كان الإعلان عن افلاس شركة سونمكس و التصريح الرسمي بالأوضاع الصعبة ،التى تعانى منها اسنيم ،مع خبر التلاعب بميناء الصداقة،من أسوأ ما سمع الموريتانيون ،عن اقتصادهم هذا العام ،مع تعثر مستمر فى قطاع الصيد و متاعب التسويق و الآثار البيئية و الصحية الخطيرة ،لشركات "الموكا" بنواذيبو،مع عجز الدولة عن حلحلة هذه المشكلة بالذات،آثار شركات دقيق السمك(الموكا)!.
أما على الصعيد السياسي و الإعلامي ،فقد أعلن رأس النظام، حربا إعلامية ضمنية ،على تواصل،كادت أت تؤدى بأحد أهم أحزاب المعارضة و أكثرها تمثيلا ،تحت قبة البرلمان ،و صاحب ذلك إغلاق مركز تكوين العلماء و جامعة عبد الله بن ياسين،و استمرت أزمة الإعلام الورقي و صرح الرئيس شخصيا أنه هو من أمر بقطع الإشتراكات عن الصحافة المستقلة،و هو ما فاقم من أزمة الإعلام، مع استمرار إضراب عمال المطبعة،منذ 3 أكتوبر ٢٠١٨.
و مع أن السنة أوشكت على النهاية، إلا أن دور الرئيس الحالي ،فى انتخابات يونيو ٢٠١٩ الرئاسية،لم يتضح بعد،مما يهدد الدستور بالتبديل و التغيير مرة أخرى،و يهدد الوطن و استقراره السياسي،بالمزيد من التحديات و نقاط الاستفهام الحرجة بحق !.
على الصعيد الأمني ،مازالت عمليات السرقة ،تسجل بقدر مثير، و ما زال المراهقون و بعض الشباب الفاسد، يتشاجرون و يغتصبون ،فتحصل عمليات قتل باستمرار،و رغم مايبذل من جهد ناقص ،فى هذا المجال المهم ،إلا أن عوامل التسرب المدرسي و المؤثرات العقلية و سوء التربية و الإعلام المفتوح،لها تأثيرها المعتبر ،فى هذا الصددالحساس .
هشاشة الطرق والتلاعب و الزبونية فى منحها،أدى إلى الاستمرار فى ضحايا السير ،و تفاقم العدد ،على طريق الأمل و نواذيبو ،بوجه أخص،و لم تسلم طريق روصو كذلك ،من حين لآخر.
و تحت تأثير اختفاء مشاريع الدولة و بعض مؤسساتها، إزدادت البطالة و تناقص وجود الطبقة المتوسطة ،التى أوشكت على الظهور و التعزز ،أيام الرئيس السابق معاوية ،و أصحبت الواقع اليوم تقريبا،أغلبية منهكة و أقلية مترفة،و المال دولة و دورة منسابة فقط،بين الأغنياء من الناس،على خلاف المأمور به شرعا.
و رغم أجواء الحرية المتاحة،إلا أنها محفوفة بالمخاطر ،فممارسة الحرية، يقابلها الحرمان و التضييق،و التنازل عنها أحيانا،مقابله الشراكة و محاولة التفاهم.
و ما هو متاح من استقرار مهم ،رغم النواقص،يهدده الفقر و التمييز ،فى الاستفادة من الثروة العمومية .
و رغم أهمية لامركزية الاحتفال، بذكرى الاستقلال،إلا أن عسكرة الطابع العام لتلك الاحتفالات ،يؤثر سلبا على الطابع المدني الجمهوري، المفترض فى دولتنا،و إن كانت المؤسسة العسكرية مهمة ،إلا أن لكل شيئ حده ،و إذا زاد عليه انقلب إلى ضده .
الثروة الحيوانية بسبب الجفاف فى السنوات الماضية تأثرت كثيرا ،و الزراعة بسبب سوء التسيير ،تناقص مردودها و إقبال المزارعين عليها ،بينما استفاد مما خصص لها من مليارات ،بعض "بارونات" النظام و أصحاب الحظوة بحمايته و تقريبه .
أما على الصعيد الحزبي ،فقد شغلت الناس حملة الانتساب للحزب الحاكم،و تشكيل هياكله ،مدة أكثر من شهرين ، و ادعوا فى المحصلة ،أكثر من مليون منتسب ،لم تظهر طبعا يوم الاقتراع ،لصالح الحزب المذكور !. و فى المقابل ستختفى عدة أحزاب ،لعدم حصولها على واحد فى المائة من إجمالي المسجلين الناخبين .
أما على الصعيد الصحي ،فقد تفشت حمى غامضة قاتلة أحيانا ،تظهرإثر الخريف منذ عدة سنوات ،دون حل جذري ،للأسف . كما تفشت الأوساخ فى أغلب مقاطعات العاصمة . مسقطة كل الدعاوى و الشعارات البراقة،و إلى اليوم .
هذه بعض الملاحظات، أما المنجزات، بلغة النظام ،فأتركها للمعنيين بها ،ترويجا و اختصاصا ،حتى لا أغمطهم حقهم .