ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ 28 _ 3 _ 2022 ﺑﺼﻘﻴﻊ ﺍﻟﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻮﻗﻴﻊ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺃﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺭﺣﻼﺕ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﺑﺴﻂ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .
ﺇﻥ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﺗﺸﺎﺩﻱ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺩﻳﺒﻲ ﺃﺗﻨﻮ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺳﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ _ ﻗﺎﻃﻌﻮﺍ _ ﺯﻣﻦ " ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ " ﻭ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ _ ﺇﻥ ﻫﻢ _ ﻃﺒﻌﻮﺍ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻃﺒﻌﻮﺍ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ، ﻭ ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﻮﺓ ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻙ " ﻭﺍﻗﻊ " ﺣﺘﻤﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺱ .
ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﺗﺸﺎﺩﻳﺔ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ 1972 _ 2018 ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺳﺒﻌﻴﻨﺎﺗﻪ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﻷﺧﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭ ﻋﻤﺎﻥ ﻓﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮﺍ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺯ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﻬﺮﺕ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﻗﻄﺮ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ _ ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﺧﻄﺎﺅﻫﻢ _ ﻫﻮ " ﻋﺮﺑﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ " ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﻓﺎﻟﻘﺪﺱ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺑﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﺘﻨﻘﻮ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﻮﻥ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺘﺤﺮﺭﺕ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﻭ ﺳﻠﻜﺖ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﺻﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻣﺎﺩﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﻻﻧﺘﻔﺎﺟﺄ ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻺﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻭ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﺄﺱ ﺁﺳﻴﺎ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﻣﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺧﻮﺿﻬﺎ ﺗﺼﻔﻴﺎﺕ ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻊ ﺁﺳﻴﺎ ﻭ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﻘﺪﺱ .. ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻫﺮﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .