لكل تجربة بشرية سلبيات و نواقص ،لكن قطاع الشرطة، رغم النواقص و أوجه الاعتراض ،نجح فى حالات عديدة ،فى التعامل السلمي مع المواطن ،و مهما تكن الأدوار، التى يلعبها القطاع الشرطي،باسم الأمن ،فى حفظ هيبة الأنظمة و حمايتها،إلا أن كل ذلك يجرى غالبا، دون مبالغة فى العنف ،على خلاف تجارب أخرى فى العالم العربي.
إلا أن هذا لا يمنع من التحذير من خطورة الاستعمال الزائد للقوة،فى محاولات فرض الأمن و الاستقرار فى بلدنا.
و مع ظهور "أمن الطرق"كمحاولة لضبط السير و ما يعانيه من مشاكل و اضطرابات و فوضى ،إلا أن هذه التجربة أظهرت خبرة الشرطة بالمقابل،فى التعامل مع عقلية المواطن ،متجاوزة من خلال خبرتها هذه، ما وقع فيه غيرها من عنف و مطبات .
و فى فترة وجيزة، رغم ما يظهر أفراد أمن الطرق من"تصوف" زائف،إلا أن بعض قادتهم السابقين،أثروا و استنزفوا جيوب الناس،عبر محاشر بلدية مشبوهة بامتياز،قبل أن يتبنى القائد الحالي لأمن الطرق خطة جديدة، حاربت بحزم ظاهرة المحاشر البلدية و قللت إلى حد كبير من توقيف السيارات المخالفة،إلا فى حالات لازمة .
أما الشرطة فلم يتورطوا كثيرا، فى هذا النفق المعقد الفاضح ،فلهم خبرة كبيرة و لطافة مقصودة ،فى التعامل مع المواطنين .
يتوقع أن تحتفل شرطتنا بعيدها الوطني ،يوم الثلثاء المقبل،١٨ دجنبر ،بصورة دورية،وسط تحديات أمنية و مشاكل مزمنة ،بحكم العولمة و توسع و تعقد المدن،ضمن مشهد يستحق التعاون الرسمي و الشعبي،عسى أن ننجح فى ضبط الأمن و تعزيز الاستقرار و السكينة الاجتماعية،فى كافة ربوع موريتانيا.
إننا نطالب من هذا المنبر،زيادة رواتب شرطتنا و تعميق تكوينهم و تعزيز آلياتهم و وسائلهم ،ليتمكنوا من تحقيق مهامهم و أهدافهم الأمنية النبيلة ،بإذن الله .
فهذا القطاع ،رغم النواقص و الأخطاء و العثرات،قريب من الناس و عارف بالطرق الأفضل للتعامل مع الموريتانيين، و يستحق المزيد من الاهتمام المعقلن المننهج الجاد .
و أسجل هنا عن وعي، أن شرطتنا ،منذ ظهور التعددية و حرية الصحافة ،كانت من أكثر القطاعات الرسمية و الأمنية، تعاونا مع الصحافة عموما،و أصدقائهم منها ،بوجه خاص .
أسعى لجرأة الاعتراف ،بايجابيات شرطتنا الوطنية ،عسى أن ندفعها، لمراجعة تجربتها من أجل الأفضل،و عبر تعاون الجميع .
فالوصول يوما ما، لتجربة شرطية ناجحة،يعنى الكثير ،فى مجال مكافحة الجريمة و إشاعة الاستقرار و ضبط الحدود و التعامل السلس مع القوانين ،المعمول بها .
و لا أنسى أن أحيي شرطتنا الوطنية ،بمناسبة عيدها الوطني المرتقب ،و كل عام و أمننا الوطني ،نحو المزيد من الرسوخ و الاستقرار، بإذن الله .