إستنزاف كارثي لمعلمي أطار / سيد بن إسلم بن اعليه 

بعد مضي ما يربو على ثلاثة أسابيع من  بدء العام الدراسي 2018___2019 و ما رافقه من انطلاقة متعثرة،مرتبكة ،مترهلة ،على مستوى مدينة أطار أظهرت جوانب قاتمة من كارثية المشهد أو ما بات يعرف محليا بأزمة التعليم الأساسي.
ازداد الوضع قتامة عندما تحولت المدرسة الإبتدائية في هذا الشبر من الوطن الحبيب إلى مؤسسة مرهقة،منهكة تنوء بحملها ،مهجورة ،خالية إلا من قلة من الأوفياء المرابطين لا يجدون حيلة و لا يهتدون سبيلا.
ولكن الحقيقة الثابتة التي يتفق عليها الجميع هنا هي أن عوامل عدة تضافرت مجتمعة  في إفراز تفاصيل و مفردات و فصول المشهد التراجيدي نذكر منها على وجه الدقة والتحديد :
1__ معاول الهدم التي امتدت إلى التعليم الأساسي بمدينة أطار محمولة على أكف السلطات التربوية المسيرة للمرفق التعليمي المحلي ( المديرية الجهوية ،والمفتشية المقاطعية ) إذ ما فتئتا تدفعان بعديد المعلمين إعلانا و إسرارا ،عمدا و إصرارا إما إلى كواليس الإدارة والمفتشية ، أو المعهد التربوي فيما يشبه البطالة المقنعة أو إلى مؤسسات التعليم الثانوي و " ما في لابتيها أحوج منا " تاركتين صغارا أبرياء حيارى محرومين من التعلم في مشهد يندى له الجبين!
2__ المغالطات المغرضة المجسدة في عدم الإبانة عن النقص الحاد في أعداد الطواقم التربوية ضمن الرسائل الموجهة من طرف  السطلة التربوية إلى الوزارة في محاولة يائسة لتلميع الصورة.
3__ التسيير الفج المرتبك ،غير المعقلن و غير المتوازن للمصادر البشرية المحلية المسبب الرئيسي للأزمة .
4__  الشفاعات ( الحسنة ) للوسطاء و النافذين لدى الجهات العليا في الوزارة و ما انجر عنها من تحويلات جارفة زادت من وتيرة الإستنزاف الكارثي للطواقم .
و في خضم هذه المعاناة ،يحبس الآباء والمربون هنا أنفاسهم  في انتظار أن تلوح بارقة أمل للخروج من النفق.

سيد بن إسلم بن اعليه 
معلم بأطار 8 .

28. أكتوبر 2018 - 17:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا