تحل ذكري عيد الاستقلال المجيد هذه السنة، 2018م- 1440هـ، بنكهة العز والكرامة، والزهو، والانتشاء المُسْتَحَقّ، لوطن، لم يعد ينتظر من الآخرين فتات مساعدات، ولا يرتاد موائد الاستجداء والتسوّل ...
تحل هذه الذكري العزيزة، هذه المرة، بنكهة الفخر والاعتزاز الذي أصبح يشعر به كل موريتاني أبيّ، يعتز بالانتماء لوطن غدا يتحكم في زمام أموره، ويمتلك سيادة غير منقوصة، في إدارة شؤونه الداخلية...
تحل هذه الذكري الغالية هذه الأيام، بطعم النجاح في صنع حاضر مشرّف، واستشراف مستقبل واعد، لا تخطئ بوادره، و مقدماته، وبشائره، إلا أعين الخفافيش، والحاقدين...
تحلّ هذه الذكري السعيدة اليوم... وقد خطت بلادنا خطوات حثيثة علي طريق البناء والتنمية. خطوات جبارة، ما كان لها أن تتحقق بهذه الوتيرة المتسارعة، وفي هذا الظرف الوجيز، لولا وجود إرادة سياسية قوية، ورؤية ثاقبة، وشخصية قيادية فذّة...
فلجحافل البائسين من المعارضين –حاشا المعارضة المسؤولة- الناقمين علي الوطن قبل غيره، وعلي الشعب الموريتاني، في المقام الأول ؛ الذين يعملون جاهدين علي تضليل الرأي العام الوطني بنشر الأباطيل والأكاذيب، غَمْطاً للحق ، وبخسا للمُبهِر من الإنجازات، وإمعانا في المكابرة؛ صَلَفاً، وتجْديفا، وتشغيبا ... نقول : متي احتاج النهار إلي دليل...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الشعب، حين قرر رئيس الجمهورية تحديث الجيش الموريتاني، وتطويره، وتسليحه، بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات، ليكون علي ما هو عليه اليوم من جاهزية، وتكوين، ومستوي؛ وليلعب ما يلعبه اليوم من دور مشرف، إقليميا و دوليا، أشاد به العالم الخارجي، قبل تثمينه في الداخل...
قالوا : هذا نظام متحايل، وقد تمّ اختلاس هبة من السعودية، قدرت يومها بـ 50 مليون دولار أمريكي... فأقاموا الدنيا، و أثاروا حول تلك الهبة وصرفها، من الإرجاف، والإفك والتشغيب، ما لا يعلمه إلا الله...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الوطن المرجفين، يوم أعلن رئيس الجمهورية عن خطة تسوية نهائية لما عرف يومها بـ "ملف ابلوكات"...
قالوا : هذه أكبر صفقة فساد وتمليك لأراضي الدولة للمقربين من النظام، والتجار، والمفسدين...
ولكن ما عساهم أن يقولوا، بعد أن طوي الملف بأروع تسوية ، حيث لم يتضرر أي مواطن من ساكني تلك المباني القديمة المتهالكة، الذين تم التعويض لهم مُصَتَّماً، ليتزيّن المكان بعد ذلك بعمارة "اسنيم" ، وعمارة مؤسسة "الضمان" ، وعمارات أخري قيد التشييد...في مشهد من السموق، والعلوّ، وإحكام أركان البنيان الشامخ، بأحدث أساليب البناء والعمران العصري، مما أضفي علي عاصمتنا الفتية مسحة عصرنة و حداثة، كانت في أمس الحاجة إليها...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الشعب، يوم أعلن رئيس الجمهورية عن صفقة شركة "هوندوك" الصينية العملاقة ...
قالوا : أكبر صفقة فساد وبيع لثروتنا السمكية، يستفيد منها الرئيس والمقربون إليه، والتجار، والمفسدون...
ولكن ما عساهم أن يقولوا، بعد أن ازدهر قطاع الصيد التقليدي والصناعي في بلادنا... وأصبحت سفن الصيد الأجنبية ملزمة بتفريغ ما تصطاد في شواطئنا، علي الموانئ الموريتانية... وأصبحت مياهنا الاقليمية، والتي ظلت إلي عهد قريب مستباحة الحمي، أصبحت مصونة، محفوظة، لا يحق صيد الرخويات أو الأخطبوط منها إلا للمواطن الموريتاني...
وبعد أن شُرع في "مرتنة" كل ما يتعلق بالبحر، من صناعة زوارق، وإنشاء موانئ، وتكوين بحارة، وصيادين ....
موانئ تشيد، ومدارس تكوين بحري يتخرج منها أبناء موريتانيا، ليكونوا مؤهلين للعب أدوار ظلت إلي عهد قريب حكرا علي الأجانب، بعد أن ولَي إلي غير رجعة عهد التواني، والعجز والكسل ...
وليسأل "البونتيه" من يعرف حالها، وما كانت عليه، كيف أصبحت علي ما هي عليه من بنية تحتية، ونشاط، وحيوية وازدهار...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الشعب، حين أبرمت اتفاقية من أهم الاتفاقيات في تاريخ بلادنا الحديث، تتولي بموجبها إحدى أكبر مؤسسات البرمجة في فرنسا مهمة رقمنة حالتنا المدنية، وأوراقنا الثبوتية، ليتم إنجاز أكبر مشروع وطني وأهمه، ألا وهو الهوية البيومترية ..
.
قالوا : أكبر صفقة فساد ، يقصد منها إبعاد شريحة مُعيَّنة من المواطنين الموريتانيين. فحرّضوا ، وطبّلوا ، وزمّروا ، وحشروا دعاة حركة "لا تلمس جنسيتي " في الشوارع، فحرقوا الاطارات في وسط العاصمة، وأثاروا من الشغب والبلبلة ما شهد عليه القاصي والداني...
وما ذا قالوا أيضا، حين قررت إدارة الوثائق المؤمنة- والتي يفخر بها وينعم كل موريتاني اليوم- ما ذا قالوا، حين قررت تلك الإدارة، التي ساموها الخسف، وكالوا لها الشتائم إفكا وزورا وبهتانا؛ حين قررت أن يدفع المواطن ألف أوقية (قديمة) مقابل استلامه لبطاقة الهوية، تغطية لكلفة الخدمة، لا غير؟
قالوا : هذا تحايل، ونهب لأموال الفقراء، وإجحاف بالمواطن ، تذهب إلي جيب الرئيس والمقربين...
فيا للعجب! تُطْمَسُ كلُّ محاسن هذا المشروع العملاق، وتتم التغطية علي مزاياه التي لا تحصي ولا تعد، ويتم ترويج هذا النوع من السخافات و الأباطيل...
ولكن، ما ذا عساهم أن يقولوا اليوم، وقد خمدت نيران فتنتهم، وفشلت كل محاولات عرقلتهم لهذا المشروع النوعي الذي تم إنجازه، علي أحسن ما يرام، حيث ولّي إلي غير رجعة عهد التجنّس في 24 ساعة، و الحصول علي جواز السفر الموريتاني بدفع مبلغ زهيد، لعصابات التزوير والخيانة؟
ما ذا عساهم أن يقولوا اليوم وقد ثبت، واستقر، واستقام، إجماع القاصي والداني، علي أن أكبر إنجاز تحقق لهذا الوطن، هو الحالة المدنية المضبوطة بالوثائق المؤمنة؟
قد ينغضون إليك رؤوسهم ويقولون : تالله إن كنا لخاطئين!...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الشعب، يوم أعلن رئيس الجمهورية عن صفقة بناء مطار أم التونسي الدولي...
قالوا : أكبر صفقة فساد، لا يراد بها إلا تمليك أراضي الدولة للمقربين من النظام، والتجار، والمفسدين...
ولكن ما ذا قالوا، بعد أن تمّ تدشين المطار، وبعد أن هبطت علي مدرّجاته أكبر طائرات العالم، وهي تقل أكبر ملوك العالم، وزعمائه، وقادته، ورؤسائه... وقد تنادوا لحضور أول قمة عربية تعقد في موريتانيا، والقمة الافريقية بعد ذلك...
قالوا، وقد، نَكَصُوا، مُذْعِنين، : هذا إنجاز عظيم...؛ أَبَعْدَ أن ضلَّلتم الرأيَ العام، ونشرتم الأباطيل؟ ...ألاَ بُعداً للأفّاكين، ألاَ بُعداً للأفّاكين، ألاَ بُعداً للأفّاكين...
ماذا قال هذا الصنف من أعداء الشعب، يوم أسند رئيس الجمهورية رئاسة الاتحادية الوطنية لكرة القدم إلي رئيسها الحالي؟ ...
قالوا : أكبر دليل علي الفساد، لأن الرئيس المعين لاتحادية كرة القدم لا يعدو كونه شابا من "أصهار" رئيس الدولة، عُيّن لينهب ...
وماذا قالوا أيضا حين تقرر تنظيم أول "تلتوه" أي عملية جمع تبرعات، في برنامج تلفزيوني خاص، خصص لهذا الغرض، علي قناة التلفزة الرسمية، جُمِعَتْ خلاله مبالغ معتبرة، دعما للرياضة ، ولفريقنا الوطني "المرابطون" علي وجه الخصوص؟
قالوا : عبث في عبث، أتستحق "بلوه" (كرة القدة) كل هذا الدعم، هذه أموال تجمع لتدهر، وقد كان من الأولي جمعها وصرفها لأغراض أكثر أهمية ...
