مصادر المعلومات بين الشفافية والفوضى / عبد الرحمن جد أمو

تكاد تكون مصادر المعلومات في موريتانيا منتشرة حد حرص المجتمع على البحث عن الطوارئ، حيث تتفاوت هذه المصادر في شفافيتها وفوضى اتساع المواد التي تطلقها نتيجة لهذا الهدف أو ذاك، وهو ما يضع المتلقي أمام سيل جارف من المعطيات المتناقضة لا يمكن تمييز غثها من سمينها أحرى الإحاطة بها وترتيبها بشكل اكرنولوجي يوضح ظروف ورود كل الجزئيات.
وفي حالة الإعلام الموريتاني يبدأ الخبر من أحاديث الناس العادية نتيجة لوجودنا في مجتمع مفتوح، وبعد أن تتسع الدائرة يروي كل ما وصله بطريقة مختلفة، وهو ما يؤدي إلى تعدد الأحداث وتوارد الغايات الشخصية في كل رواية لوحدها.
أما شفافية المصادر وبوحها بالحقيقة فحسبه أن يبقى حلما ذهنيا يراود ممتهني التحقيقات والاستقصاء على اعتبار أن التمثيل هو السمة السائدة في الفعل الاجتماعي المرتبط دائما بأي منحى إخباري يتم تداوله، ونتيجة لذلك ستكون الفوضى أقرب الأشكال لاستيعاب سيل الروايات بفعل ضعف ذاكرة الناقلين وتأثرهم بالتابوهات المتعددة الأوجه بدء بجانبها الشخصي وليس انتهاء بتبعاتها الاجتماعية.
وعند ضرب مثال على تنوع المصادر لن نبتعد كثيرا، بل يكفي أحدنا أن يجول ذهنه في آخر المعطيات التي يتحصل عليها لعقد مقارنة بسيطة بين كيفية ورود الخبر وآلية نقله ومستوى الاتفاق أو الاختلاف بين المعطيات عند الوصول وحالتها بعد التصدير، ومن ذلك نفهم خلفية ضياع الحقيقة بين هذه الحلقات المتداخلة والممتدة تمدد مرات الاتصال بمختلف أشكاله المباشر منه والمفترض عبر الوسائط ووسائل الإعلام.
ورغم الأبعاد الفلسفية في إدراك مدى شفافية أو فوضى مصادر المعلومات نعترف بميل أغلب المتلقين للسير في الفلك والاهتمام على الخصوص برصد الشائعات وتعديد التكهنات وتنويع التوقعات استباقا للتطورات من أجل فهم ملامح المستقبل القريب واستيضاح جوانب من مآلات المستقبل البعيد وفك ما قبل الانفكاك من طلاسم المستقبل المتوسط. 

4. نوفمبر 2018 - 9:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا