الحرباء , حيوان من الزواحف , يتغير لونه حسب المكان الذي يقف عليه ,وفي عالم " الحرباء " و تغير الألوان مدح بعضهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز و قالوا فيه شعرا و نثرا وكذلك فعلوا مع الرؤساء الذين سبقوه , ولد الطايع , وأنه شيد صرحا لشنقيط وحول البلاد جنان خضراء و ماء و كهرباء وشق الطرق في الصحراء ... وفي الغالب الوجوه نفسها التي وقفت مع الرئيس السابق هي نفسها التي تقف اليوم مع الرئيس الحالي و ينتظرون الرئيس القادم ليخرجوا معه مسيرات مطالبين بتنصيبه امبراطورا،لا يهمهم من يكون , المهم أن يكون رئيسا و ان يشقوا الطريق اليه ليقولوا فيه شعرا و مدحا, وهكذا, انها " ثقافة النفاق " التي أخذت تتفشي في البلاد , النفاق الإعلامي ، الاجتماعي ، الديني ، قالوا عن الرئيس السابق اعل ولد محمد فال رحمه الله انه " مؤمن آل فرعون كان يكتم إيمانه " صدر عنهم ذلك بدقائق فقط من الانقلاب علي ولد الطايع وقبلها لوقت قريب كانوا يتصدرون المسيرات المؤيدة له وأنه أحيي الزرع و الموتي و جاء بالمطر هكذا كانوا يقولون ولما سمعوا بالانقلاب فجأة غيروا اتجاه البوصلة , وتستمر لعبة المسيرات و المهرجانات و القصائد و الأوصاف , يطعم و يسقي من جوع , قالها أحدهم عن الرئيس الحالي , ثقافة غريبة دخيلة , لا تخدم البلاد في شيئ ، سباق ولاآت و تنافس ولايات ، الحوض الغربي الذي عرف بالكرامة و النضج الثقافي و النضال ، ينساق معظم أبنائه لقصر المؤتمرات لا لمناقشة مشكل القمامة ، و غلاء فاتورة الكهرباء و تدني مستويات التعليم والصحة و ارتفاع الاسعار - و قد عرف أهل لعيون في السابق بذلك و برفضهم للظلم و بنضالهم لأجل مصالح البلاد " انما يجتمعون اليوم لمناقشة موضوع آخر , مشكلة أخرى ليست مطروحة أصلا " المأمورية الثالثة " وقفة استباقية ، مشكل مستحدث هب الناس في الولايات وخرجوا للتظاهر من أجله , وفي الخفاء يعمل" الرجل الحرباء " ينشط و يجاهر بثقافته الخطيرة " ثقافة النفاق " وهم كثر , شغلواالناس بمناقشة شؤون الرئاسة , جعلوا منها هما رئيسيا , يؤرق شعبا فقيرافليوقفوا مسرحيتهم و ليكن الحاكم من يكون , طفلا , امرأة , عجوزا ، فلاحا , مهندسا , طبيبا , خبازا ، ضابطا ، تاجرا .. ليكن من يكون , فليست تلك هي المشكلة , مشكل موريتانيا هو هذه الظاهرة " الرجل الحرباء " , هذا النفاق ، الكذب المتفشي , الإشاعة, الغش , التزوير ، لحية كبيرة و قار و تدين و مع ذلك يغش الناس و يبيعهم أدوية مزورة ويزاحمهم علي الصف الاول في المسجد , جلبوا حاويات من المواد منتهية الصلاحية وصدروا حاويات نصفها أسماك و نصفها حجارة , و زوروا الشهادات و التصاريح ... , ومسؤولون في الدولة شغلهم الشاغل "الكومسيون " , لم يعد ولاؤهم للدولة انما لأشخاص يقاسمونهم " الكومسيون " , الكومسيون أولا و من ثم تكون مصلحة البلد او لا تكون , والتبيريرات عديدة متنوعة : الراتب ، الغلاء ، " انا من غزية ان غوت غويت و ان ترشد أرشدي" , غيري أصبح غنيا من المال العام فلما لا أكون ؟ , و غيرها من التبريرات الخاطئة المرفوضة , شرعا و قانونا و عرفا , فالخطأ يظل خطأا و ان عمله كله الناس .
توقيعات و اجتماعات , من أجل ماذا ؟ حل مشاكل الصحة , التعليم , الطرق , الصيد ..لا , انما من أجل "المامورية الثالثة " فهل هو الحب و الاخلاص للأخ الرئيس أم هو التلاعب بدستور البلاد , لا أحد يستفيد من سجن أولئك النواب الذين وقعوا المطالبة بالمأامورية الثالثة ولكن يا سيادة الرئيس كان الشعب يتوقع توبيخهم علي الاقل لأن في ذلك احترام لشخصكم و لتصريحاتكم من جهة و من جهة احترام لبنود الدستور , حتي لا يكون عرضة للتلاعب و التغيير.
التناوب علي السلطة سلوك راقي رفيع المستوى , فلا أحد يولد ملكا ولا رئيسا ولا مهندسا ولا طبيبا و لا طيارا و المناصب تطرأ و تزول و قبول الاخر بديلا ليس جريمة , فلو دامت لغيرك لما وصلت اليك , فثفافة التناوب علي السلطة , ثقافة راقية و مبدأ سليم , فرصة هكذا جاءت و انتهى الدور, فتقبلها بروح رياضية و اترك المجال لشخص آخر , و أما حكاية أين البديل ؟ و أن البلد سينهار و غيرها من الحجج الواهية , فهي تعاليم الشيطان وتوجيهات "الرجل الحرباء " يقولها لك وغدا يقولها لغيرك , وهي لا تعبرعن محبة للاخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بل مضرة لسمعته و لمصالح البلاد , وما هي الا نمط من ثقافة النفاق التي أخذت تتفشي و تزداد وتدفع بالرجال لتقمص شخصية " الرجل الحرباء " ومن المعروف أن لون الحرباء لا يعول عليه .