اشرفت اللجنة المستقلة للإنتخابات على المباراة التي جمعت ما بين الفريقين الإتحاد وتواصل وذلك في السادس والسابع والعشرين من اكتوبر الجاري.
وإذ كان أفراد قواتنا المسلحة وقوات أمننا قد لعبوا المباريات في اليوم الأول، فإن المدنيين قد لعبوها في اليوم الموالي أي يوم السبت السابع والعشرين من اكتوبر 2018.
ويبدو ان قوات أمننا وقواتنا المسلحة كانت تلعب بشكل جيد ومع مختلف الفرق المتنافسة في بلدتي المناء وعرفات.
إلا أن يوم السابع والعشرين كان يوما مميزا ومتميزا عن سابقه من حيث العدة و العتاد والعدد.
وقد دارت مجريات هذه البطولة الهامة والحاسمة لكل من الفريقين على مستوى بلدتي المناء وعرفات.
وقد اعطت اللجنة صافرة الانطلاقة الفعلية على حدود الساعة السابعة صباحا إلا ان المتتبعين لمجريات الأحداث قد لاحظوا أداء باهتا للفريقين خلال الساعات الصباحية الاولى من أحداث هذه المباريات، وكما لوحظ إقبال ضعيف، وحضور قليل للمشجعين، وإن كانت الحماسة والتشجيع تتفاوت من منتخب لآخر ومن بلدية لأخرى.
ويبدو أن الحكام أعضاء اللجنة المستقلة للإنتخابات هذه المرة كانوا أكثر حضورا ويقظة من السابق حيث وفقوا هذه المرة في حسن إدارة المباراة بين الفرق المشاركة، ولم تلاحظ عليهم اخطاء فادحة يمكن ذكرها بالمرة.
ومع حلول ساعات النهار الاخيرة اشتد الوطيس وبدأت الحشود تحشد والجماهير تعبؤ على كافة المستويات، واصبحت دقات القلوب تخفق بشكل متزايد وبوتيرة متسارعة حيث اقتربت ساعة الحسم.
واصبح كل طرف يطلق بعض الشائعات هنا وهناك من أن فريقه هو المنتصر.
وكان للمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي دورها الهام والأساسي في نقل مثل هذه الاخبار وتضخيمها تارة، وتهويلها تارة أخرى. وكان وقعها قويا خاصة على أولئك المتتبعين للمباريات من خارج الميدان، ومن الولايات الداخلية تحديدا، فالكل يريد ان يكون فريقه هو المنتصر، وينتظر بفارق الصبر انطلاق صفارات لجنة الحكام إيذانا بنهاية الوقت المخصص للشوط الثالث أو الشوط الإضافي بين حزبي الإتحاد وتواصل على مستوى بلديتي عرفات والميناء.
وما هي إلا لحظات حتى أوشكت المباريات على نهايتها حيث أشارت عقارب الساعة إلى تمام الساعة السابعة مساء فأستكملت عملية التصويت بالنسبة للطوابير الموجودة امام مكاتب التصويت كما ينص القانون على ذلك.
وبعدها مباشرة أعلن السادة الحكام المحترمين عن نهاية فعاليات هذا الشوط الإضافي والذي حكم القضاء الموريتاني بإعادته بين الفريقين المتنافسين في الشوطين السابقين.
ثم بدأت عملية الفرز، وفك طلاسم تلك الألغاز من على مستوى صناديق الاقتراع ومكاتب التصويت لكل من البلديتين الميناء وعرفات، و هي لحظة هامة في المسار السياسي للبلد.
ولا شك انها من اصعب اللحظات في تاريخ تنظيم مبارياتنا السياسية وإعلان نتائجها وإن كانت هذه المرة يقتصر تنظيمها على مستوى هاتين المنطقتين من مناطق العاصمة انواكشوط.
وما هي إلا لحظات قبل الإعلان النهائي للفائز من الفرق المشاركة، وهي ثوان تعد بالدقائق، ودقائق تعد بالساعات وهلم جرا، حيث كاد الإغماء وارتفاع ضغط الشرايين ان يصيب بعض الفرق المشاركة وحتى المشجعين من هذا الطرف او ذاك.
وبعد شد ومد وانتظار عد بدأت تتكشف خيوط اللعبة السياسية شيئا فشيئا، واجتمعت لجنة الحكام اللجنة المستقلة للإنتخابات، وأعلنت على لسان رئيسها عن فوز كل من فريق الاتحاد من اجل الجمهورية ببلدية الميناء بفارق مقعد واحد على منافسه فريق تواصل 10-11، في حين اعلنت عن فوز تواصل ببلدية عرفات بفارق مقعد واحد كذلك على منافسه فريق الاتحاد من أجل الجمهورية 10-11.
وبإنتهاء هذه الجولة يكون البلد قد طوى صفحة من اهم صفحات المنافسات السياسية في تاريخ الوطن.
وقد استطاع النظام ان يخرج منتصرا من خلال هذه الجولة بفوزه ولأول مرة بإحدى بلديات المعارضة التقليدية ألا وهي بلدية الميناء.
ولكن بالمقابل فإن فريق تواصل قد استطاع ان يحافظ على شباكه نظيفا في وجه الهجمات العنيفة والقوية للنظام، ويصون ماء الوجه لتحالف المعارضة، وبذلك يخرج فريق تواصل منتصرا كذلك ومحافظا في ذات الوقت -للمعارضة- على قلعة هامة من قلاعها التاريخية.
الكاتب / مولاي إدريس ولد العربي.