ما بالكم أيها الغرماء / حناني ولد حناني

منذ أيام تدور مشاورات سرية بين موالين لتعديل الدستور؛ تشدقا وتملقا وتنكرا لوطن أغلى من العين وحدقتيها؛ بل أغلى من الأنفس وهي رخيصة في سبيله،  لم تأبه تلك الجماعة التي سميتها "نواب العار" بنداءات المواطنين المنددين بتلك المحاولة؛ ولم تُفَكر في خطورة العواقب في إقدامٍ على أمرٍ خطير كتعديل دستور دولة؛ من أجل غايات ورغبات خاصة للأسف الشديد...

جماعة "نواب العار" هذه لم تنهَهُم عقولهم ولا ضمائرهم "الميتة وهي حية" عن فعل شنيع ومشين كهذا؛ فدبروا فعلتهم باجتماع سري في منزل أحدهم ؛ وتشاوروا وخططوا وأربكوا وارتبكوا وكانت عاقبتهم أن "رجعوا بخفي حنين" أو بخفي خرشي وصهيب وليس الأول شارح الشيخ خليل ولا الثاني صهيب ابن سنان الرومي لا والله...

مرت أيام قليلة وقليلة جدا والقوم منهمكون في الدجل والتخويف والترغيب والتزييف لزملائهم باسم فخامة رئيس الجمهورية (البطل الشجاع) الذي تبين فيما بعد أن لا علم له باللعبة الخبيثة والتي يبدو أن المُستهدفَ الرئيسيَ منها هو قائد الأركان السابق ولد الغزواني؛  من أجل إبعاده عن الترشيح وإظهار أن أغلبية أعضاء البرلمان ضده...؛ في مسرحية سيئة الإخراج؛ بطلها في الظاهر "ولد الخرشي وصهيب" وفي الخفاء "ولد باية" المعروف بنظرته الدونية تجاه المناطق الشرقية في بعض التدوينات (تدوينة على حسابه في تويتر منذ أيام...) وشدة حقده على المؤسسين (أمثال باب ولد الشيخ سيديا وغيره...).

بعد أن كادت العملية أن تمر بخدعة للنواب بإيهامهم أن رئيس الجمهورية هو الآمر بالحراك وأنه جاء بأمر منه؛ انقشع الظلام عن زيف الخمسة وقُطعتْ أصابعُ يَدٍ كادت أن تُقَطِّعَ قلوبنا حسرة على مستقبل بلادنا ووطننا.

نعم انقشع الظلام بظهور نواب وطنيين أبطالٍ، وقفوا وبكل حزم وشدة في وجه تيار جارف بالنفاق والتملق وانعدام الحسَّين الوطني والأخلاقي، وقفوا في وجهه وعندما قرأتُ أسماءهم تَبينَ لي واتضح وضوح الشمس رابعة النهار: أن كل هذه الأسماء البارزة والمعروفة بثقلها الاجتماعي ووزنها السياسي لن تُجْمِع على باطل – بإذن الله تعالى- وأن أصحاب الموالاة العمياء والتبعية العرجاء مهزومون وإلى فشل سينقلبون...  كما تبين لي أن حراك هؤلاء حراك "نواب الرفض" عبارة عن أشخاص من العيار الثقيل من أمراء وزعماء تقليدين بارزين أمثال الأمير النايب محمد محمود ولد سيدي ولد حنن الذي يَعرف من أين تؤكل الكتف في الإطار الشياسي وغيره مع أن غرييمه السياسي وقع في الفخ والمؤامرة المفضوحة.

إضافة إلى الأمير محمد محمود ولد حنن هنالك  الأمير والنايب الدان ولد عثمان والوجيه البارز محمد ولد ديدي والبقية من أشخاص متميزين حقيقة.

لا غرو إن طابت صنايع ماجد؛ لا غرو إن كان النايب محمد محمود ولد سيدي ولد حنن في طليعة الرافضين لتعديل دستور أمة، فقد كان أبوه الأمير سيدي ولد حنن رحمه الله تعالى في زمن الراحل المختار ولد داداه أميرا بكل المعايير...؛ كان  معروفا بالقوة في إبداء الرأي والشجاعة...؛ حتى أنه ذات مرة في إحدى المناسبات سأل الرئيس الراحل المختار ولد داداه رحمه الله تعالى: "شماسيين امع كفْرْ اندَرْ (يعني كُوفَرنيرْ اندرْ Gouverneur ) فرد عليه أحد المرافقين للرئيس: "الأمير سيدي هذا ما ينكال للرئيس المختار" فرد الأمير سيدي بالقول : "أح موريتاني حاكمها اللا كوفرنير اندر" حينها أُعْجِبَ الرئيس المختار بالأمير سيدي ولد حنن لشدة شجاعته في قول الحق فلا غرو إن كان ابنه مشى على تلك الخطى بتمهل – رغم العوائق والصعوبات – فكان أميرا تشبَّعَ قَلبُه بالأنفة والشموخ وبرهن أنه أميرٌ إضافة إلى أنه نايبٌ و"ليس كل نايب أمير".

17. يناير 2019 - 2:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا