“مشعل”.. قراءة في ما وراء “التسمية”!! / سيدي محمد ولد ابه

 

 

altمشعل” الاسم الذي يبدو في ظاهره اختصارا لجملة “منسقية شباب المعارضة” والتي تأست قبل أسابيع قليلة من الآن، يحمل في طياته معان أعمق مما يتراءى بين السطور.. تعود جذور الكلمة السياسية إلى حركة حماس التي أسست فيلقا سريا من قوى الأمن يوازي الشرطة الفلسطينية حمل اسم “مشعل” تيمنا برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وقد تمكن هذا الفيلق من السيطرة على قطاع غزة في ساعات قليلة، وطرد حركة فتح والتنكيل بضباط الشرطة وقتلهم واعتقالهم..

ثمة “مشعل” آخر في مصر هذه المرة، حيث كانت التسمية تطلق على فريق من أنصار نادي الزمالك، وكان الذراع الضارب لحركة الإخوان المسلمين في مصر، وقاد هذا الفريق عمليات الهجوم على البرلمان ووزارة الداخلية المصرية أثناء الصراع على السلطة في قاهرة المعز، وهوالمسؤول عن مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا في ملعب رياضي يوم 2 فبراير 2012.

نقطة التقاء مشعل مصر ومشعل حماس أنهما يصدران من منبع واحد، ويرتكزان على نفس الخلفية الإخوانية، ولن نجانب الصواب إذا أرجعنا مشعل موريتانيا إلى نفس المنطلقات والأهداف..

فمنذ إسقاط النظام المصري وغزو ليبيا وانهيار بن علي، توهم الإخوان المسلمون في موريتانيا أن بمقدورهم لعب نفس الدور الذي قام به إخوانهم في مصر وتونس، وحين فشلوا عبر عدة تحركات قاموا بها الشارع الموريتاني، أفضت اجتماعات سرية عقدوها في نواكشوط إلى تشكيل 14 إطار، يناط العمل بها مجتمعة لزعزعة الاستقرار وخلق الظروف المناسبة لـ”الثورة” التي تتلخص أهدافها في إسقاط النظام، على أن يبوأ الإخوان مقاليد السلطة على الطريقة المصرية أو التونسية، مع فتح المجال لتكرار النموذج الليبي إذا لم يكن من الأمر بد..

من بين هذه التنظيمات أطر طلابية وأكاديمة، ونقابية نجح الإخوان في التغلغل داخل هياكلها، وتحريكها بدوافع سياسية، لكنها مغلفة بلبوس نقابي.. وانضمت إلى هذه الأطر تنظيمات غير دستورية من بينها”صوت التلميذ” و”كواس حامل شهادة”وقد كلفت الأخيرة باقتحام القصر الرئاسي، وحظي دخولها إليه بتغطية إعلامية هائلة..

ومع مرور الوقت تأكد الإخوان أن المعركة أكبر من حجمهم في الساحة، فقرروا الدخول في ائتلاف وهمي مع القوى السياسية، واستطاعوا إقناع زعماء المعارضة بتشكيل إطار شبابي يحمل اسم “منسقية شباب المعارضة الموريتانية” (مشعل) تيمنا بـ”المشعلين” المصري والفلسطيني، وأنيط بهذا الإطار الجديد العديد من المهام من أبرزها مواجهة قوى الأمن، وخلق حالة من الفوضى لإرباك الشرطة ودفعها إلى اعتقال نشطاء الشباب أو قمعهم وقتلهم حتى، ولم لا فالغاية تبرر الوسيلة..

وأوشكت الخطة على النجاح ليلة الإعتصام الثاني والأخير حين جاء عدد من شباب “مشعل” إلى الساحة وهم يحملون الزجاجات الحارقة وعلى أتم الاستعداد للمواجهة التي يعمل الإخوان على اندلاعها منذ مدة مع قوى الأمن، لكن خلافا دب في اللحظة الأخيرة بين زعماء المعارضة أدى إلى فك الاعتصام..

وما يزال مشعل الإخوان الموريتاني يحث السير يحثا عن “بوعزيزي” جديد يكون قميص عثمان الذي سيرفعه هؤلاء استدرارا للعطف الدولي، لإيجاد ذريعة للتدخل الأجنبي., والهدف بطبيعة الحال تحقيق مكاسب سياسية ما إن تدنو قطوفها حتى ترتفع تبتعد من جديد.

26. مايو 2012 - 13:47

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا