أنصار الرئيس / سيدي عيلال

ارتبطت أنظمة الحكم بالمستفيدين منها ، فصَنفت دوائر الاستفادة على أنها أنصارها ، مما أفرغ المصطلح من مدلوله ،وحدد الحكم ومرتكزه بدوائر الوطن ،وإداراته وإدارييه ، لذالك تعودت نخبة المجتمع ،وحملة مشعله على عينة متوارثة من أنصار الرؤساء ، وركائز أنظمتهم ، فلاغرو إن توقفت أذهان البعض عند هذه الصورة ،المجتزأة من تاريخ الوطن ، وعطاء أنظمته ، و تكريس صورة الزعيم في أذهان المستأثرين والمستفيدين منه ، ومن أركان نظامه ونسي أصحاب القلم مشاعل التنوير أو دأبوا ــ كما أرادت لهم الأنظمة ــ على الاكتفاء بالأنصار الشركاء في خير الوطن ، وخرجت من المصطلح جموع الأنصار حقا ، أوأُخرجت بتدبير شوه مصلح الأنصار، أوحد من شموليته ، حتى كاد الشعب العظيم الصامد الصابر، أن يُقصى من مشهد الوطن ، ومن نصرة نضاله ومن بناء ، وطن يحتضن الجميع ، وينتصر لقضايا الشعب العادلة ، ويلبي احتياجاته ، ويعمم حقوق واجبات المواطنة على جميع شرائحه ٠ إن ثمن الإصلاح باهظ ، وجدية وقف الإستئثاربالوطن وخيره ، وفرض توسيع دائرة المشاركة واستهداف جموع الشعب ، ومواجهة الحقائق المؤلمة ، بالحلول الجريئة الصريحة ، نمط استحدثته الإرادة السياسية ، الراهنة وميز خصوصيتها فتمسكت برؤيتها رغم التشكيك ، ورغم محاولة تثبيت التمسك بالمنهج المتوارث القديم غير أن مواكبة التطور تتطلب إعادة تحديث النهج ،وتغيير الواقع وإعادة انتشار وحدات الشعب ، التي تمكنت من عبور خندق التمييز ، والتهميش والإهمال ، وهي الوحدات التي ارادها الرئيس انصارا ، وحضنا ودرع حماية ، وهي تلك الحشود الهائلة التي منحته ثقتها ، والتي استقبلته يوم عاد للوطن ، سالما معافى وهي الحشود ذاتها التي تجمعت في الصباح القارس ، وسارت جريا خلفه ، وهي تردد لا للكراهية لا للتمييز ؛ وهي الحارس ألأمين الذي كلفه الرئيس بحماية موريتانيا الجديدة ، وهي الجموع ذاتها التي أكد لها قائدها أن الدستور مصان ، وأن خدمة الوطن ، والمحافظة على مكاسبه ستظل متاحة للكل ومن كل المواقع وفي ظل كل الظروف ؛ فرجاء ميزوا بين أنصار الرئيس وفريقه ، فالفريق وسيلة لتنفيذ المشروع يمكن تبديل بعض عناصرها، أما الشعب فهو غاية المشروع ، وحصن حمايته وهو من أراده الريس نصيرا،؛ فحينما تخلط نخبة القلم وشموع الوطن بين الغاية والوسيلة ، يملأ ضباب الحيرة والحذر والريبة فضاء الوطن وتمارس النُّخب ظلمها الصريح ، وتعري سوأة مشاركتها المحيرة في تكريس إستمرار فصل الظلام وتبرير التمسك بالأخطاء ، ورفض الإصلاح ــ المطلب الملح ــ لبقاء التمسك بالوطن كمشروع جامع مانع معبرعن مساهمتنا كبشر نصنع أسباب بقائنا بكل جدارة وبتميز ، أما حينما نتعمد إسقاط الأوصاف على غير أوصافها فإننا نتهك مبدأ أساسي من مبادئ نضال البشر من أجل تحسين أوضاعهم وإثبات تفوقهم على مخلوقات الكون ، الأكثرجمالا حينما نعترف بالجهد الآخر ، ونسمي الشعب أو، معظمه ، أو جزء منه بأنصار الرئيس ، ونسمي الحكومة وبعض إداراتها بفريق الرئيس .

21. يناير 2019 - 12:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا