ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ " ﺍﻷﻟﻢ " ( ﺍﻟﺒﺮﺩ ) ﻭ ﺍﻵﻻﻡ ( ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﺘﻦ ) ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ - ﻭ ﺃﺧﺎﻓﻨﻲ - ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻼﺳﻦ " ﺑﺎﻟﻔﺌوية " ﺃﻭ " ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ " ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺀ ؛ ﻭ ﺻﻌﻮﺑﺘﻪ ﻭ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺇﻧﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ( ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ ﻛﻠﻴﺎ ) ﻭﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺷﻖ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ؟
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷﺩﻟﻲ ﺑﺪﻟﻮﻱ ﻟﻮﻻ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ﻣﻦ ﻛﻼ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ :
ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ، ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ .
ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻭ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻏﻴﺮﻱ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﺇﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ،ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﻔﺎ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ،ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺭﻋﻴﺘﻪ ؛ ﻓﻤﺎﺩﻣﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ ،ﻭ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ، ﻭﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻴﺘﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﻟﻨﺰﻭﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻭ ﻣﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻙ " ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻤﻴﻞ ﻣﻴﻼ ﻗﻴﺪ ﺃﻧﻤﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ،ﻧﺎﺭ ﻭ ﻏﻀﺐ ﺗﺤﺮﻕ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ ﺃﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻬﻲ ﺍﻹﻧﺤﻄﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﻭ ﺍﻹﻧﺤﺪﺍﺭ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﻘﺮﺍﺀ ،ﻭ ﻣﺘﻮﺳﻄﻮﻥ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ - ﺣﺎﻟﻨﺎ - ﺑﻞ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ .
ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺘﻌﺼﺐ ﻟﻔﻜﺮﺗﻪ ،ﻭ ﻃﺮﺣﻪ ، ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺘﻌﺼﺐ ﻟﺠﻨﺴﻪ ، ﺃﻭ ﻟﻌﺮﻗﻪ ﻧﻘﻮﻝ :
ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻣﻄﻠﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ ﺿﺮﺭ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻘﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﺎﻻﺕ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﺢ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﻦ ،ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺎﺭ ! ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻗﺎﺋﻤﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭ ﻣﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ...
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻹﻋﻮﺟﺎﺟﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺍﻷﺿﻼﻉ ... ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ : ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻻﻳﺘﻘﺎﺳﻤﺎﻥ ، ﻭﺷﻲﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺷﻲﺀ، صحيح أن التنمية والعدالة و الرقي الإجتماعي مطالب بني الإنسان، أيا كان،لونه، أو نسبه، سيد ، أو عبد، حاكم؛ أو محكوم ، وإذا لم تتحقق هذه المطالب الأساسية بسبب الميول والأهواء لدى بعض الأنظمة أو المجموعات المتنفذة فلا يبرر ذلك اللجوء الى العنف حتى وإن حكم القائد بالحديد والنار،فطبيعة الحياة تفرض العدالة والتعقل في المباح والممنوع ومع حراك الزمن يدرك كل فرد وكل مكون ارتباطه بالأرض والمحيط الإجتماعيين وتتراجع عنده شيئا فشيئا فلسفة " الأنا " الضيقة، فالذين يتطلعون ل " غد " أكثر إشراقا عليهم أن ينبذوا التكبر على ضحايا الأمس، والذين يريدون أن يلتحقوا بالقافلة عليهم أن يضعوا مبدأ "الإنتقام " جانبا فالخطأ كل الخطأ تحميل أبناء اليوم مما يطلق عليهم أسياد "البيظان " مسؤولية الأجداد في غابر العهود والأزمان وبالتالي فإن الحكمة تقتضي تجنب الفتنة و التعصب العرقي أو السياسي أو الفئواتي ، فيكفي من الدمار،دمار الفساد،والسياسات الرعناء في الغالبية العظمى من دول العالم الثالث ، وإذا ما نظرنا إلى المحيط الإقليمي، المتاخم لحدودنا،والممتد الى أبعد من ذلك في المغرب العربي و في القرن الإفريقي وفي دول الساحل و في الشرق الأوسط الى أبعد من ذلك فإنه يتوجب علينا جميعا ك " موريتانيين " ومن كل الأطياف سياسيون و نشطاء اجتماعيون، و كتاب و صحافة وقادة رأي عام أن نعمل على تحصين الوطن "الهش "أو " القوي " من زلات الإرهاب و حرب الحقوق التي أهلكت الحرث والنسل في العديد من البلدان ، ولتجنب البلاد قطار العنف فإن تجنب أخطاء السلف هو الضامن الأول من تلك الكوارث التي أشعلت شرارة الربيع العربي و أنجبت حركات وتنظيمات جهادية و إيديولوجية متنوعة - إن نحن اتفقنا- على أن الفسيفساء الإجتماعية لنا تعتبر مادة جاذبة للعنف والخراب.
ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ .. ﻧﺎﺭ ! ﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ .. ﻧﺎﺭ ! ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺤﻴﺔ .. ﻧﺎﺭ ﻭ التعصب نار ..والغبن ..نار ..!