لا أقبل إطلاقا بأي حال من الأحوال مبرر المعارضة في بيانها الرافض للمشاركة في نداء وطني مصيري تمليه المصلحة العليا ، وتضرب عرض الحائط بمبررات واهية منسوجة كنسج بناء العنكبوت بأباطيل ، وذالك برفضها المشاركة في مسيرة لرفض خطاب الكراهية والعنصرية بين فئات شعبنا وكأنها شيئ آخر، لماذا هذا التقاضي عن المشاركة في نداء وطني تمليه متطلبات المصلحة العليا، فلم لا تشارك المعارضة في هذه المسيرة الوطنية ؟ أليست معنية بها بالدرجة الأولى ككل التشكيلات السياسية الوطنية ؟ أم المعارضة تتشكل قواها السياسية من عنصر فئوي واحد ولا تريد التماسك العضوي بين فئات شعبنا ؟ إنها مأساة حقيقية ، يقول المثل الشعبي ( وذن اشواط ما تسمع لعياط ) أم هو عذر الزامل ، كما هو معروف شعبيا.
إنني أثمن عاليا الروح الوطنية التي تحلا بها رائد الإصلاح الوطني مسعود ولد بلخير كما أسميه الشخصية السياسية المخضرمة، التي لم تذهب بها طموحات حب السلطة إلى التضحية بتماسك الشعب وضرب المصلحة العليا للوطن فقد كان ينظر ويفكر في كل المواقف ابتغاء جلب المصلحة للوطن أولا قبل كل شيئ ،خاصة أيام قوة حزبه . فلم يجعل من قوته السياسية طبخة يضرب بها عرض الوحدة الوطنية وذالك ما سجله برفعة ووطنية سامية ضد زملائه السابقين في المعارضة الرادكالية أيام قوة انتشار عدوى الربيع العربي ،حيث أعلن موقفه المشرف من حراك الربيع العربي وفضل بدله تماسك شعبنا ، هاهو اليوم وبشجاعة وحكمة بليغة يعلن مشاركته في هذه المسيرة الوطنية، ليضيف بذالك صفحة ثانية في سجله التاريخي الوطني ،فلما ذا لا يحذو حذوه حزب تواصل ذي المرجعية الإسلامية ،بل يكون سباقا إلى إعلان المشاركة خاصة أن المشاركة فيها تدعو إلى الوحدة والتضامن بين المسلمين التي يدعو إليها الإسلام ويتبناها بين المسلمين ، إنني من هنا أرجو من المعارضة الرادكالية أن تراجع في بيانها ، وتتبنى خيار مصلحة الوطن كهدف أسما وأهم ينبغي أن نعض عليه بالنواجذ. فعدم مشاركة القوى السياسية المعارضة في هذه المسيرة سيكون على حسابها، فلن يضر في نجاح المسيرة ولن يعرقلها ،على الإطلاق لذالك من الأجدر بها المشاركة في تبني نبذي خطاب الكراهية الذي يمقته كل الشعب الموريتاني ، فتحكيم العقول أولى من تحكيم الأهوى ، والعودة إلى الرشد أجدر من الإنزلاق في لجح مستقبل مجهول