رفع علم الإمارات العربية المتحدة على مباني سفارتها في دمشق، خطوة عربية وعروبية تستحق منا التقدير والإكبار ومن كل عربي صادق في عروبته وانتمائه.
وأفعال دولة الإمارات في الشأن العربي أفعال دالة عميقة في معانيها ومغازيها، عودتنا عليها عبر فترة زمنية طويلة، أرسى قواعدها وخطط لها أب دولة الإمارات العربية المتحدة ورائد الخير وبعد النظر المرحوم الشيح زايد آل نهيان، ذلك الرجل الذي لم نعطه كعرب ربما ما يستحقه من التقدير، بالرغم من خلود و شموخ سياسته العربية والدولية الحكيمة الرصينة ونظرا لكرمه وسخائه محليا وعربيا.
أما سوريا فهي الضحية العربية المستهدفة لأكثر من موجب وأكثر من سبب فهي قلعة عربية صامدة أمام الطغيان والعدوان لأنها صاحبة موقف وصاحبة مبدإ. واستطاعت على مر الأيام أن تتمسك بعروبتها وتاريخها وحضارتها ومواقفها المشرفة.
فمن يعرف دمشق وحلب ومدن الساحل والوسط والجنوب يعرف أن سورية بلد للعرب وكل العرب بامتياز بلا من ولا أذى. لذا فإن محاولات تدميرها أرضا، ثقافة وشعبا، باءت بالإخفاق كلها...
فأرض جول جمال وأبي فراس الحمداني وغيرهما من الفرسان الشجعان، هي أرض عصية على المعتدين والطامعين على مر التاريخ كيف ما كان لباس السوء الذي يرتدونه.
وإننا لنتمنى على الدول العربية الأخرى أن تحذو حذو دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن جامعة الدول العربية وأمانتها العامة، لا ينبغي لها أن تتأخر عن الركب بل وتلتمس الصفح من سوريا لوجود مقعدها شاغرا كل هذه الفترة عبر الجلبة والعتمة واللغط التي أحاطت بالوضع السوري، إما لسبق إصرار وترصد أو لسوء تقدير أو لسبب حجم الضغط الذي مورس هنا وهناك بوسائل شتى.
إسماعيل إياهي
سفير سابق في سوريا ولبنان