إن المتأمل في وسائل الإعلام الغربية المكتوبة والمرئية والمسموعة يلاحظ أنه لاهم لها في هذه الأيام إلا الخبر المتعلق بالمراهقة السعودية رهف القنون..
وحسب تتبعي لما كتب عن هذه الحادثة فان الغرب وأذنابهم اتخذوها شماعة للنيل من الإسلام والمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين وقبلة المليار ونصف المليار مسلم وهي لعبة باتت مكشوفة.. فما الذي جعل شخصيات حقوقية ودولة في وزن كندا أن تحتضن مراهقة سعودية هربت من منزل أهلها..بسبب أو غير سبب؟ ه
وهل كانت كندا لتهتم بهذه القضية وتعطي لصاحبتها حق اللجوء السياسي وتستقبلها وزيرة خارجيتها لو لم تكن المملكة قد سحبت سفيرها من أتاوا بعد أن تدخلت في الشأن السعودي الداخلي...
وإذا كانت كندا لم تفصح للعالم عن هدفها من وراء قضيت رهف الفقون, فان الثوب الذي ألبسته لهذه القضية باسم الحرية وحقق الإنسان والديمقراطية بات معروفا لغير العميان على حد قول الشاعر:
ثوب الرياء يشف عما تحته... فإذا التحفت به فانك عاري
وقد جسدته رهف في أيامها الأولى ابتداءا بالظهور نصف عارية وتدخين الحشيش وأكل الخنزير واحتساء كأسا من خمر.....!!
ومما يدعوا للريبة تغطية صحفا غربية مرموقة مثل: ديلي ميل لهذه الأعمال بوسائط الصوت والصورة وهي أعمال يعتبرها الإسلام من المحرمات ..
والسؤال الذي يطرح نفسه ألا يعتبر هذا استهدافا..!؟ والخطورة تكمن في أن المجتمعات الغربية تثق بهذا الإعلام لأنه تأسس على الثقة..!!
والغرب في هذه الحالة إنما يسخر من نفسه ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد حدثت قضية مماثلة لهذه عندما انجرت فرنسا وراء صحيفة سيئة السمعة تسمى شارلي ابدو حينما رسمت صور كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عيه وسلم مدعية أن هذا من حرية الرأي في حين لا يمكنها أن ترسم صورة واحدة عن الهولكوست..!!
وقد كتبت مقالا آنذاك بعنوان:عندما تسخر فرنسا من نفسها وتدافع موريتانيا عن دينها!!
http://www.aqlame.com/article22417.html
ويبدوا أن المملكة باتت مستهدفة من الأبناء قبل الأعداء تارة بقضية الصحفي خاجوقجي التي باتت مستهلكة ومكشوفة ويبين لنا محرك البحث كوكل كيف أن هذه القضية فاقت كل ماكتب في هذا القرن حيث أصبحت قضية البوعزيزي وآسانج اللذين شغلا العالم ثانوية أمامها وما هذا إلا لحاجة في نفس يعقوب!!
غير أن العالم فهم اللعبة وأصبحت قضية خاجوقجي ليست بذات الأهمية التي أضفتها عليها بعض القنوات العربية المعروفة للأسف!!...وأن المملكة قد قالت كلمتها فيها وانه في الوقت الحالي أفضل للإسلام أن تبقى المملكة قوية موحدة في وجه الأخطار التي تتهددها..
لقد نسي هؤلاء أو تناسوا بقصد أو بغير قصد.. أن الغرب مصالح.ولاشيء غير المصالح..
إن تاريخ الغرب_ منذ أن أصبح هذا المفهوم مفهوما سياسيا استراتجيا يكشف عن حقيقة أساس قوامها: مواقف متغيرة وثابت لا يتغير: إن موقف الغرب من العرب أو من الإسلام أو من الصين أومن أية دولة أخرى في العالم, موقف يتغير دائما, وقد يقفز من النقيض إلى النقيض إذا اقتضى الأمر ذاك,أما الثابت الذي يحكم تحركات الغرب وتغير مواقفه فهو(المصالح) ,ولاشيء غير المصالح فعندما تمس مصالح الغرب أو يكون هناك ما يهددها, تتغير المواقف في الحين....
إذا يتبين لنا مما سبق أن الغرب مصالح ولاشيء غير المصالح , وكل حوار معه أو تفكير ضده لا ينطلق من هذه الحقيقة, إنما هو انزلاق وسقوط في شباك الخطاب المغالطى. . التمويهي السائد في الغرب والهادف إلى صرف الأنظار وتوجيهها إلى الانشغال بما يخفيها ويقوم مقامها في تعبئة الرأي العام مثل: الحريات,والثقافة, والديمقراطية...
وما تدعيه الدول الغربية من حرية التعبير ليس صحيحا , فهي تتخذ الإرهاب مطية وعنوانا براقا تستر ورائه..والغريب في الأمر أن مقولة الإرهاب هذه تنكمش وتذوب عند مناقشة قضايا تتعلق باليهود والهيلوكوست, وتتسع وتتماع عندما تكون غطاء للنيل من الرسل والمقدسات الدينية...
ومعلوما أن هذا الموضوع بدأ يطل علينا تحت مسميات الحرية الجنسية ومثلي الجنس وحق المواطن فيها ودفاع المؤسسات الدولية جهارا نهار عن هذه الفاحشة..!!
وتأسيسا على هذا الكلام فانه هناك خطة لئيمة محكمة, مفادها: أن دعوة المسلم إلى الكفر تلقى نفورا في المجتمع الإسلامي, ويكاد يكون من المحال إحراز تقدم فيه بإعتناق هذه الدعوة, ولذا ينبغي أن تكون الخطة_ أولا_ تجريد شخص المسلم من الالتزام بالتكاليف, وتحطيم قيم الدين الأساسية في نفسه بدعوى العلمية والتقدم والحرية دون المساس بقضية الإلهية مؤقتا, لأنها ذات حساسية خاصة, وبمرور الزمن, ومع ألف المسلم لهذا التجريد يسهل في نهاية الأمر تحطيم فكرة الإلهية في عقله ووجدانه _ وإذا بقيت افتراضا, فلا ضرر منها, ولا خطر لأنها حينئذ لن تكون سوى بقايا دين, كان موجود ذات يوم بعيد..,
... وهكذا يحكم أعداء الإسلام مخططاتهم, ويديرون لتدمير الدين ومبادئه
ابتداء من ابسط السنن والواجبات وانتهاء إلى قضية القضايا: وجود لله ذاته والمساس برسوله صلى الله عليه وسلم..
وحدث أن وجد في العالم العربي والإسلامي امتدادا لهذا الفكر من بني جلدتنا من ينظر إلى تراثنا نظرة ازدراء, وقد أفرغ جهده في نقد التراث....., وتسفيه السلف
ولم نجد أن ذالك صنع منهم عباقرة ولا مخترعين, وإنما وجدنا من أكثرهم أنانية منفردة, وأخلاقية عمل ضعيفة, ونزوعا إلى الاحتيال, والوصول إلى المنافع الخاصة من أي باب, ومن أقصر طريق..
فأصبح الاستهزاء بالله وآياته ورسله بضاعةً رائجة في سوق أعداء الدين والسوق قائمة يلجأ إليها كل من يبيع دينه بعرض من الدنيا!!
يجب علينا كمسلمين أن نقف مع أرض الحرمين وأن ندافع عن مقدساتنا التي بدأت تهاجم من الأبناء قبل الأعداء..ولقد كشفت رهف القنون بحيث لاتدري عن الحريات التي ينادي به الغرب كالتمكين من أكل الخنزير وتدخين الحشيش وشرب الخمر والخروج نصف عارية..!! شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=qHvfMYberzs
ولاحقا الحريات الجنسية والشذوذ الجنسي..الخ وقد أصبحت هذه المؤسسات الحقوقية والصحف الغربية وكندا مكشوفة وإنما تسخر من نفسها بحيث لاتدري ..!!
فهل هذه هي الحرية التي ينادي بها الغرب ؟ وهل هذا هو مايريده الشباب المنادي بحقوق الإنسان؟
,