المظلومة انتخابيا و سياسيا ، على أبشع الأوجه. و حاصر ولد إجاي الموظفين فى أكثر من هيئة و لجنة و مؤسسة ،مثل المطبعة الوطنية و لجنة الإفتاء و لجنة الصفقات ، حيث تعودوا أن لا يذوقوا طعم الراتب إلا بعد أربعة أشهر و خمسة أشهر من الاحتجاج و الانتظار المرهق المهين ،سبحان الله !.حتى الوجه الأبرز سياسيا و خطابيا فى حلبة النظام الحالي،الأستاذ المحامى سيد محمد ولد محم ،لم يسلم من أذى ولد إجاي . فقد تشابك معه ذات مرة ، ولد إجاي بالأيدى .و لعله لا يريد و لا يحرص على مصلحة سيده، السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز و نظامه . لما يثير له من زوابع داكنة مرعبة ، لا تخدم قطعا مصلحة و استقرار النظام و الوطن. حتى اليوم ،صباح يوم الاقتراع بعرفات ،يتلاحى مع بعض النساء التواصليات !.فإلى أين تتجه انعكاسات هذا  الشوط الثالث المثير و حتى بعد ظهور نتائج الفرز ربما ؟؟؟!!!.

28. أكتوبر 2018 - 14:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا