يوم دام على طريق الأمل /بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/اليوم غرب بوتلميت ،سجلت ثلاثة حوادث دامية ،خلفت ستة قتلى و العديد من الجرحى .
رحم الله الضحايا و عجل الله بشفاء الجرحى ،لكن طريق الأمل أصبح فى وضعية كارثية ،يرثى لها .
فباستمرار تحصد هذه الطريق أرواح المسافرين ،دون توقف !.
فلماذا لا تتفاعل الوزارة بسرعة ،مع هذه الوضعية الخطيرة .
فإن كان السبب الطريق ،فليكن هو الأولوية لعلاجه بسرعة ،و إذا كانت هناك عوامل أخرى مميتة ،مثل السرعة و التهور أو غيرها ،فجديرة هي الأخرى بالبحث و التمحيص ،عسى أن يتم تجاوز هذه الوتيرة ، بسبب الحوادث على طريق الأمل.
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :"أخاف إن عثرت بغلة على شاطئ الفرات أن يسألنى الله عنها،لما لم تسوى لها الطريق يا عمر ".
لم يذكر انسان بل وصل إلى حق الدابة فى تسوية الطريق،أما حكومتنا ،فتتجاهل الأرواح و الممتلكات على السواء،و كذلك المعارضة لا تركز على مثل هذه الحالات المأساوية ،إلا فى الفترات الانتخابية الدعائية المغرضة ،فماذا الهوان الشامل الجامع، الذى وصلنا إليه .
أحرص فى هذا المقام على اقتناص فرصة الأجر،مبادرا لتعزية جميع الضحايا دون تمييز ،و قد أصبح هذا الأمر فى حجم التهاون و العجز و الفشل البين الفاضح !.
هذه الطريق متهالكة ،و قد أكلت عمرها الافتراضي ،و آن لها أن يعاد بناؤها ،إن كان ذلك محل نظر جاد ،عند المعنيين .
بلدنا خيراته كثيرة و فرصه هائلة ،فلا الحكومات المتعاقبة،أفلحت فى سد حاجة الناس و دفعهم للإنتاج والعمل ،للاكتفاء الذاتي،و لا هي علمت و لا هي داوت ،و لا هي شقت طرقا لائقة ،و إنما الترقيع و الدعاية،و المستفيد الأول، النخبة الحاكمة ،الانتهازية غالبا،على حساب السواد الأعظم،فإلى متى ؟!.
أعرف للأسف ،أن موت البؤساء و"الغلابة"على طريق الأمل أو غيره،قد لا يثير ساكنا فى أغلب الأحيان ،لكن محكمة الحق يوم الفصل ،كفيلة بأدانة المفرطين .
و لا تنسوا معشر الزملاء الصحفيين،أننا جزء من المشهد السيزيفي الاستهزائي ،فما لم نتحدث عن هذه المأساة المستفحلة المتصاعدة ،فلن تطرح على منصات البحث و التمحيص الاستعجالي .
لقد أضحت مشكلة الطرق و التلاعب فى منحها و تنفيذها مسألة بينة ،بدرجة الفضيحة المدوية ،وسط إهمال الجميع ،بما فى ذلك البرلمان و الصحافة المستقلة ،و هو ما سهل استمرار المهزلة و تواصل تساقط الأوراح يوميا،دون أن تثير كلمة امتعاض أو سطر استغراب !.
اليوم الاثنين ١٠ دجنمبر ٢٠١٨ ،حدث صباحا غرب بوتلميت حادثان دمويان،و فى المساء سقط قتيل آخر،وسط الذهول و الحسرة، كالمعتاد.
الجميع موقن ،بأن الأرواح بيد الله و الأعمار محدودة ،لكن الإهمال تفريط و الأسباب مأمور بأخذها و العمل على تفعيلها ،فى حدود المستطاع بإذن الله .
طريق الأمل أو المجزرة اليومية المفتوحة ،و العياذ بالله تعالى ،بحاجة لتحرك سريع حاسم .
لقد بلغ السيل الزبى.