منتدى تعزيز السلم - حلف الفضول / عالي محمد بوكار

"لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر". قالتها قريش قبل 1428 سنة حين علمت بانعقاد حلف الفضول في دار عبد الله ابن جدعان التيمي القرشي ، الحلف الذي شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته وله من العمر 20 عاما وقال عنه لاحقا "لقد شهدت في دار عبد الله ابن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" 

واليوم وبعد مايزيد على 14 قرن هاهو حلف الفضول ينعقد في دار الإمارات المباركة وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ورئاسة معالي الشيخ العلامة عبدالله بن بيه ، حيث تنطلق فعاليات المؤتمر الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة تحت عنوان : " حلف الفضول _ فرصة للسلم العالمي" 

إحياء لقيم الإنسانية العظيمة وترسيخاً لقيم التعايش والتعارف والتضامن والمحبة التي تشكل أقوى ضمان لاستتباب السلم في العالم وغرساً لمظلة السلام التي يستظل بظلها الجميع في فترة ظل جنوح المجتمع البشري فيها إلى العنف والكراهية وتأجيج النزاعات العرقية والدينية وفي أحيان كثيرة يميل إلى النزاع والاحتراب وما يجره من خراب ودمار.

وهذا لعمري فضل من الأمر فأي أمر أكثر فضلا من فضل إصلاح ذات البين والتعاون مع أولي بقية من الناس (أولي عقل وتمييز) للتخفيف من شدة وطأة الحروب والبغضاء.. وإطفاء حريق شب ليلتهم الجميع.

وبالعودة إلى حلف الفضول التاريخي الذي أسس على مبدأين هما :

مبدأ يتعلق بالعدالة العامة

مبدأ يتعلق بالعدالة الإجتماعية

فإننا نجد أن للحديث الذي ورد فيه موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حلف الفضول شواهد عدة كحديث مسلم "لاحلف في الإسلام وأي ما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" لأن الإسلام لا يقف حاجزا بل يشكل حافزا للتعاون مهما اختلفت الأعراق والديانات.

"إن اختلاف الديانات واختلاف الأعراق واختلاف المذاهب والمشارب لا يمثل عقبة أمام حلف للقيم فالمعتبر هو مضمون الحلف وأهدافه وغايته" والكلام هنا للإمام عبد الله بن بيه

‏هنيئا لنا بإحياء قيم حلف الفضول التاريخي وهنيئا لنا بدار يعقد فيها حلف الفضول وهنيئا لنا بإمام أحيى قيم الانسانية وأسس بنيان فكره على التقوى، عدلٌ يحمل العلم وينفي عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" بعثه الله للْأُمَّة ليُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ، وهنيئا لكل من دخل في فضل من الأمر.

 

 

6. ديسمبر 2018 - 12:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا