رائع أن يعترف رئيس مصلحة بعجزه الكلي عن أداء واجبه الوظيفي و أكثر منه روعة حين يكون مصدر هذا الإعجاز هو خوفه و قلقه من حيف أو غبن قد يقع على أبناء هذا الوطن و ذلك بسبب خشيته من تفشي ظاهرة الغش التي لا يسلم منها اليوم امتحان او مسابقة إلّا ما ندر.
لكنّ أيضا من المصيبة الكبرى أن تعترف مصلحة كبرى كالإدارة الجهوية للصحة بهذا الاعتراف و من وراءها السلطات الإدارية ؛ و تتناسى أنّها هي الشخصية الاعتبارية للدولة ؛ و عجزها يعني شلل الدولة عن أداء واجبها الطبيعي.
إنّ قرار لجنة المسابقات ترحيل المشاركين في مسابقة الممرضين من مدينة كيفه إلى العاصمة بدعوى إجراءات فنية لمثير للدهشة و الاستغراب.
ألا يوجد في مدينة كيفه وحدها أكثر من عشرين مؤسسة يمكن أن تأوي أكثر من ثمانية آلاف مترشح؟
ألا يوجد في مدينة كيفه وحدها أكثر من ألف موظف قادرين على رقابة أيّ مسابقة مهما كانت ؟
ألا يوجد في مدينة كيفه قوي أمين يستطيع أن يتحمل الأمانة بصدق و نزاهة ؛ و يتولّى الأشراف عليها ؟
هل من المقنع أنّ مدينة تشرف سنويا على امتحانات ختم الدروس الابتدائية و الإعدادية و الثانوية تعجز فجأة عن إجراء مسابقة لا يتجاوز عدد مترشحيها ثلاث آلاف و خمس مائة ؟!.
ألا يعتبر نقل مسابقة الممرضين فيه تعسف بالمواطن المسكين و هدر لطاقته المالية و إجحاف به ؟
إذا حسبنا ثمن تذاكر عدد المشاركين في مسابقة الممرضين فهذا يعني أنّ هناك سبعين مليون أوقية قديمة سوف تضيع من جيوب فقراء ولاية لعصابه بسبب انتقالهم إلى العاصمة .
لكنّ البعض لا يستغرب قرار لجنة المسابقات التي أجهزت على حقّ قانوني اكتسبته مدينة كيفه من خلال قرار ماض صادر من مجلس الوزراء؛ و نسفته بين عشية و ضحاها .
أقول البعض لا يستغرب هذا بقدر ما يستغرب صمت نواب ولايتها ؛ و رئيس مجلسها الجهوي ؛ و عمدها؛ الكلّ كان و مازال يعاند صمت لقبورها ؛ و يتخلّى عن الدفاع عن حقوق أحياءها.