أربعاء الشناقطة
إن كان للموريتانيين “مجد أثيل”، يجب أن لا يفرط فيه واحد من فلذات أكبادهم ، فهو مجد( بلاد شنقيط ).
بلاد صناعة “ألق” الأخوة دون رشوة، وصناعة “عبق” المحبة دون كراهية؛ عبر عشرة قرون .
عشرة قرون من مداد العلماء ودماء الشهداء، صنعت “قوة ناعمة”و”تالدة”.
خلدت ذكر أجيال من الشناقطة، ملكت عربا وأعاجم “القلوب ” ، وتبوأت في مصاف الأمم والشعوب “صفاء العقول”.
يومئذ كنا أئمة( الحرمين الشريفين ، والأزهر، ومسجد محمد الفاتح، والأردن، والسودان وجبال الهملايا بالهند)؛ وتصدرنا (مجالس العلم) من بلاد القوقاز إلى تمبكتو في بلاد السودان؛وأصبحنا مشائخ (حلقات التصوف والذكر ) ننشر محبة الله الخالصة،ونبث في مشارق الأرض ومغاربها “شعب إيمان ” الأخوة الإيمانية الصادقة.
كنا كذلك؛ حتى جاءنا من يروج كراهية “الكتيب الأحمر”، و يسف “المل ” لمن لا يبايع ملوك “الكتيب الأخضر”، و يحرق كتب “مدونة مالك ” و”مختصر خليل” ويصرخ بذلك في “الملأ” ؟
أصبح اللون لا الدين “معيارا ” و”سلما” ؛وأصبح الاستهزاء لا الاخاء “ارهابا” و “أفيونا”؟
كنا كذلك حتى أصبحنا نعد الكفاءة والتميز سببا لرمي يوسف في” القليب”؛ والعفة
عن البذاءة سببا في رميه من “السفينة:،وأصبح يتقدم الصفوف كل كذاب “أشر”،او كل “حطيئة” لسن.
تمندل الأوروبيون بنا فلم يذكر كتابهم من أمجاد بلدنا إلا سكة “الحديد المنهوب أصولا”، ولم يتذوقوا من حلاوة حضارة الإسلام وبحار علومنا، إلا طعم “السمك” المأكول أكلا “لما” ، وحتى النمساويون الحكماء الأصلاء،لايتذكرون من هذا “المنكب البرزخي القصي” و من فسيفساء بلدنا في متاحفهم إلا “ذهبنا المغدور”،بلا “تسعيرة” وبلا “ميزان”.
جهود (فوقية) بذلت في مراحل عديدة ، في مجال صياغة الدستور، والتشريعات، وعلى صعيد الحريات والتعليم، والتمثيل والمحاصصة في الانتخابات وفى مراكز القرار.
لكن خطابات الكراهية نمت بسرعة ، وبسعرات حرارية مرتفعة، أخذت تتحول من ثقافة “المانيغيست”الذى يعده “ناعق” بالكتيب الأحمر؛أو “معمم” بالكتيب الأسود، في الغرف المظلمة، والصالونات المعتمة، إلى انتشار واسع عبر فضاءات التواصل الاجتماعي المنتشرة.
نار الهشيم هذا،آن أن تحاصر وتطفأ ،وهذاليس عمل حزب واحد، وليس عمل حكومة واحدة، وليس عمل طيف سياسي واحد.
بل هو عمل وتفكير الكل…بلا استثناء، وبدون إقصاء..
من أجل وقف خطاب الكراهية وشره المستطير، قرر الموريتانيون مهما كانت تناقضاتهم،النزول إلى الميدان؛ وأن يتحركوا بكل الألوان يوم الأربعاء 9بنا ئر2019
إن هذا التحرك الذى قرر فخامة الرئيس أن يقوده بنفسه ، هو بداية مسار يؤرخ لحدث مهم، حدث يخرج بلد الشناقطة
من “مكر اخوة يوسف” ويؤكد أن رؤيا العزيز لموريتانيا الجديدة، ليست كما يدعى غلاة و رماة وأزرار”أضغاث أحلام”.
غدا ينبلح الصباح. صباح خير بلا كراهية.. ولا مكر.. ولا كيد. ولا وشاية.. ولا ارجاف .
من الغلاة من أظهر خطاب الكراهية بقتل جنودنا في لمغيطي وتفجير الرياض بانواكشوط.
من الرماة من تألى على الله بأن الرئيس لن يعود عند مرضه وأقسم على الرحيل”و فورا”!.، وتتذكرون ألوانا من خطابات الكراهية في ذلك الموسم.
ومن ألوان الكراهية ما” فعل إخوة يوسف من الأغلبية ” باخوتهم(مئات النجباء) ، من بيع ب”ثمن بخس “في سوق الوشاية ، ومن” بذاءة نخاسة التحريض” بكل ألوان الكراهية لكل الكفاءات الناجحة؛ والمبادرات المنافسة.
الأربعاء يوم هزيمة فلول الكراهية ، و فلول الوشاية.
هو يوم الزينة…. ويوم كشف المستور
أنخ القصواء …يابن رواحة ..وليؤذن بلال.
الله أكبر. الله أكبر.
قال تعالى في سورة أحسن القصص :
((وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون،وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) صدق الله العظيم.