ولكن ما ذا قالوا، منذ أيام قليلة، وما عساهم أن يقولوا، بعد أن تم إحراز النصر والتأهل للبطولة الافريقية "الكان"، ولأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية؟
ألم تُحقِّق الاتحادية الوطنية لكرة القدم الموريتانية الحالية ما لم تستطع سابقاتُها تحقيقَه؟ من أين أتي هذا النصر، وكيف تحقّق هذا الانجاز العظيم الذي ألْهب مشاعر الشباب الموريتاني، فخرج في الشوارع، هاتفا للوطن، ومحتفلا بفوز فريقه الوطني "المرابطون"...
لقد قالوا، في إذعان قاتل : هذا إنجاز...
أبَعْدَ مَا قلتم وكتبتم عن الاتحادية ورئيسها، وعن الدعم والعناية التي تحظي بها من طرف رئيس الدولة؟
ألا سحقا للمفترين، ألا سحقا للمفترين، ألا سحقا للمفترين...
هذا غيض من فيض إفكهم وما يمكرون، نماذج قليلة، تُذكر للاستدلال بها علي أن ما يُرَوِّجُ له عشاق "التيئيس" ، ودعاة العدمية، والمكابرون، و ما ينشرون من صورة ظلامية قاتمة عن وطننا، وما يقصدون إليه من تهويل، وتضليل، وتزييف للحقائق، ونَشْرٍ للأكاذيب، لا يُلتفت إليه. فهو في الحقيقة ليس إلا حيلة كل مغلوب يائس، لاحِقٍ بِالْأُخْرَيَاتِ، مُطّرَحِ خَلْفَ الأَعْقَابِ، مَلْطُومٍ عن شَقِّ الغُبارِ، مَوْسومٍ بِالسُّكّيْتِ المُخَلّفِ ...
فلا يَلْتَفِتَنَّ أحدٌ إلي هُرائهم، وتضليلهم، وأكاذيبهم، وإرجافهم، إنْ يُريدون إلا التنغيص علينا ونحن نحتفل بعيد الاستقلال المجيد، تحت علم جديد، صَوَّتَ عليه الشعب الموريتاني، ونشيد وطني جديد، وُكِلت مَهَمّةُ سَبْكِ جواهر معانيه إلي كوكبة من خيرة شعرائنا؛ كما تجري الاحتفالات بهذا العيد في عاصمة ولايتنا الأولي، الحوض الشرقي، خزّان الشهامة، والنبل، والكرم، والشجاعة والفتوّة...
ونسأل هؤلاء المغرضين، المرجفين، الحانقين، الحاقدين... : ألا يحق للمواطن الموريتاني العادي، البسيط ، أن يفتخر ويعتز بما حققته بلاده من نمو وتطور وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار؟
بلي ...
اِفْخَرْ واعتزَّ، وانتشِ وافرحْ، فقد صارت دولتك ذائعة الصيت، تَعَرَّفَ عليها العالم العربي والافريقي، حين نجحت في احتضان وتنظيم القمتين، العربية والافريقية. الأولي تحت خيمة المجد و العز والكرامة، التي تم ضَرْبُها، بأحدث طرق بِناءِ الخِيَمِ العصرية، لتجمع وتلُمَ شمل إخوة اللغة والهوية والمصير والمعتقد، وليتعانق فيها المحيط والخليج، وقد كانت فرصة للكثير من إخوتنا العرب للاطلاع علي النهضة التنموية ببلادنا. وشهاداتهم، وإشادتهم بذلك، محفوظة موثقة.
أما القمة الثانية فقد تم استقبال القادة الأفارقة خلالها، في قصر مؤتمرات تم إنجازه في ظرف وجيز، وتمت الإشادة به وبما تحقق من منجزات في البنية التحتية للعاصمة، من طرف كل القادة الأفارقة المشاركين. أليس كل ذلك مدعاة إلي الفخر والاعتزاز؟
بلي ...
أيها المواطن الموريتاني، لك بحق أن تفخر وتعتز، وتنتشي وتفرح، بذكري عيد الاستقلال هذه، التي تطل عليك هذا العام، وقد سُطّر ما تمَ إنجازه من ملاحم البناء والتشييد والتقدم، بسواعد موريتانية، وبإمكانات موريتانية، وبإرادة موريتانية، وبتخطيط موريتاني صرف، وأصبحت موريتانيا الجديدة بحق ماثلة للأعين، حصنا منيعا، مصانا مهابا، ورقما صعبا في التجاذبات الإقليمية، ولاعبا فاعلا في العلاقات الدولية، وقبلة لأكبر مؤسسات النفط والغاز العالمية، و جاذبا قويا لاستثمارات أكبر رؤوس الأموال الدولية...
فعيدا سعيدا، وكل عام وموريتانيا الجديدة بألف خير...
عاشت موريتانيا الجديدة حرة، آمنة، مستقرة، ومزدهرة...
وَلْيَمُتْ بغيظه كلُّ مرجف، ومشاغب، ومكابر...
محمد يسلم يرب ابيهات
نواكشوط 2018/11/27