مهرجان المدن القديمة... عظمة فكرة وضعف تنظيم / الولي سيدي هيبه

فخامة رئيس الجمهورية،

لا شك في أن فكرة مهرجان المدن القديمة التي كنتم السباق إليها هي فكرة قيمة في جوهرها حمالة معاني عالية ورسٍالة جليلة وقد أمرتم بأن تؤخذ بعين الاعتبار وعلى محل الحد حتى يصل بها البلد إلى ما تتوق إليه نفوس المواطنين المخلصين الأبية والمتطلعين بهمة إلى إبراز أوجه البلد اللامعة التي أعطته في الأزمنة الماضية ألقا ورفعت سمعته في المشرق والمغرب العربيين وفي الغرب والعمق الإفريقيين.

ولكن يا فخامة الرئيس فأنه أسيئ منذ الوهلة الأولى تأويل وترتيب هذه التظاهرة وأفسد إحياؤها حيث لم يتبع المكلفون بتنفيذها أساليب المهرجانات المماثلة في جميع البلدان التي تمتلك حضارات تاريخية خلفت مدنا زاخرة بالتاريخ الرفيع.

فخامة رئيس الجمهورية،

فبما أن مدننا التاريخية القديمة تقع على خط يقع على مئات الكيلومترات عبر صحاري مرملة قاحلة ومجابات مترامية مغفرة في أطراف البلد، فإن الوصول إليها صعب في غياب الطرق السالكة ومكلف في الوسائل والمال، مما خلق حالة الانتقائية كل عام وإتاحة الفرص للقلة وحرمان الغالبية من الوصول والمشاركة بما يتطلبه الإحياء للتاريخ المشترك. ولأن المهرجانات بكل أصنافها بما فيها المهرجانات ذات الطابع التاريخي والثقافي كمهرجانات:

·        جرش بالاردن،

·        بعلبك بالمغرب،

·        مكناس بالمغرب،

·        القيروان بتونس،

·        قسنطينة بالجزائر،

·        الأقصر بمصر،

·        فرساي بفرنسا،

·        دلهي بالهند،

·        نانكين بالصين،

·        أكابلكو بالمكسيك، إلخ.

و قد باتت وسيلة مقاصد دولية ومدخل اقتصادي مدر، فإن الأمر لم يدرك عندنا و يهيأ لمثل هذا الريع الذكي و المشروع، ريع كبير و سيال يعود إن استحسن استغلاله بالفضل العميم على الآثار نفسها فيتيح إمكانية ترميمها و إحاطتها ببنى تحتية تهتم بإعداد الدراسات و نشرها، و تحاط بالعناية من حيث تمويل البحوث المهتمة بها وطنية وخارجية، و كلك تشييد المتاحف المتخصصة و تحقيق غير ذلك من الانشطة القيمة التي تزكي التاريخ و تعطيه مصداقيته العلمية فتبعده عن الخرافة و مكر الانتهازيين و الطفيليين و المزورين، و ما أكثرهم، الذين يحضرون في كل مناسبة مشوشين، على القلة الجادة، يكررون أنفسهم في كل نسخة بـ:

·        النسخ الممجوج،

·        واللصق المفضوح،

بنفس أسلوب الأسطورية الكيدية والانتهازية الماكرة ليخرج المهرجان بلا وثائق ولا تحيين، ولتعود من بعد المدن وبعد انتهائه إلى سباتها القديم وبعدما تكون الأقدام والسيارات قد رجت ضعيف آثارها من دون أن تتحصل من هذا الحراك على ريع يعين في ترميمها.

منطقة المرفقات

20. نوفمبر 2018 - 12:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا