من المنسيات: التضامن الاجتماعي / عبد الفتاح ولد اعبيدن

تحت تأثير العوملة و تناقص منسوب الانفتاح بين الناس،أضحت الصلات بين مكونات المجتمع ناقصة ضعيفة،فى وقت كانت فيه اللحمة الاجتماعية و العائلية،بوجه خاص،فى وقت غير بعيد،مصونة معتبرة!.

فقلت الزيارات بين ذوى الرحم،بل تجد أبا يفتقد أبناءه فترة طويلة ،دون أن يتذكروه،بمجرد زيارة !.

حياتنا المعاصرة قلت فيها القيم و الأعراف الجميلة،حتى فى أخص و أضيق الروابط .

فهل بات المجتمع يتجه نحو الفردية و الانعزال و التقوقع ،فحسب؟!.

و فى الحديث أن الرحم استغاثت بالرحمان من القطيعة ،فقال لها :"مه ،ألا ترضين ان أصل من وصلك و أقطع من قطعك ".

و قال جل شأنه «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" صدق الله العظيم .

فهلا انتبه الدعاة و المصلحون و أصحاب المنابر المختلفة، إلى هذا النقص المشين فى علاقاتنا الاجتماعية، و العائلية بوجه خاص ،التى باتت بحاجة لالتفاتة جادة ،عسى أن لا تصبح القطيعة فى مستوى يصعب علاجه و إصلاحه .

و لعل غياب و نقص التضامن الاجتماعي ،المطلوب عرفا و دينا و مروءة ،ليس إلا نتيجة من نتائج ضعف الترابط الاجتماعي و تدنى صلة الأرحام .

لقد قرن الله بين الأمر بتقواه و صلة الرحم ،و هو ما يعنى أهمية هذه الخصلة الطيبة الملحة، فى حساب شرعنا الإسلامي .

و كلما تعودنا على وصل الرحم سهل القيام به و صعب هجرانه، بإذن الله .

إننا بحاجة ماسة ،لمحاسبة أنفسنا،و محاولة سد ما ما أمكن من الثغرات، فى سياق علاقتنا الاجتماعية عموما،و العائلية ،بوجه أخص .

إن معاملة الناس بالمثل ،إذا أساءوا،من أهم أسباب قطع الرحم.فالأقارب جديرون ،بأن نوسع لهم صدورنا، و نصبر عليهم باستمرار،دون كلل.

الغضب من الشيطان و تصفية الحسابات و التحسب ،لكل صغيرة و كبيرة ،يباعد الصلات و يهدم المودة و التفاهم بسهولة ،للأسف البالغ .

و مع تحول الناس للمدن و القصور ،انشغل كثيرون عن معانى الحياة الأخلاقية و القيم الفاضلة و أصبح الشغل الشاغل الدراهم و تحصيلها و رخاء العيش الدنيوي .

ألا إن العيش عيش الآخرة،و لا خير فى خير بعده النار،و لا شر فى شر بعده الجنة .

هذه الحياة ليست دائمة أبدية ،و من غرته سيندم قبل الخروج منها،أولى بعد الخروج و الموت ،فلابأس إن تذاكرنا و  تواصينا بالصبر و التراحم و التعاون .

فالمعروف حرث لا يخسر،بإذن الله ،و أثره موفور واسع ،إن شاء الله .

ترى العشرات من الناس، مرمي فى ركن بيت قصي ، لا يزوره أخ و لا قريب ،مع أنه من وسط اجتماعي متنوع مديد ،إلا أن الهجران و  القطيعة هيمنت على قطاعات واسعة من مجتمعنا،للأسف،و هي فى تزايد ،دون دراسة و بحث لسبل الحل .

5. ديسمبر 2018 - 17:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا