أزمة أوساخ العاصمة إلى أين ؟! / عبد الفتاح ولد اعبيدن

تعيش العاصمة نواكشوط مع حالة غير مسبوقة ،من تراكم الأوساخ فى الطرقات و الشوارع العامة ،و قد أضحت مقاطعات ،مثل لكصر و عرفات و الميناء و تيارت و غيرها ،صاحبة السبق فى كثرة هذه الأوساخ المتنوعة النتة الرائحة المقززة النظر . وضعية لكصر مع الأوساخ، على الشوارع الرئيسية ،أضحت بوجه خاص مثيرة للإستغراب ،لهذا المستوى من عجز الدولة و المجتمع .

أما الشركات التى راحت بملايين الأوقية، فى عهد المجموعة الحضرية و بنت حمادى بوجه خاص .فتلك فضيحة برمتها تستحق بحثا و تحريا كاملا مستقلا .

سيست قضية النظافة و منحت لمن لا يملك وسائل لتحقيق الهدف ،فى سياق من المحاباة، بعيدا عن الكفاءة أحيانا !. 

و رغم ما كانت تعيشه العاصمة من وضعية غير نموذجية ،إلا أنها كانت مع "بيزرنو" أنظف وجها .

 

و المشاهد لما تعيشه اليوم العاصمة مع تراكم هائل للأوساخ، فى كافة جوانبها تقريبا ،يستغرب و يندهش .

فقد كشفت هذه الحالة العامة السلبية ،ضعف مستوى وعي السكان و عجز الجهات الرسمية و عدم اكتراثها على أعلى المستويات فى مواجهة هذه الأوساخ المتكاثرة ،و كأن الأمر مدبر أو وصل إلى حد المستحيل!.

و لا شك مطلقا ،فى الترابط المنطقي و الفعلي ،بين كثرة الأوساخ و انتشارها و تدنى المستوى الصحي لسكان العاصمة عموما ،للأسف البالغ .

فلعل هذه الأوساخ تساعد على تكاثر و تضاعف عدد الباعوض ،المسبب لانتشار حمم غامضة ،عقدت حياة الناس و نشرت بينهم على نطاق واسع الحمى ،التى يعززها ضعف فعالية بعض الأدوية المنتشرة فى الصيدليات و ضعف مستويات القدرة الشرائية، لدى شرائح كبيرة من المواطنين .

إن مثل هذه الأوضاع ،تستحق التوعية و الجهد الاستعجالي ،حتى لا تخرج الأمور ،لا قدر الله،عن نطاق السيطرة ،فالوقاية خير من العلاج .

 

لماذا لا يتحرك الناس ،فهم الضحية جميعا ،و  لماذا تستقيل الجهات الرسمية ،تجاه هذا المستوى المثير المفزع ،من انتشار الأوساخ و الباعوض و الحمى الغامضة ؟!.

ينبغى أن نحاسب أنفسنا جميعا ،فى موضوع هذا الوسخ المهيمن ،فالنظافة من الإيمان .

حيث قرر رسول الله صلى الله عليه و سلم ،تصريحا لا تلميحا "و تميط الأذى عن الطريق صدقة " رواه البخارى و مسلم. 

أين دور المنابر المختلفة ،فى الحث على النظافة و التحريض على مواجهة هذه الأوساخ الرهيبة الافتة ؟!.

الأمر جلل و خطير و يستحق تحركا ملموسا ،قبل فوات الأوان ؟!.

16. نوفمبر 2018 - 17:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا