مسيرة الحرية أو قصة العبودية في موريتانيا (6) / محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم

امتهان خاص لكرامة الإماء 

الإماء جمع أمة والأمة المرأة المملوكة 

لقد امتهنت كرامة الإماء من خلال تجارة النخاسة امتهانا خاصا عبر عن أقبح وجوه الاسترقاق فبالإضافة إلى ماعانين من ظلم بوصفهن نساء في مجتمع ذكوري الثقافة 

عانين مما هو أخطر من معاناة ذكر ان الرقيق حيث جعلت أجسادهن نهبا مشاعا لكل من استطاع ملكهن  بسلطان القهر 

كما امتهن وانتهكت حرمات أعراضهن تحت يافطة ملك اليمين الذي يجب أن يفرد ببحث خاص لما ارتبط به من ممارسات جنسية مخالفة للشريعة الإسلامية حيث حرف عن مساره الشرعي وحول من ممارسة شرعية تحكمها شروط وتندرج تحت سياق معين إلى عادة وممارسة انتهازية  

لقد عبر الاتجار بالنساء منذ عصره الذهبي (العصر العباسي ) عن أخطر أنواع القهر والإذلال فكم من فتاة فرقت قوانين تجارة النخاسة بينها وبين أسرتها 

وبينها وبين الرجل الذي اختارته للزواج لتعيش ذليلة  مضطهدة تحت سلطة أسرة غريبة عليها 

أو تحت سلطة رجل يسخر جسمها لنزواته لأنه اشتراها من سوق النخاسة

ويمكن أن نسقط على هذا النوع من الظلم قول الشاعر الموريتاني 

أحمد فال بن أحمد و الخديم :

يستبشرون إذا رأوك مسوقة 

للبيع مثل بضاعة مزجاة 

وإذا أرادوا الوصل منك فإنما 

يستكملون بقية الوجبات 

أما ما تزخر به كتب التاريخ والأدب عن جوار حزن قصب السبق في الجمال والغناء والأدب 

خلال العصرين الأموي والعباسي 

وصارت لهن صالونات خاصة بهن 

فيعني  أن تلك الفتيات يوفرن للأغنياء  والسادة فضاء من الترف والمجون كما يعبر عن شكل آخر من أشكال الاسترقاق والظلم الاجتماعي ويحيل إلى ما وصل إليه المجتمع  من ترف وفساد في الأخلاق 

الغلمان والجواري:

منذ نهاية العصر الإموي وعلى امتداد العصر العباسي أصبحت 

كلمة غلام تطلق على نوع معين 

من الشباب المنحدرين من عبيد 

قد يكون الغلام من هذه الطبقة 

مازال مسترقا وقد يكون من شريحة  أخرى من الأرقاء  يعبر 

عنها بالموالي و قد كانت وظائف الغلمان في هذه الفترة رعاية القصور ونظافتها و خدمة السادة وتحضير الحفلات وقد يستخدمون  في شؤون الأمن وبعض المهام العسكرية مثل الحراسة ومرافقة الأمراء والملوك إضافة إلى بعض المهام غير الشريفة التي قد يسندها لهم السادة   مثل القوادة وتنفيذ الاغتيالات والمشاركة في بعض

 دسائس الحكم أما الإماء اللاتي أصبحن من شريحة الجواري في مجتمع النخاسة خلال هذا العصر  فكانت وظائفهن خدمة زوجات السادة من وجهاء وتجار وأمراء وقادة وملوك فهن القيمات على حلي السيدات  وما يتعلق بهن من زينة كما يشرفن على الخدمة المنزلية وهي كلها وظائف تنطلق 

مما رسة الاسترقاق والتبعية والاضطهاد وقد شكلت طبقة الأرقاء بكافة أطيافها نسبة كبيرة 

من  المجتمع العربي الإسلامي 

خلال الفترتين الأموية والعباسية 

وكانت تتعاطى الحرف اليدوية والأعمال العضلية مثل البناء وحمل البضائع والخدمات المنزلية والعمل في الحقول الزراعية وغيرها من الحرف التي 

تعتبر ممارستها مستقبحة على السادة  إن من ذكرنا ممن رمت بهم غوائل النخاسة قهرا إلى قصور الخلفاء والأمراء أو إلى مجالس النخبة كانوا أكثر حظوة من غيرهم من الأرقاء لا من حيث الحرية والكرامة الإنسانية والقيمة الإجتماعية  المعنوية وإنما من حيث ظروف العيش والأمن على النفس  وقد كان من هؤلاء  الغلمان الذين هم في الحقيقة أرقاء قادة عسكريون و حجاب وكتاب غير بعيدين عن صنع القرار 

 يتواصل

10. يناير 2019 - 9:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا