كلمة الإصلاح هذه المرة كان قلمها يعيش على اعصابه لبعده عن أدوات الكتابة و النشر _بعد أن سمع الجميع الإعلان عن الكارثة العامة التي سمتها هذه الحكومة التي نصبت نفسها على هذا الشعب و أصبحت عاجزة عن تسييره عن ما وجدته عليه من الأخوة والانسجام والخضوع لأوامر الاسلام في كل فرد من أفراده.
فأعلنت مع الأسف انها سوف تقوم بمسيرة ضد ما تسميه هي بنشر الكراهية و العنصرية بين البيظان و لحراطين.
والله إنها الكارثة التي اظهرت شدة الضعف عن المسؤولية و الارتباك عن تسوية أبسط حادثة تطرأ على بعض المجتمع ومازال شخوص أفراد القائمين بها و المجددين لها مازالوا أمام الجميع لا يساندهم من هذا الجسم الواحد البيظان الطارئ في اللغة و العادات و التقاليد و التضامن فيما بينهم إلى آخره.
أيها الموريتانيون عليكم أن تفهموا جيدا أن البيظان و لحراطين و لمعلمين هذه ليست شرائح ولا تسمى شرائحا.
فهمل سمعتم في العالم شعبا دينه واحد ولغته واحدة يقسم إلى شرائح نتيجة اللون فقط ؟؟؟
فهذا الشعب عنده تسمية واحدة سماها الله بها وهي جعله شعوبا وقبائل التي ذكرها الله لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إلى أخر الاية.
فهل هذه المسيرة ستقتلع الافراد بيضا و سودا و معلمين من قبائلها وتقول لهم أنتم بيظان لقبيلة و حراطينها عليكم ان تتفرقوا و تتركوا كل ما كان بينكم من التعاون الاجتماعي و التضامن القبلي والاتحاد عند إخراج النوائب وإعطاء الدية إلى آخره ، فقضية هذا التمييز البغيض عند ما كنا قريبا من أول ادارة لموريتانيا بعد استقلالها وكان جميع أفراد الشعب الواحد مهذبين كبار العقول و كبار الهمم خرجت آنذاك مسميات ولكن مسميات لها معناها ووراءها رجال يحملون الكرامة و يحملون الطبيعة الخاصة لهذا الشعب الشنقيطي المسلم المسالم كله فسموا أنفسهم بأخوك الحر،فعلينا الان أن ننظر بين هذه المسميات
أولا أخوك جاء لفظ الاخوة الذي استعمله الإسلام بين الشعوب ومعه الحرية و ليست معه حرطاني ،، وهذا الاسم يطالب بما هو واقع للعيان وهو ازالة الرق الواضح ، وهذا المسمي ينبه فقط ان هذا الاسترقاق يرفضه الاسلام بهذا الشكل أي لعدم ارتباطه بالرق الذي أباحه الاسلام في يوم ما و أتبعه بكثير من الوصف و الشخصنة و الحدودية و انتهى في القرون الاولى للإسلام و بقي رق متمسك به لا أصل له في الإسلام ، ولذا فإن أولئك الرجال عندما أصدر الرئيس محمد خونة بن هيدالة مرسومة بإلغاء الرق كان هذا هو غرض رجال اخوك الحر الذين ساندهم الكثير من زملائهم في الوعي والثقافة من اللون الأخر.
ويلاحظ أن مرسوم هيدالة بناه على فتوى من علماء موريتانيا معروف لونهم و معروف معرفتهم للشريعة.
وبما أن أولئك الرجال الذين كانوا وراء منظمة اخوك الحر انسجموا مع شعبهم وسط قبائلهم منعوتين بالأصابع وموقوف عند انسجامهم مع قبائلهم ومن هنا أسمى ما نتذكر من نشطائهم التابعين لثقافتهم مثل : مسعود بن بلخير واسغير بن مبارك و محمد بن الحيمر تغمده الله برحمته.
ولكن مع الاسف في زمن الرئيس معاوية ووقعت كارثة الاحداث المأسوف عليها و انحلت عرى الدولة في كل الاتجاهات وخرج نوعان من طالبي الثأر و لكن بطريقة احترافية جسموها في مظالم وقعت من جميع البيظان علي جميع لحراظين، فجاء السيد برام الذي لا شك أنه لو قسمت نتيجة الثأر بحسب الاجداد لوصل إليه شيء من هذا الميراث ، وكذلك كان من قدر الله أن بعضا من الكتاب ــ محسوبين علي الإسلام ولو بسنتيمات ــإذا قسمت النتيجة سيصله نصيبه ولو بطريق ما وله من يضرب علي وتيرته، وكل من هذين الطالبين للثأر أنصاره محدودين جدا.
ومن غريب ما قاما به هو تكوينهم لظالم و مظلوم من جميع البيظان وجميع لحراطين و الجميع يعرف أن المولى جل جلاله لا يجمع بين شخصين في مظلمة إلا إذا اشتركا في تنفيذها فيعذب كل واحد منهما بمفرده.
ومن المعلوم كذلك أن جميع البيظان لا يمكن أن يقوموا جميعهم بظلم لحراطين كلهم ، لأن البيظان لا يضمهم سلك واحد ، فكل قبيلة تضيف نفسها إلى غير أصل للأخرى و كذلك لحراطين إذا كان ظلمهم من ناحية الاسترقاق فإن الرق لم يشمل ما يصل ٥٪ من ما أطلق عليه فيما بعد اصحاب المظالم الجديدة لحراطين ، فمثلا سكان ما بين كركل و انجاكو و ما في هذه المساحة من ما سماهم أصحاب الدعوى ،،الحراطين ،، من أين جاءهم الرق وهل يستطيع أهل دعوى الظلم أن يأتوا اليهم الان و يقولون لهم أنتم مظلومون و يكيفوا لهم ظلهم بالإسترقاق فمن ظلمهم وهو غير ارقاء أًصلا ، وكذلك جميع ساكنة الخط الحدودي بيننا ومالي من السكان هناك والذي يطلق عليهم هناك الخذريين وليس لحراطين ولم يسبق عليهم الاسترقاق فأين الظالم لهم وما هو الظلم الخاص الواقع عليهم.
فجميع هذه الساكنات المذكورة أعلاه سيفاجئون بهذه المسيرة الفضيحة الكاشفة عن شدة الضعف في تسيير الشعوب ومن ما يزيد هذه المسيرة الفاضحة استغرابا و استنكارا أن الرئيس الدولة هو الذي سيقودها ليوضح أن البيظان شريحة و أن لحراطين شريحة ولمعلمين شريحة ،إن هذه لهي الكارثة البغيضة و البعيدة عن الواقع . و إن احسن اسم يطلق عليها هو مسيرة تبرير مواقف ايرا و قليل من تواصل لأن أصحاب خطاب الكراهية هو عدد قليل معروف داخل نواكشوط وعند الرئيس في القوة الناعمة التي تستطيع أن تقضي عليه في أقل من شهر ولا يفضح الرئيس نفسه أمام سكان موريتانيا في جميع الولايات الذين لا يعرفون خطاب الكراهية ولا خطاب العنصرية بين الشعب الواحد
إن صاحب التفكير في هذه المسيرة يود من ورائها أن تشيع هذه الفاحشة في جميع أفراد هذا الشعب و في جميع ولاياته.
فهذه المسيرة أقرب منها إلى الواقعية أن يعين الرئيس لجنة تستقبل مظالم دعوى الكراهيه و العنصرية ،، والفقه يقول من ادعى فليدع بمحدد معلوم ،وعندما تحدد الدعوى فلا شك أن كثيرا من البيظان سيخرجون لا دعوى ضدهم بمعنى أن كل مظلمة يمكن أن يعاقب الاسلام عليها صاحبها فلتحدد هي ويحدد كيفها و كمها ومن عليه أن يتحملها ومن المستفيد منها .
وعلى هذه اللجنة أن تستعين بأولئك الذين يقفون وراء أصحاب هذه المظالم ليستخرجوا لهم أصولها من نصوص الاسلام ولكن من غير لي او اعراض بل بوضوح كما قال تعالى {{يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين}} إلى قوله تعالى {{وإن تلووا او تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}}.
و باختصار السيد الرئيس لو كان الشعب يمكن لكل من أراد منه أن يخاطبكم على المصلحة العامة فإن ٩٠٪ من الموريتانيين سيقول لكم ان هذه المسيرة تسير على الخطأ السيئ الفاضح فأنتم عندكم كما ذكرت سابقا من القوة الناعمة التي يمكنها التوجيه لأقلية قليلة بالانسجام في المجتمع ، فخطاب الكراهية و العنصرية جريمة و اللصوصية جريمة و الذي يشترك فيها كل ليلة جميع ألوان هذا الشعب فهل كل جريمة طرأت سوف لا تعالج إلا بالمسيرات التي يظهر فيها لأول مرة أن الناطقين بالحسانية أصبحوا بين عشية وضحاها ومن غير علم غالبيتهم شريحتين أو عدة شرائح ،اللهم إن هذا هو الهزال القاتل لنوع حكم الشعوب ، ولا شك أن كثيرا من القبائل بأبيضها وأسودها تقدم أمامكم حق الفيتو في هذه المسيرة الذاهبة عن وقتها وموضوعها إلى المجهول.
{{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب}}.