الرجل الحرباء / البشير ولد  بيا  ولد سليمان 

الحرباء , حيوان من الزواحف , يتغير لونه حسب المكان الذي يقف عليه ,وفي عالم " الحرباء " و تغير الألوان مدح بعضهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز و قالوا فيه شعرا و نثرا وكذلك فعلوا مع الرؤساء الذين سبقوه , ولد الطايع , وأنه شيد صرحا لشنقيط  وحول البلاد جنان خضراء و ماء و كهرباء وشق الطرق في الصحراء ... وفي الغالب الوجوه نفسها  التي وقفت مع الرئيس السابق هي نفسها التي تقف اليوم مع الرئيس الحالي و ينتظرون الرئيس القادم ليخرجوا معه مسيرات مطالبين بتنصيبه امبراطورا،لا يهمهم من يكون , المهم أن يكون رئيسا و ان يشقوا الطريق اليه ليقولوا فيه شعرا و مدحا, وهكذا, انها " ثقافة النفاق " التي أخذت تتفشي في البلاد , النفاق الإعلامي ،  الاجتماعي ، الديني ، قالوا عن الرئيس السابق اعل ولد محمد فال  رحمه الله  انه " مؤمن آل فرعون  كان يكتم إيمانه " صدر عنهم  ذلك بدقائق فقط من الانقلاب علي ولد الطايع وقبلها لوقت قريب كانوا يتصدرون المسيرات المؤيدة له وأنه أحيي الزرع و الموتي و جاء بالمطر هكذا كانوا يقولون ولما سمعوا بالانقلاب فجأة غيروا اتجاه البوصلة , وتستمر لعبة المسيرات و المهرجانات و القصائد و الأوصاف , يطعم و يسقي من جوع , قالها أحدهم عن الرئيس الحالي ,  ثقافة غريبة دخيلة , لا تخدم البلاد في شيئ ، سباق ولاآت و تنافس ولايات ، الحوض الغربي الذي عرف  بالكرامة و النضج الثقافي و النضال ، ينساق معظم أبنائه لقصر المؤتمرات  لا لمناقشة مشكل القمامة ، و غلاء فاتورة الكهرباء و تدني مستويات التعليم والصحة و ارتفاع الاسعار - و قد عرف أهل لعيون في السابق بذلك و برفضهم للظلم و بنضالهم لأجل مصالح البلاد "  انما يجتمعون اليوم لمناقشة موضوع آخر ,  مشكلة أخرى ليست مطروحة أصلا "  المأمورية الثالثة " وقفة استباقية ، مشكل مستحدث هب الناس في الولايات وخرجوا للتظاهر من أجله , وفي الخفاء يعمل" الرجل الحرباء " ينشط و يجاهر بثقافته الخطيرة  " ثقافة النفاق "  وهم كثر , شغلواالناس بمناقشة شؤون الرئاسة , جعلوا منها هما رئيسيا , يؤرق شعبا فقيرافليوقفوا مسرحيتهم و ليكن الحاكم من يكون , طفلا , امرأة , عجوزا ، فلاحا ,  مهندسا , طبيبا ,  خبازا ، ضابطا ، تاجرا .. ليكن من يكون , فليست تلك هي المشكلة ,  مشكل موريتانيا هو هذه الظاهرة " الرجل الحرباء " , هذا النفاق ، الكذب المتفشي  , الإشاعة,  الغش , التزوير ، لحية كبيرة و قار و تدين و مع ذلك يغش الناس و يبيعهم أدوية مزورة ويزاحمهم علي الصف الاول في المسجد , جلبوا حاويات من المواد منتهية الصلاحية  وصدروا  حاويات نصفها أسماك  و نصفها  حجارة , و زوروا الشهادات و التصاريح ... , ومسؤولون في الدولة شغلهم الشاغل "الكومسيون " , لم يعد ولاؤهم للدولة انما لأشخاص يقاسمونهم " الكومسيون " , الكومسيون أولا و من ثم تكون مصلحة البلد او لا تكون , والتبيريرات عديدة متنوعة :  الراتب ، الغلاء ، " انا من غزية  ان غوت غويت و ان ترشد أرشدي" , غيري أصبح غنيا من المال العام  فلما لا أكون ؟ , و غيرها من التبريرات الخاطئة  المرفوضة , شرعا و قانونا و عرفا  , فالخطأ يظل  خطأا و ان عمله كله الناس .

توقيعات و اجتماعات , من أجل ماذا ؟ حل مشاكل الصحة , التعليم , الطرق , الصيد ..لا , انما من أجل "المامورية الثالثة " فهل هو الحب و الاخلاص للأخ الرئيس أم هو التلاعب بدستور البلاد , لا أحد يستفيد من سجن أولئك النواب الذين وقعوا المطالبة بالمأامورية الثالثة ولكن يا سيادة الرئيس كان الشعب يتوقع توبيخهم علي الاقل لأن في ذلك احترام لشخصكم و لتصريحاتكم  من جهة و من جهة احترام لبنود الدستور , حتي لا يكون عرضة للتلاعب و التغيير.

التناوب علي السلطة سلوك راقي رفيع المستوى , فلا أحد يولد ملكا ولا رئيسا ولا مهندسا ولا طبيبا و لا طيارا و المناصب تطرأ و تزول و قبول الاخر بديلا ليس جريمة , فلو دامت لغيرك لما وصلت اليك , فثفافة التناوب علي السلطة , ثقافة راقية و مبدأ سليم , فرصة هكذا جاءت و انتهى الدور,  فتقبلها بروح رياضية و اترك المجال لشخص آخر , و أما حكاية أين البديل ؟ و أن البلد  سينهار  و غيرها من الحجج الواهية , فهي تعاليم الشيطان وتوجيهات "الرجل الحرباء " يقولها لك وغدا يقولها لغيرك , وهي لا تعبرعن محبة للاخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بل مضرة لسمعته و لمصالح البلاد , وما هي الا نمط من ثقافة النفاق التي أخذت تتفشي و تزداد وتدفع بالرجال لتقمص شخصية  " الرجل الحرباء "  ومن المعروف أن  لون الحرباء لا يعول عليه .  

 

22. يناير 2019 - 7:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا