أبناءها الكرام..
ونحن ننعم في جنان الفردوس الأعلى، أخذنا علما بمساعيكم الموفقة لإعادة الاعتبار لرجال المقاومة وأفراد القوات المسلحة ممن سقوا هذه البلاد بدمائهم الزكية لتتحول من أرض جرداء تعوي في جنباتها الذئاب، وتذروها السوافي بكرة وعشية، إلى واحة وارفة يتفيأها ظلالها أبناء الوطن، وكل العابرين والمقيمين بثراها الطاهر.
لقد استبشر أجدادكم خيرا، واطمأنوا على مستقبل وطنكم، بعدما أوصلته تضحياتهم الجسام إلى بر الأمان، وأخذت زمام أمره اليوم يد ولد عبد العزيز الأمينة، أحيت ماضيه التليد، وأنارت حاضره الزاهر، واستشرفت مستقبله الواعد..
إن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبناءها، وإن الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء، لذلك فإننا نكبر فيكم روح التضحية، وقوة العزيمة، والإصرار على مواجهة التحديات، فليس لكم بعد موريتانيا من وطن، وما لها بعدكم من راع وبان، فحثوا السير على هذا الدرب، لا تلين لكم عزيمة، ولا تخور لكم قوة، ولا تنظروا إلى الخلف أبدا.
أبناءنا الكرام:
وأنتم تحتفلون اليوم من مدينة النعمة "المحروسة" بالذكرى الـ58 للاستقلال المجيد، بعد كيهيدي المجاهدة، وأطار العنيدة، ونواذيبو المرابطة على ثغور الشمال، تكرمون الشهداء وتغرسون بذرة الوطن في نفوس الناشئة، سترفعون علم الجمهورية الجديد بخلفيته الخضراء وهلاله ونجمته الذهبيين، وعارضتيه الحمراوين، في سماء النعمة مجددا، وستقفون إجلالا أمامه، بما يرمز له من تضحيات وجهاد وكفاح..
في سماء النعمة أرض الزاد والميعاد والعناد والجلاد، سيرفرف هذا العلم في هذه الذكرى العطرة، ومعه سترتفع هاماتكم إلى الأعلى، عزة وشموخا وكبرياء وأنفة، رضعتموها من هذه الأرض، بوهادها ونجادها وسهولها الممرعة، وورثتموها جيلا بعد جيل.
أما نحن أيها الأبناء البررة، فسنتدثر بعلمنا الجديد عشية الـ28 نوفمبر، وسنركن إلى الراحة الأبدية، في فردوسنا الأعلى، بعدما اطمأنت نفوسنا وارتاحت ضمائرنا، وأناخت ببابنا ركاب العزة والوطنية، تحمل بشائر انبلاج فجر جديد قد أشرق في موريتانيا الجديدة على يد هذا القائد العزيز الممتلئ عنفوانا ووطنية.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
وإلى رسالة قادمة.
شهداء المقاومة والقوات المسلحة
نوفمبر 2018