العشر الأواخر/ سيدي عيلال

منذ أتُخذ القرار، وتم التسليم ،في منطقة بكر على حياة ابناءالعشيرة وأحفاد قوم المضارب ورواد المحاظر، والمساجد ،حتى لايساهم القرار في تدعيم قصصنا القديمة، ولافي نفخ روح جديد فى إحدى قلاعنا العتيقة ،أووقائعنا المشهودة ؛ منذ تلك اللحظة ،والوطن المُسْتَلم يخضع لتجارب ابنائه ،ويحصد ثمار بذورهم، ويدفع من حداثة عمره إخفاقهم، فكل أنظمة ما بعد الإستقلال ، أحدثت في أمره ،وصادرت من حقه ،وهمشت خميرة شعبه ، وأبعدت خيرة قادة نضاله ، وأطبقت بمطرقتها وسندانها على جرأة تصحيح أخطائه  ،وشرف محاولة تضميد جراحه ، وأخذ حق ضعيفه ، حتي اصبح  الإعتراف بأحداث التاريخ  ،وظلم الإنسان لأخيه الإنسان  جريمة ومنكرمن القول عقابها قطع ألأيدي والأرجل من خلاف ، ومن رفض وتعمد السجود قبل إذن الملك ، فليصلبن على جذوع النخل ، ولينسفن في اليم نسفا ؛حتي تنفس فجر العولمة الصادق   ، وتبين لمن أحتجزوا الخيط الأبيض من الأسود ، فقررنا هنا إضافة خيط أحمر ،وعزفنا النشيد الجديد  ،وتلقف النشطاء حصاد الوطن  ،مره وحلوه  ،وتسلقوا بحملهم الثقيل  صخرة الوطن  ،وسحب الجمع الستار، وفتح المحذور ، وكشف المستور ، وانتهب الطلقاء مناخ الحرية العاصف ، لندخل لحظة المصارحة الحاسمة ،  وقد راهن النظام على إرادة وتقاليد الشعب المتجذرة في إشاعة السلم ،  وتعزيز التآخي ونبذ العنف  ،رغم ظهور زعامات محلية قادت الإستفادة المفرطة من الحرية ــ المتاحة ووجهتها ــ بفعل إرادة النظام ، أوبفعل ضغط النشطاء، تحت غطاء العولمة اوبمباركة النظام نفسه ، وقد أكدت حشود أربعاء العشر الأوائل من يناير الجاري  ، نجاح رهان النظام الذي أمتاز من بين الانظمة بتحديث الفعل السياسي ،  وتوسيع دائرة المشاركة  ،وإشراك عتقاء جيوب الفقر والإقصاء والتهميش حتي تحرر المشهدعفويا من معوقات التكامل المطلوب  ، لبناء وطن حديث متصالح  ، معترف بمنازله المظلمة المُحتفي بشذراته المضيئة عبر تاريخه الوجيز، ورغم قصر التجربة التشاركية الحرة  ، تحت قبة الوطن الواحد  ، بعد طول الخجل والتحفظ ، من مصارحة ألاخ لأخيه وأعتذاره عن ظلمه وغبنه وتهميشه  ، ففتحت جبهات ظلت محظورة وبددت مخاوف عطلت إنسجام مكونات الشعب ، وأبْعدت هواجس أرهبت جموع الوصلين بعد طول السفر٠ .

لقد عرف الوطن في العشر الأواخر من عمره تغيرا جذري في نظام وأسلوب الحكم  ، وأحدث الرئيس عبر أسلوبه الخاص نقلة نوعية في فن قيادة الأمة  ، وعززت خرجاته وطريقة إحتكاكه بالشعب وعفوية ارتباطه به من جرأة الناس على عبور الأبراج  ، والمتاريس التي وصمت علاقة الحكام بالمحكومين ،  فتقلصت الفوارق بين الحكومة والشعب  ، وتمكنت فلول الواصلين الجدد من تسلق  أسوار الزعيم،  وخاطب الزعيم الناس بلغتهم واستمع إليهم وهم يهسون في أذنه من فوق الكهوف ومن خلف أسوار أزمنة الخوف والظلم والقهر، وأستمرأ الرهط المفسد وأنتهبَ الظرف الطارئ وأحدث جلبة طالت سكينة المجتمع ،  وتطاولت على حصون  الوطن المرممة أخيرا ،  ولم يسلم منها الرئيس ولا حكومته ،  .ولا خصوصية الشعب ،.ورغم العطاء الشاهد والجهد النافذ . ، فالوطن لا يزال يعاني في إحدى رأتيه وبعض شرايينه تحتاج التنظيف ، ولا تزال الأولوية في إنتزاع السلطلة ، أو التمسك بها ولايزال القطيع يتابع بحذر معركة فحوله ،ولا يزال مؤشر أولوياتنا مقلوب الشكل ، ولا تزال النُّخب وقادة الرأي يذكون نار الصراع القديم العقيم  ويؤكدون ان الفصل الجديد يؤرخ لمنعطف وطني حاسم قرر مهندسه أن يبني عليه سورا و أن يفرغ عليه قطرا (  فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) حتي لاتتشتت جهودهم وحتي لاينحسر العطاء في طلب السلطة لأن لفريق الفائز بها متمسك بها وقد بدأ ترتيبات ذالك 

16. يناير 2019 - 8:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا