حرب البسوس هي حرب قامت بين قبيلة تغلب وبكر هذه الحرب استمرت أربعين عاما…
هذه الحرب التي لا يري البعض فيها غير انها حرب بين الأشقاء وأبناء العمومة وان سببها تافه “سراب” ناقة البسوس
بينما هي حرب أعمق من ذلك ولم تكن سوي
القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال …
أراد كليب أن يكون ملكا علي أهل الصحراء الذين تعودوا على الحرية والفضاء المفتوح
واعتبروا أن القوانين الجديد تحد من حريتهم وتنتقص من كرامتهم التي تعنى لهم كل شئ..
قتل كليب علي يد جساس هذا الأخير الذي دافع عن كرمته واباء الضيم ….
لَعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ في دَارِ مُنْقِذٍ لَمَا ضِيْمَ سَعْدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي
ولكِنَّنِي أَصْبَحْتُ في دارِ غُرْبَةٍ مَتَى يَعْدُ فِيها الذِّئبُ يَعْدُ على شَاتي
فَيَا سعدُ لا تَغْرُر بِنَفْسِكَ واِرتَحل فإنَّكَ في قَوْمٍ عنِ الجارِ أَمْوَاتِ…
في هذه الحرب نجد شخصيات جسدت العربي الأصيل
كليب رجل ذا طموح يطمح لبناء دولة لأهله لكنه كان في الزمن الخطأ ….
المهلهل: عربي أحب اخاه ويريد الأخذ بثأر اخيه لكنه أثخن في الأرض قتلًا….
لكن كما يقول حسان :
العافية تعمر والثانية تدمر …..وتبراد لخلاكقات اعكٌوبتو ادنكيس …
ابن عباد رجل قوي البنية ذو بصيرة وحكيم قومه اعتزل حرب الأشقاء وقال كلمته المشهور :
“لا ناقة لي فيها ولا جمل”….
لكنه في الأخير من اجل حقن دماء الاخوة يقدم ابنه الوحيد فداء لهذا الأمر ويدخل الحرب بعد قتل ابنه فقد احس بالاهانة “مقتل ابنه بشسع نعل كليب ”
و في الأخير “جحدر ” شخصية دميم الوجه قصير القامة لانسب له ولا حسب…
يحاول أن يبني نفسه في مجتمع لا يتقبل الغير ولايتقبل الا ذو النسب …
هذه الشخصيات التي ذكرت في تدوينة لم تعد موجود وهذا للأسف هو سبب تشرذم العرب اليوم و الواقع المزري الذي هم فيه….
لم يعد هناك كليب الذي يطمح لبناء امة
لم يعد هناك جساس الذي يأبى الظلم والركوع
لم يعد بيننا المهلهل الذي يحب اخاه
لم يعد بينا ابن عباد الرجل الحكيم الذي يسعي لحقن دماء الأخوة
اين اليمامه التي تحب اباها ولاتري به بديل….
لم يعد بينا جحدر الرجل الذي يحاول أن يجد مكان له بين العظماء…
للأسف……
وحال لساننا يقول:
ما من ميتٍ في مقامٍ
لو كان فوق عرشي…..
