لأوّل مرّة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية يتم تنظيم شوط ثالث في أكبر مقاطعتين عددا ورمزية سياسية في العاصمة.
وقبل الخوض في التفاصيل ننبّه بحسابٍ بسيط أن مائة مناضل بمعدّل 100 مصوِّت تجلب عشرة آلاف صوت وبإضافة جهود الأغلبية والتحالف الشعبي يضمن حزب الاتحاد الفوز بالميناء وعرفات بل ومكة والمدينة .
فما الذي حصل لنكون أمام هذا الوضع وثلاثية الأشواط ؟
ثمّ لم نلجأْ في حزب الاتحاد إلى الأشواط في العاصمة بعد حصادنا لما شاء الله من الوحدات على أساس إحضار بطاقات التعريف ؟
يجدر هنا أن نلاحظ أن المتحصَّل عليه لا يعكس نتائجنا في النيابيات ولا الذي كنا ننتظر بعد عديد المراجعات وهو بعيد جدا عن ما تُنْبِئ به أعداد الوحدات القاعدية التي عقدنا عليها كثير الأمل.
ويبدو أن تدخل رئيس الجمهورية في بداية الحملة كان في محلّه إذ بدونه كانت النتائج ستكون هزيلة بوجه عام.
ومن النّاحية الأدبية ليس علينا أن نطالب الرئيس بالنزول إلي إحدى بلديات العاصمة وخطب ودِّ الناخبين أمام شوطٍ ثالث يُفْتضرَضُ أنه سيجد من العناية ما يكفي من لدن مسؤولي الدّولة والحزب كلٌّ بما يستطيع .
أفكلّما تقرّر استحقاقٌ استغثتم بالرئيس ؟أين إذا ما كنتم تزعمون ؟
وفي المقابل فإنّ ما تمّ يخدم البلدَ ويكشف جهود الفاعلين ويظهر الشّمس عليهم –كما يُقال
إن تنظيم شوط ثان ثمّ ثالث مع إمكانية تنظيم رابع في إفريقيّة كلّه يدلّل علي صناعة مستوي معيَنٍ من الشفّافيّةُ يُكْسِبُ موريتانيا مزيدا من المصداقية يصل حدّ الأُعْجُوبةِ.
إنّ فوز حزب معارضٍ حديث العهد بالقيل والقال برهانٌ علي أننا في ديمقراطية تحترم صندوق الاقتراع لكنه مع ذلك يطرح الاستفهام :كيف لا نتمكن في الاتحاد من الفوز علي منافس في شوط ثالث وفي مقاطعة واحدة ؟
وفي المقابل قد يصوّرُ البعضُ للنظام أن تلك ليست خصلة مع أنها كذلك سعيا منهم لجرّ المناخ السيّاسي للحرارة في وقت يحتاج إلي التبريد.
إن النفاق السّياسي وعدم الصّدق في تقديم ما تحت اليد من المجموع الانتخابي الكلّ جرَ إلى ما نحن فيه .
فإن أنت جمعت ما تقوَّلَ به رجال السياسية في حزب الاتحاد -وما أكثرهم-حصلت علي ما مجموعه مائة الف ناخب .
وذلك انطلاقا من حاصل ما يقدمون مع اختلاف فيه :منهم أصحاب الآلاف ومنهم المئات الى غير ذلك .
لقد تبين للناس وربما للقيمين علي النظام المستوي العالي من الخداع لرجال السياسية عندنا والذي لا ينفع معه شوط ثالثٌ ولا رابعٌ.
لقد باتوا يعوّلون علي تدخل رئيس الجمهورية في كلّ حملة حتى لا ينالهم السّوء ويحلّ بحزبهم الخراب التام.
إن تتبُّع أعمال هيئات الْحَكَمِ الانتخابي يظهر تحسنا معتبرا بموجبه لا يمكن للطّاعنين التنبؤ بنتائج المرافعات وهذا من شأنه وضع حدٍّ للطّعون .
ومع أنّ الطّعن في فرز الشوط الثالث هذا جائز الآن إلاّ أنني أعتقد أنه لن يجرأ عليه أي من الطرفين إذ لا يمكن الاطمئنان علي نتائج شوط رابع إن تقرَر وهو لعمري أمر في غاية الأهمّيّة واقتصادٌ في الوقت والإمكانيّات.
فعلينا جميعا الآن أن نبدأ التحضير للاستحقاق الأكبر القادم وأن نصحِّحَ النواقص ولا نتعامى .
أدام الله عافيته على الجميع.. .